U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

حركة الأمير خالد 1875- 1936 -الحركة الوطنية الجزائرية-

حركة الأمير خالد 1875- 1936م -الحركة الوطنية الجزائرية-



حركة الأمير خالد 1875- 1936 -الحركة الوطنية الجزائرية- 

1-   الأمير خالد الجزائري 
2-نشأة حركة الأمير خالد1875-1936م
3- برنامج الأمير خالد
4- الحملات الدعائية ضد الأمير ونفيه


1-   الأمير خالد الجزائري  mouvement prince Khaled Le

ولد الأمير خالد  بن الهاشمي بن الأمير عبد القادر في مدينة دمشق بسوريا يوم 20 فيفري 1875 وهي مستقر إقامة أسرته التي غادرت الجزائر سنة 1848 واستقرت نهائيا بدمشق سنة 1854، نشأ خالد في دمشق قلعة العروبة والإسلام وبها حفظ القرآن الكريم وتلقى تعليمه الأولي الابتدائي ولكن بسبب الظروف الخاصة انتقل الأمير خالد رفقة والده إلى الجزائر أين تابع دراسته الإعدادية ومنها التحق بباريسParis  سنة 1889 من أجل مزاولة دروسه في ثانوية لويس الكبير Louis Le Grand.  كان الأمير الهاشمي يأمل في إدخال أبنه إلى الكلية العسكرية الفرنسية سان سير Saint Cyr  بباريس  وخاصة بعد نجاح الابن خالد في شهادة البكالوريا فرع علوم([1]).

وبسبب رغبة الوالد التحق الأمير خالد مكرهاً بالمدرسة العسكرية سان سير سنة 1892،وتذكر الكثير من الروايات التاريخية بأن الأمير خالد في هذه المرحلة من التكوين العسكري كان أكثر محافظة وميل واعتزاز بهويته وبانتسابه لعائلة الأمير عبد القادر العريقة والمجاهدة. 

2-نشأة حركة الأمير خالد1875-1936م 

   شارك الأمير خالد في الحرب العالمية الأولى وخاض عّدة معارك ضمن صفوف الجيش الفرنسي ولكن  رغم كفاءته الحربية التي أبداها تم إبعاده وإعفاؤه من الخدمة العسكرية مع نهاية سنة 1915؟ وبعد أربعة سنوات من إعفائه تحصل الأمير خالد على التقاعد سنة 1919 وهي سنة التي صدر فيها قانون الإصلاحات الفرنسي السابق الذكر، ومنذ هذا التاريخ سيتفرغ الأمير خالد بالكامل  للنضال والعمل السياسي في الجزائر([2]).

 اهتمت الصحافة الفرنسية بالأمير خالد مبكراً فقد كانت معظم الجرائد تصفه وتنعته في مقالاتها بالعنصر الخطير والمشاكس، وخاصة بعد ما تجرأ الأمير رفقة زميله المهندس القايد حمود على تقديم مطالب الشعب الجزائري إلى الرئيس الأمريكي ويلسن Wallsend أثناء انعقاد مؤتمر الصلح بفرنسا  في جانفي سنة 1919 (ذّكر الأمير خالد الرئيس الأمريكي في رسالته بكل المبادئ التي وعد بها الشعوب المضطهدة). 

   ظهر الأمير خالد  بعد الحرب العالمية الأولى كقائد ورائد لحركة الشبان الجزائريين الوطنيين وكممثل للتيار العروبي الإسلامي وكان للشعبية التي اكتسبها الأمير في هذه الفترة دوراً في تحقيق فوزه الباهر في الانتخابات المحلية التي جرت في ديسمبر 1919 كان الأمير مرشح في الجزائر العاصمة والتي خسرها التيار النخبوي المتطرف المنافس له بحيث خسر دعاة الإدماج والتجنيس خسارة فادحة في هذه الانتخابات التي فاز فيها الأمير بأغلب الأصوات تقريبا 925 صوت للأمير مقابل 332 صوتاً للاندماجيين ([3]).

وبسبب هذه الفوز الساحق شنت الإدارة الفرنسية والصحافة الكولونيالية حرباً سياسية وإعلامية قوية ضد تيار الأمير الذي بدأ يظهر ويتمكن في هذه الفترة 1920-1923 وكان لجريدة الإقدام التي أنشأها الأمير في 10 سبتمبر 1920 الدور الكبير في الرد على كل الإشاعات والأكاذيب التي كانت تُروج لها الإدارة الاستعمارية وأذنابها ،وقد تحولت الجريدة في هذه الفترة إلى منبر حقيقي لكل الأحرار والوطنيين الذين رفعوا راية الدفاع عن الوطن وعن مصالح الشعب الجزائري.

في وسط هذه الظروف الصعبة والمخاوف المحيطة أعلن المير خالد عن تأسيس حزبه الجديد الإخاء الجزائري في 23 جانفي 1922 وهو الحزب الذي انبثق في الحقيقة عن جمعية الأخوة الجزائرية حيث ظهرت مطالب الحزب بشكل أكثر وضوحا في برنامجه السياسي ([4]).

3- برنامج الأمير خالد : programme prince             

   يعتبر الأمير خالد أول من أعد برنامجاً سياسياً واجتماعياً شاملاً في الجزائر طالب من خلاله الحكومة الفرنسية بضرورة إصلاح الأوضاع العامة في الجزائر ومن أهم نقاط البرنامج نذكر:

1-     إلغاء كل القوانين الاستثنائية المطبقة بالجزائر والمطالبة بالعودة إلى القانون العام.

2-      المطالبة بتمثيل الأهالي في المجالس الانتخابية.

3-     المطالبة إنشاء جامعة عربية في الجزائر.

4-     المطالبة بإجبارية التعليم باللغة العربية والفرنسية.

5-     إلحاق المقاطعات الإدارية الجزائرية الثلاثة بفرنسا مباشرة.

6-     إلغاء البلديات المختلطة والمناطق العسكرية.

7-     منح الأهالي صفة المواطنين الفرنسيين في إطار قانون الأهالي دون التخلي عن الأحوال الشخصية.

8-     حرية الصحافة وإنشاء الجمعيات .

9-     تطبيق قانون فصل الدين عن الدولة بالنسبة للديانة الإسلامية.

10-   تطبيق قانون العفو العام.

11-  المساواة بين الأهالي والمستوطنين في الحقوق والواجبات(([5].

4- الحملات الدعائية ضد الأمير ونفيه:

كان لمطالب الأمير خالد الإصلاحية المدافعة والمساندة لحقوق الجزائريين والمطالبة بالمساواة دور كبير في نشر الهلع والخوف في أوساط المستوطنين الذين سارعوا إلى اتهام الأمير بتحريض ضد السلطات المدنية الاستعمارية في الجزائر ووصفوه بالمتطرف والمشوش بل ذهب البعض منهم إلى حد المطالبة بإسقاط لقب الأمير عنه باعتبار لقب الأمير ليس وراثي.

  وبإيعاز من المستوطنين تحركت بعض العناصر المتطرفة من النخبة ضد مشروع الأمير وبدأت في التشهير بشخصه وببرنامجه بل وصل الأمر بهذه العناصر في صراعها وخصومتها مع الأمير وخاصة بعد فشلها في الانتخابات أمامه إلى إرسال وفد منها إلى فرنسا يوم  02 أوت  1920 بهدف التحريض ضده حيث ترأس الوفد السيد محي الدين زروق والسيد الهاشمي بن شنوف اللذان قابلا الرئيس الفرنسي ألكسندر ميليران Alexandre Millerand   وقدما له صورة مزيفة ومشوهة عن الأمير وعن نشاطه الداعي للانفصال حسب رأيهما حيث وصفا الأمير بأنه أحد عملاء الألمان.

استغلت الإدارة الفرنسية في الجزائر الحملة التي خاضها المستوطنين وعناصر النخبة المتطرفة ضد الأمير وبدأت في التضييق عليه وذلك بفرض ضرائب وغرامات مالية باهظة ضده ، وفي صيف سنة 1923 استدعى الحاكم العام الفرنسي بالجزائر([6]) ستيغ الأمير إلى مكتبه وخيره بين التقاعد والعيش في سلام ورفاهية أو النفي إلى خارج البلاد فاختار الأمير النفي وغادر الجزائر في شهر أوت 1923   باتجاه مدينة الإسكندرية لقد فضل الأمير خالد النفي والعيش خارج الديار على أن يتنازل عن مبادئه ومطالبه.  

 التقى الأمير خالد في منفاه الاختيار بالإسكندرية مع مبعوث الزعيم عبد الكريم الخطابي ثائر الريف المغربي الذي أرسل له رسالة يحثه فيها بضرورة  العودة إلى الجزائر من جديد من أجل مواصلة نضاله السياسي ضد الاستعمار،ويبدو أن سبب دعوة الزعيم عبد الكريم الخطابي للأمير بالعودة إلى الجزائر جاءت على خلفية ثورة الريف التي كانت مشتعلة في المغرب حيث كان عبد الكريم الخطابي في هذه الفترة يتوقع قيام ثورة في الجزائر يقودها الأمير خالد أو أحد أتباعه.

 لم يستجيب الأمير إلى دعوة عبد الكريم الخطابي وذلك بسبب الرقابة التي كانت مفروضة عليه ولكنه استغل في هذه الفترة فوز التجمع اليساري في الانتخابات البرلمانية بفرنسا وغادر مصر    باتجاه  فرنسا في صيف سنة 1924 بعدما تأسست حكومة يسارية في فرنسا برئاسة إدوارد هيريو Édouard Herriot  ([7]) يبدو أن الأمير كان يريد تحسين صورته لذا فرنسا التي شوهها المستوطنين والنخبة المتطرفة.

-         خاتمة:

  يعود سبب انتصار الأمير خالد السياسي في الجزائر إلى شخصيته القيادية الفذة وإلى حرص الأمير الشديد والمستمر  في الدفاع عن مطالب الشعب الجزائري الذي التف حول مشروعه الإصلاحي ، وقد انحصر دور الأمير خالد الريادي في تلك الفترة في بث ونشر الوعي السياسي والاجتماعي بين فئات الشعب وفي نفض الغبار عن الروح الوطنية التي ستظهر بقوة مع ميلاد الاتجاه الوطني الاستقلالي في فرنسا بعد تأسيس النجم.



([1])  أحمد مريوش: محاضرات في تاريخ الجزائر 1900-1954،ج2، المرجع السابق، ص ص 75-78.

[2]) عمار بوحوش: المرجع السابق، ص ص 219-226.

([3])  أبو القاسم سعد الله: الحركة الوطنية الجزائرية ،ج2، المرجع السابق، ص 290.

([4]) عبد الحميد زوزو: الفكر السياسي للحركة الوطنية الجزائرية والثورة التحريرية،ط2،دار هومة للطباعة والنشر، الجزائر، 2013،ج1،ص156.

([5]) عمار بوحوش: التاريخ السياسي للجزائر من البداية ولغاية 1962، المرجع السابق، ص 226.

([6])  أبو القاسم سعد الله: الحركة الوطنية الجزائرية،ج2، المرجع السابق، ص ص 364-366.

[7])  أحمد مريوش: المرجع السابق، ص ص 92-94.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة