U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

أسباب وظروف وعوامل ظهور الحركة الوطنية في الجزائر على المستويين الداخلي والخارجي.

              أسباب وظروف وعوامل ظهور الحركة الوطنية في الجزائر

 على المستويين الداخلي والخارجي



أسباب وظروف وعوامل ظهور الحركة الوطنية في الجزائر
 على المستويين الداخلي والخارجي


1-   تقديم

2-   أسباب وعوامل ظهور النضال السياسي في الجزائر اتجاهات الحركة الوطنية الجزائرية 
أ‌- الأسباب والعوامل الداخلية
ب- العوامل والأسباب الخارجية
-  خاتمة 


1-   تقديم:

   كان السبب في بقاء روح المقاومة والصمود في الجزائر رغم كل ما تعرض له الشعب الجزائري من جرائم إبادة والنهب من قبل القوات الفرنسية الغازية هو أصالة وعراقة الروح الوطنية لذا عموم الشعب الجزائري فقادة الاحتلال أنفسهم كانوا متأكدين بأن انتصارهم على الجزائريين جاء نتيجة امتلاكهم للأسلحة المتطورة فقط ولقد وقف  قادة الاحتلال على حقيقة كبيرة عندما اكتشفوا طبيعة الشعب الجزائري المقاوم والمتطلع  للحرية والاستقلال حتى عبر عن ذلك أحد الساسة الفرنسيين الدكتور فيتال VITALE  في سنة 1864 بما يلي " كانت  كلمات مثل الجهاد والإسلام والعروبة تثير الحماس وتعمل فعل السحر في الجزائريين " ([1]).

2-      أسباب وعوامل ظهور النضال السياسي في الجزائر اتجاهات الحركة الوطنية الجزائرية :

تعددت أسباب وعوامل ظهور النضال السياسي أو المقاومة السلمية في الجزائر، وعلى ضوء ما تقدم يمكن تلخيص أهم الأسباب والعوامل في النقاط الآتية:

أ‌-        الأسباب والعوامل الداخلية:

-         فشل معظم الثورات والمقاومات الشعبية المسلحة التي خاضها الشعب الجزائري ضد المحتل مع بداية الاحتلال الفرنسي مباشرة في تحقيق الهدف والغاية التي اندلعت من أجلها وهي دحر المحتل واسترجاع السيادة(كانت مقاومات غير منظمة وتعتمد في الغالب على أسلحة بسيطة وعلى مدنيين متطوعين وعلى قادة هم في الغالب من رجال الدين والطرق الصوفية الذين تنقصهم الخبرة العسكرية والسياسية في مقابل قوات فرنسية مدربة ومنظمة تمتلك أسلحة متطورة للغاية).

-         ظهور النخبة الجزائرية بشقيها المحافظ والليبرالي (كتلة المحافظين والنخبة الليبرالية) والتي اعتمدت في نضالها ضد المحتل على أسلوب المقاومة السلمية حيث قدمت مفهوم جديد لمعنى الكفاح وذلك بالاعتماد على النضال السياسي والإصلاح الثقافي.

-         سن الإدارة الاستعمارية وتطبيق سياسات وإجراءات استثنائية وتعسفية جائرة ضد الشعب جزائري مثل قانون الأهالي ومصادرة الممتلكات والتهجير والعقاب الجماعي  ([2]).

-          توالي صدور المشاريع الفرنسية الرامية إلى إدماج وإلحاق الجزائر بفرنسا كمشروع الإصلاحات 04 فيفري 1919 ومسروع بلوم فيوليت 1936.

-          استنزاف ثروات البلاد الطبيعية وإثقال كاهل الجزائري بكثرة الضرائب والغرامات المالية.

-          هجرة وتهجير الكثير من الجزائريين خارج البلاد والذين عادوا فيما بعد إلى البلاد وهم يحملون أفكار إصلاحية وتحررية طموحة ([3]).

-          صدور قانون الإصلاحات الفرنسي 04 فيفري 1919 الذي سمح ولأول مرة للجزائريين بحق الانتخاب وممارسة النشاط السياسي.

 ب- العوامل والأسباب الخارجية:

-         ظهور بوادر الحرب العالمية الأولى وما ترتب عنها من انعكاسات خطيرة في المستعمرات كسن قانون التجنيد الإجباري سنة 1912 وكنهب وسلب ثروات الشعوب المستعمرة والمضطهدة.

-         ظهور أفكار جديدة على المسرح العالمي والإقليمي كمبادئ الرئيس الأمريكي ولسن المنادية بحق تقرير مصير الشعوب المستعمرة.

-         ظهور الفكر الشيوعي الماركسي المناهض للامبريالية الغربية وخاصة بعد انتصار الثورة البلشفية في روسيا.

-         انتشار أفكار الحركة الإصلاحية والجامعة الإسلامية التي ظهرت في المشرق العربي([4])وهي أفكار منادية بضرورة الإصلاح والوحدة وخاصة بعد تهاوي وسقوط مؤسسة الخلافة المنهكة في تركيا.

 

-         خاتمة: 

 وفي نهاية المحاضرة نستطيع أن نجزم على أن معظم المؤرخين والكّتاب متفقين على أن عملية ميلاد الحركة الوطنية الجزائرية كان بطيئاً وعسيراً للغاية وقد يلاحظ المتتبع للأحداث بأن طرد النخبة الجزائرية ونفيها ووضعها تحت الإقامة الجبرية منذ بداية الاحتلال كان هذا هو السبب في تأخُر تبلور رؤية سياسية عامة تلمٌ شملَ الجزائريين مما جعل الجزائر تعيش حالة فراغ سياسي وبدون أي مشروع في هذه الفترة من نهاية القرن 19م وبداية القرن 20م، وقد كتب في هذا السياق المؤرخ الفرنسي لوروى بوليو   LOIR  BEAU LIEU  سنة 1882  عدة مقالات تحدث فيها عن المشكل الجزائري ([5]) بحيث طالب بلاده بأن تسلك سياسة ليبرالية في الجزائر تمنح من خلالها للفتيان العرب حق التمثيل في المجلس الوطني الفرنسي كما طالب في مقال آخر بضرورة إنهاء الاستعمار وإلغاء قانون الأهالي، وبنفس اللهجة والغاية تقريباً كتب رجل الدولة  الفرنسية جول فيريJULES FERRY  الذي ترأس لجنة مجلس الشيوخ الفرنسي سنة 1892 للبحث في أوضاع الجزائر والذي زار الجزائر ولاحظ ملامح تشكٌل حركة الجزائر الفتاة التي كانت في طور التكوين فقال إن الجزائر تشهد الآن تشكل تكتل مجموعة من الشباب المنفتح عن ثقافة الغرب،ومن الذين كانوا إلى جانب هذا التصور لمستقبل الجزائر نجد كذلك الجنرال لارشي ARCHIE الذي صرح بأن الجزائريين مستعدين أكثر من إي وقت مضى لخوض غمار النضال السياسي.

 

 



([1])  أبوالقاسم سعد الله: المرجع السابق، ج2، ص 74.

([2]) أحمد مريوش: المرجع السابق،ج2، ص ص 20-21.

(12) عبد الحميد زوزو: الدور السياسي للهجرة إلى فرنسا بين الحربين 1914-1939،دط،ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر، 2007، ص ص 11-51.

(13)لم تظهر فكرة الجامعة الإسلامية في معترك السياسة الدولية إلا بعد ارتقاء السلطان عبد الحميد الثاني عرش السلطنة العثمانية سنة 1876م فلقد استعرض وتكلم في مذكراته عن الهدف من الدعوة للجامعة الإسلامية وهي تدعيم أواصر الأخوة الإسلامية بين كل مسلمي العالم للمزيد في الموضوع ينظر إلى المقال الذي نشره عبد الحكيم صالح غيث(( جمال الدين الأفغاني وفكرة تأسيس الجامعة الإسلامية 1838-1897))، في مجلة الآداب، العدد العاشر ،ص ص 84-100.

([5]) أبو القاسم سعد الله: الحركة الوطنية الجزائرية،ج2،المرجع السابق،ص 60.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة