U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

اهتمام الجزائريين والمغاربة بعلم الأنساب خلال العهد العثماني

اهتمام الجزائريين والمغاربة بعلم الأنساب خلال العهد العثماني مخطوط لقطة العجلان لأبي راس الناصر المعسكري أنمودجا


 -توطئة-اهتمام المغاربة بعلم النسب

  -دوافع التحقيق

-مولده

-التعريف بالمخطوط

-موضوع المخطوط

-عنوان المخطوط

-دوافع تأليف المخطوط

-وصف المخطوط

-محتوى المخطوط

-قيمة المخطوط العلمية وأهميته

-المخطوط وطريقة التحقيق

-خاتمة


توطئة:

تعد مدونات الأنساب لدى المغاربة من المصادر المهمة التي تهتم بالنسب الشريف للأسر المغاربية. وهذا الصنف من الموروث التاريخي العلمي يحظى باهتمام واضح من الباحثين الأكاديميين وغيرهم، وهدا من خلال القيمة العلمية التي تبرز في ذاته، ثم تواصله مع غيره من عامة شرائح المجتمع الإنساني، إلى جانب ذلك الزخم الكبير كما ونوعا مشكلا دعامة ضخمة تعكس أهم تجليات الهوية العربية والإسلامية.

وإذا كان هذا هو واقع التراث الأدبي في عموم أرجاء الأمة الإسلامية، وإذا كنا على دراية من أنّ قسما من هذا التراث المغاربي ذو هوية ضاربة جذورها في عمق البيئة الأدبية والتاريخية، وأنّ جله لا يزال مخطوطا قابعا داخل رفوف تلك خزائن المكتبات الخاصة والعامة ينتظر الدراسة والتحقيق، بالرغم من احتوائه على معلومات قيمة ونفائس لا يستهان بها قد تساعد الباحث على فهم الواقع الأدبي والتاريخي و...لتلك الحقبة التاريخية من الزمن، تبينّ لنا أنّه يحتاج إلى عناية أكبر من ذوي الهمم العلمية العالية، الغيورة على تراث أجدادها وآبائها.

     وعلى هذا الأساس فإنّ محاولتنا هذه؛ إنما هي في الحقيقة اجتهاد يراد به رد الاعتبار إلى تراثنا العربي الإسلامي، وإيماننا بأنّ السعي وراء تحقيق هذا التراث يخدم بشكل أو بآخر ثقافتنا العربية الإسلامية ومكوناتها من جهة، ورد الاعتبار للغة العربية وهويتها من جهة ثانية.أهمية المصنفات التراثية في علم النسب:

          يعد علم النسب من أجل العلوم وأفخرها، ومن أجلّ ما يدخر ويعتنى، وقد وردت آيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة وآثار مروية، عن أهمية علم النسب فمن ذلك قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "1. وقول النبي صلى الله عليه وسلّم: " تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإنّ صلة الرحم محبّة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر".سورة الحجرات، الآية:13.

          ولمصنفات علم النسب دور كبير في إبراز مدى أحقية ذوي النسب الشريف على دونهم من ذلك.

اهتمام المغاربة بعلم النسب:   

          لقد اهتم المغاربة قديما وحديثا بعلم النسب فراحوا يخوضون فيه تأليفا وتمحيصا وتدقيقا، ومن جملة هذه المصنفات التي دونها المغاربة نذكر على سبيل المثال لا الحصر:

·       كتاب السلسلة الوافية والياقوتة الصافية في نسب أهل البيت الكتاب من تحقيق الهاشمي بن بكار ونشر المكتبة الخلدونية سنة1381هـ.

·       كتاب الجوهرة الكبرى في علم التحقيق لعبد الجليل بن عبد العظيم التونسي.

·       كتاب عقد الجمان النفيس في ذكر الأعيان من أشراف غريس للتوجيني.

·       كتاب فتح الرحمن على شرح عقد الجمان النفيس لمحمد الجوزي المزيلي الراشدي.

·       إيضاح الغميس وأنوار البرجيس بشرح عقد الجمان النفيس لأبي راس الناصر المعسكري.

·       كتاب سلسلة الأصول في معرفة شجرة أبناء الرسول للقاضي حشلاف.

·       كتاب الدرر السنية في أخبار  السلالة الادريسية لمحمد بن علي السنوسي.

·       كتاب مجموع الحسب والنسب للهاشمي بن بكار.

·       كتاب تسهيل المطالب لبغية المطالب للشيخ عيسى بن موسى التجيني الغريسي

·       كتاب القول الأعم في نسب قبائل الحشم الشيخ الطيب بن المختار الغريسي المختاري.

·       كتاب تعريف الخلف برجال السلف للحفناوي.

دوافع التحقيق:

إنّ التجربة المتواضعة التي خضناها عندما أقدمنا على تحقيق أحد مخطوطات الشيخ أبي راس الناصر المعسكري (كتاب الشقائق النعمانية)، زادت من قوة عزيمتنا على الانكباب على تحقيق تراث هذا الرجل الفذ في فنون مختلفة؛ التاريخية والأدبية منها والعقائدية والفقهية،...

ذلك أن تراث الشيخ أبي راس الناصر حقل من حقول الذاكرة المعرفية المغاربية عموما والتاريخية للجزائر خلال العهد العثماني. إضافة إلى أن هذا التراث عموما يحاول من خلاله قراءة ذهنيات وعقليات هؤلاء الأعلام من خلال مدوناتهم وكناشاتهم، ومن ثم فهم الواقع المعاش من خلالها في تلك الفترة من التاريخ العثماني بالجزائر.

وأثناء قدومنا على تحقيق هذا المُؤلَف راودتنا بعض التساؤلات التي لطالما كانت هاجسا يرافقنا أثناء هذه الدراسة؛ متجسدة أساسا في البحث والتحقيق في التاريخ المحلي للجزائر، وبخاصة مدينة تلمسان. ثم متى يُحقق تراثنا المخطوط بأيدي غيرنا من المستشرقين المنصفين؛ رغم اعترافنا بفضل السبق لهم في هذا المجال؟ وبالرغم من وجود مدارس مغاربية لها باع كبير في مجال دراسة وتحقيق تراثنا المغاربي.

ثم كون هذا المُؤلَف يعتبر إضافة تاريخية وأدبية؛ يبحث في شرف ونسب قبائل بني زيان القاطنة بتلمسان خلال العهد العثماني بالجزائر. ويمكن أن يكون مصدرا مهما يعتد به في تحليل وتوثيق هذه المرحلة المهمة من تاريخ الجزائر؛ لاسيما فترة العهد العثماني التي يجني البعض على وصفها بأنها فترة ضعف ثقافي وفكري، والعكس ما تثبته تلك المؤلفات الغزيرة لعلماء تلك الفترة.

التعريف بصاحب المخطوط:

          ارتأينا أن نعطي تعريفا موجزا بصاحب المخطوط وهذا ما تمليه علينا الأمانة العلمية في أي بحث أكاديمي وذو مصداقية تاريخية تعكس صورة اي عالم من خلال مؤلفه.

      مولده:

ولد أبو راس محمد بن أحمد بن الناصر1الراشدي،عام1150هـ/1737م2، بقلعة بني راشد3 قرب مدينة معسكر بالغرب الجزائري، بين جبل كر سوط4 وهونت5، في منتصف القرن الثني عشر للهجرة، وفي هذا يقول أبو راس عن مولده: "ولما ولدت بالموضع المار حملتني أمي، ووالدي إلى الشيخ الصالح الولي، الذي كاد أن يكون كالشيخ الجيلي6، شيخ بعض شيوخي الشيخ بن موسى اللبوخي7... فبارك عليه وأخبرني بغيب خوارق وعادات تكون لي مودات من علم وعمل وصلاح، وغنى وحفظ وإصلاح، وشيخ طلبة، لفيف ودرس وخطابة وقضاء وتصنيف"8.ولأبي راس أخوين وأخت، فالأخوين هما: السيد عبد القادر9، والسيد بن عمر10، وهو الأخ الأكبر لأبي راس، وأخت اسمها حليمة11.

 ولذا فإن مولد أبي راس يعد بمثابة إشعاع علمي ظهر بمعسكر خصوصا وبالجهة الغربية عموما، إن لم نقل للعالم العربي كله، وهو ما دفع ببعض الباحثين والمؤرخين من أن يفردوا فصولا عن سيرته الذاتية، مثل: محمد بن عبد الكريم الجزائري الذي أقد م على تحقيق واحد من نفائس مخطوطات أبي راس12المنسية والنادرة في نفس الوقت. بالإضافة إلى عدة أجانب مثل: الجنرال فوربيقي، والباحث: أرنود الذي ترجم فصولا عن رحلته.

أما عن وفاته فقد كانت  يوم الخامس عشر من شعبان من سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف هجرية 1238هـ/1823م عن عمر يناهز التسعين سنة13.

 ـ  التعريف بالمخطوط:

أولا: موضوع المخطوط:

يعد مخطوط" لقطة العجلان في شرف عبد القادر بن زيان وأنه من ملوك بني زيان" من أهم المصادر الأساسية في تاريخ شرف ونسب بني زيان، خصوصا وأنه يعكس شخصية المؤرخ والنسابة؛ الجامع بين التاريخ والتراجم من جهة وبين الأدب وفق رؤِية تراتبية من جهة ثانية.

والمخطوط في أصله تقييد وضعه أبو راس النّاصر المعسكري عن بعض أشراف بني زيان للشيخ عبد القادر بن زيان14. فنراه في إحدى صفحات المخطوط يقول:" إني أبيّن لك في هذه النبذة بعض أشراف بني زيان وخصوصا...سيدي زيان". وذكر بعض الإشارات التاريخية الخاطفة والمهمّة عن ملوك بني عبد الوادي وملوك بني زيان.

ثمّ إنّ إقدامنا على تحقيق هذا المخطوط النادر والفريد من نوعه حول شرف ونسب بني زيان ملوك تلمسان؛ من شأنه أن يكون إضافة لتاريخ تلمسان، ومصدرا مهما يعتد به البحوث الأكاديمية والعلمية حول التاريخ الثقافي والسياسي لتلمسان خلال العهد العثماني. فهو بذلك يحوي معلومات وإشارات تاريخية تساهم في توثيق وتأصيل المرحلة المشار إليها آنفا.

ثانيا: عنوان المخطوط:

وردت الإشارة إلى هذا المخطوط عند أبي راس نفسه في المخطوط الذي نحاول دراسته وتحقيقه؛ بقوله:" إني أبيّن لك في هذه النبذة بعض أشراف بني زيان ".15كما سمّاه أبو راس الناصر في مخطوطة "شمس معارف التكاليف في أسماء ما أنعم الله به علينا من التآليف"؛ بعنوان:" لقطة العجلان في شرف الشيخ عبد القادر16 بن زيان وأنه من بني زيان ملوك تلمسان". كما ذكره في كتابه" فتح الإله ومنته في التحدث بفضل ربي ونعمته" بنفس الاسم.

ثالثا: دوافع تأليف المخطوط:

          يوضّح المؤلف في مقدمة المخطوط أن الباعث على تأليفه كان رغبته في المخطوطة في مثل هذا النوع من العلم بقوله:" الحمد لله الذي قيّض لحفظ النسب الشريف أقواما، بعد تطاول الدهور ومرورها حقبا وسنينا وأعواما، بينوا ما اندرس وأوضحوا ما التبس،...والصلاة والسلام على من لم ينقطع له سبب ولا نسب، إذا انقطع ذلك من غيره يوم يكون الناس من أجداثها قياما صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم؛ الذين صانوا الدين سيوفا وأقلاما"17.

          ويواصل أبا راس ذكر الباعث على غرضه من تأليفه لهذا المخطوط بقوله:" أما بعد فاعلم جعلني الله وإياك من أهل التحقيق والإتقان، والتدقيق والإيقان، إني أبيّن لك في هذه النبذة بعض أشراف بني زيان، وخصوصا كامل النزاهة...الولي الشهير الصالح الكبير سيدي زيان، المنتمي إليه أفخر أهل العصر عبادة وتقى..."18.

رابعا: وصف المخطوط:

تقع هذه النسخة في خمس ورقات من الحجم الكبير، بمقياس21×31، حيث تضم كل صفحة 20 سطرا وأحيانا أقل من ذلك، بمعدل عشر كلمات أو أكثر في السطر الواحد.

والمخطوط مكتمل البداية والنّهاية، حيث نراه يستهل كتابه بالبسملة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فالحمدلة، ليقدّم لنا شرحا موجزا ينوه بأهمّية النسب وحفظه، والتنويه بجهود العلماء النسابة الذين كان لهم الباع الكبير في حفظ النسب الشريف؛ مشيرا في سياق الكلام إلى تسمية كتابه، ليدخل في الشرح مباشرة.

خامسا: محتوى المخطوط:

          لقد عُرف العرب في جاهليتهم التفاخر بالأنساب والكنى والألقاب، وزادت اهتماماتهم أكثر مع مجيء الإسلام بسيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. فراحوا يؤلفون ويدونون المئات بل الآلاف من المجلدات حول نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم، وذريته من بعده صلى الله عليه وسلم.

        كما حوى المخطوط نسب بني عبد الوادي وشيء من تاريخهم وملوكهم، كما تعرض إلى ذكر نسب بني زيان والإشارة إلى بعضن تواريخهم والتنويه بملوكهم وأمرائهم مع ذكر السنة والقرن. وذكر سلسلة نسب بني زيان ملوك تلمسان ورفعهم إلى عمود النسب الشريف.

 سادسا: قيمة المخطوط العلمية وأهميته:

يعتبر كتاب " لقطة العجلان في شرف سيدي عبد القادر بن زيان وأنه من بني زيان ملوك تلمسان " من الكتب الهامة المتعلقة بتاريخية نسب وشرف بني زيان ملوك تلمسان؛ نظرا لاعتماد مؤلفه على بعض من أمهات المصادر المختلفة التي تخدم موضوعه، وبالتالي حفظ لنا مادة لا يستهان بها في هذا النوع من المواضيع، التي قلما تتعرض لموضوع حفظ عمود نسب ملوك بني زيان ملوك تلمسان.

وتزداد أهمية هذا المخطوط أكثر إذا علمنا بأنّ المؤلف أحد النسابة الكبار؛ والمهتمين بهذا الفن قديما وحديثا، كيف لا وهو الذي ألف في نسب وأرهاط الجان، وهو صاحب تأليف مروج الذهب في نبذة من النسب ومن إلى الشرف انتمى وذهب".

ومما يمكن الإشارة إليه أن أبا راس له تأليف آخر حول ملوك بني زيان تحت اسم" فتح الجواد في الفرق بين آل زيان آل عبد الواد وذكر ملكهم الأطواد".

والخلاصة التي يمكن التوصل إليها بعد دراسة وتحقيق مخطوط" لقطة العجلان في شرف سيد عبد القادر بن زيان" هي أنه يعتبر مصدرا مهما لا يمكن للباحثين والمهتمين بتاريخية نسب بني زيان ملوك تلمسان الاستغناء عنه؛ إذ أنه يحفل بمادة تاريخية كبيرة ذات أهمية بالغة في تاريخ العهد العثماني بالجزائر، اقتبسها المؤلف من أهم المدونات التاريخية كصاحب الدر والعقيان في شرف بني زيان، وصاحب تاريخ العبر. فهو إذن إضافة تاريخية تثري الموروث التاريخي لتلمسان الحاضرة العلمية.

سابعا: المخطوط وطريقة التحقيق:

          ارتأيت أن تكون اهتماماتي منصبة حول تراث أبي راس؛ لاسيما تلك المفقودة منه للتعريف بها، وتمكينها من أيدي الباحثين للاستعانة بها في بحوثهم ومجالات اهتماماتهم المتعددة. ثم لأن التحقيق على أصل وحيد؛ تجربة مضنية متعبة للفكر حافلة بالمصاعب. ولكني نظرا لاعترافي بمدى أهمية تراث أبي راس الناصر المعسكري عموما؛ وكتاب لقطة العجلان خصوصا لما يحويه من مادة تاريخية هامة؛ فرحت أفتش عن أصول أخرى، لعلي أجد ضالتي لكن دون جدوى، ورغم أن هناك من الباحثين والمؤرخين من اعتبر المخطوط في حكم المفقود، وبفضل الله تعالى تمكنا من الحصول على نسخة وحيدة لمخطوط لقطة العجلان .

          فاقتصرنا على نسخة مصورة للشيخ أبي عبد الله شراك جزاه الله عنا كل خير، ومن ثم لم يبق لنا إلا التعويل على هذه النسخة؛ لأنّ إخراج المخطوط إلى النور أجدى من تركه قابعا في خزانة أو الانتظار ردحا من الزمن.


       وممّا لفت انتباهي هو أن هناك تراثا كبيرا ومغمورا لأبي راس وغيره من العلماء لا زال قابعا في رفوف خزائن خاصة وأخرى عامة، ينتظر من ينفض عنه الغبار.  

        وفيما يلي جملة من النقاط المتعلقة بحالة النسخة المعتمدة في التحقيق:

1   وجود اسم الناسخ وتاريخ النسخ ومكانه.

  ورود عنوان المخطوط واسم مؤلفه الكامل على الورقة الأولى من المخطوط

.  3يقع المخطوط في خمس ورقات كما أشرنا إلى ذلك آنفا

 4 مقاسه 21 31 x

5.   الخط مغربي واضح.

      6 مكتمل البداية والنهاية.

خاتمة:

إنّ اقتناعي بمدى أهمية تحقيق المخطوطات ومدى فائدتها في استكشاف كنه معلومات تلك الكنوز التراثية العريقة، ومن جملتها هذا المخطوط الذي بين أيدينا، وبالرغم من عدم حصولي على نسخة ثانية، إلاّ أنه حزّ في نفسي أن يبقى مخطوط كهذا؛ حبيس رف خزانة أو قابعا لا يحرك له ساكنا رغم أهميته التاريخية.

ولقد عزمنا وأخذنا على ذلك عهدا؛ أن ننكبّ على إخراج تراثنا المخطوط إما نشرا أو تعليقا أو دراسة وتحقيقا، وهو أملنا الوحيد في المساهمة ولو بجزء بسيط ومتواضع في رد الاعتبار لمصنفات ومؤلفات أجدادنا؛ وحتى يعرف ويعلم القاصي والداني من المستشرقين أن هناك ثلة من الباحثين الجادين اليوم، أوكلت لهم مهمة التنقيب عن نفائس وذخائر أجدادهم، حتى يدرسونه بأقلام بني جلدتهم، ويعتنون به دراسة وتحقيقا، لتكتمل بذلك تلك الحلقة المفقودة من العلم التي كانت زهاء أربعة عشر قرنا من الزمن محل عناية من لدن المستشرقين فقط دون غيرهم من المسلمين، رغم بعض الدراسات الحثيثة أحيانا والضئيلة أحيانا أخرى. التي حاولت رفع اللثام عن جوانب مهمة من تاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا عموما سواء أكان ماديا أو غير مادي.

الهوامش:

1) سورة الحجرات، الآية:13
2) أخرجه الترمذي (1/357 - 358 ) والحاكم (4/161) وأحمد (2/374) والسمعاني في    “ الأنساب “ (1/5). صحيح الجامع : 2965.
3 (نسبة إلى جدهم الناصر بن عبد الحق بن عبد الرزاق  الذي ينتهي إلى إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: مخطوط الأنساب من المغرب والمشرق العربيين، مكتبة المتحف البلدي –الشهيد زبانة- بوهران.لقد أثبتنا لفظ " الناصر" في جل مؤلفاته، على خلاف من ينسبه بالناصري نسبة الى قبيلة النواصر ونسبهم كما تقدم ذكره. وأما عن نسبه راجع: ابن عبد الجليل التونسي، الجوهرة الكبرى، مخطوط مصور عند محمودي البشير، البرج، معسكر.  مؤلف مجهول، الأنساب من المغرب والمشرق العربيين، مخطوط بالمتحف البلدي بوهران تحت رقم AR/136.. ابن الشارف، سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول للقاضي حشلاف، المطبعة التونسية، تونس، ط 1929.
سيدي محمد الشريف، روضة الأزهار في التعريف بآل محمد المختار، ناسخها محمودي البشير، البرج، معسكر. حمادوش بن عبد القادر، الدرر في أخبار كتاب السيد الإمام أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا مخطوط مجموع به موجود بخزانة محمودي البشير، البرج، معسكر.
4 ( بعد تصفحنا لجل المصادر العربية والمراجع الأجنبية، تبين لنا أن هذا التاريخ هو الصحيح والمتفق عليه حول مولد أبي راس إلا في ثلاثة مقالات فإنها تذكر تاريخا مختلفا تماما عن التاريخ السابق وتكاد تتفق عليه، وهو الثامن من صفر خمس وستون ومائة وألف هجرية (08 صفر 1155هـ/ أفريل 1755م) أنظر: Ould Aboucha, “Abou Ras Annaciri, Historien”, Algerie Actualite.oran, 01-02-1975, N 484. P: 15. وهناك تاريخ آخر: 1165هـ/1756م ، مجلة الراشدية، عدد: 0 ماي 1995، ص: 13.
5) تنسب إلى: "أولاد راشد بن محمد من بطون مغراوة، وهذا راشد أخ يادين، وأعطاه الله اثنا عشر ولدا، ثم كثر نسلهم وامتدت فروعهم وظهرت نجابتهم في الحروب، وحدّت شوكتهم، وترادفت بهم أعداؤهم، الكروب وامتلأت الصدور منهم رعبا، وخافت الناس بأسهم شرقا وغربا، ولما فيهم من الشجاعة والأنجاد". أنظر مخطوط ابن عثمان القلعي، تاريخ قلعة بني راشد، ناسخه البشير محمودي، البرج، معسكر نسخ سنة 1373م، ص: 01. وهناك من يقول إن: "مؤسسها راشد بن المرشد القرشي، مولى إدريس الأول، دفين زرهون بالمغرب الأقصى في القرن الثاني للهجرة". أنظر: علي حشلاف، سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول، ص: 25. والقول الأخير هو امتداد للثاني، باعتبار امتداد فروعهم وتكاثر نسلهم في الشرق والغرب.
6)كرسوط: هو جبل يقع غرب وادي التاغية بالغرب الجزائري، على بُعد حوالي 08 أو 09 كلم من وادي التاغية، وبالضبط جنوب معسكر، والذي يحتوي على آثار بربرية من بناء ومطامير الحبّ، "وكَرْسُوط بفتح الكاف وسكون الراء وضم السين المهملتين، سمي باسم ساكنه في القديم من الزمان بقي به متعبدا منقطعا بالله تاركا لما لا يعنيه إلى أن مات رحمة الله عليه، وخلّف به أبناء ستة تعرف أسماؤهم الآن في الوقت الحاضر". محمد الراشدي المزيلي، عقد الجمان النفيس في ذكر الأعيان من أشراف غريس لناسخه محمودي البشير، عام 1964م. مخطوط موجود بخزانة البشير محمودي، ص: 365.
7) هونت: جبل يقابل جبل كرسوط المتقدم، وقد حكم هذه المنطقة المرينيين، ويرجع نسبهم إلى ذرية أولاد سيدي عمر، أبو سيدي أحمد بنو مرين، منذ أزيد من سبعة قرون، ويقع غرب كرسوط، وتقام سنويا بهذه المنطقة وليمة تعرف بوليمة سيدي أحمد. حسب رواية أعيان المنطقة.
8)هو أبو محمد ب عبد القادر بن موسى بن عبد الله بن جنكي دوس الحسني المعروف بالجيلاني أوالكيلاني أو الجيلي، وهو أحد كبار الزهاد المتصوفين ومؤسس الطريقة القادرية توفي رحمه الله سنة 561هـ /1166م.أبو راس فتح الإله في التحدث بفضل ربي و نعمته، ص:20
9)هو أحد صلحاء اليعقوبية من بني يعقوب، والتي تبلغ بطونهم حوالي خمسة عشر بطنا، و اليعقوبية قبيلة كبيرة تقع جنوب معسكر، وتمتد جنوبا إلى فرندة وسعيدة. عبد القادر المشرفي، بهجة الناظر، تحقيق محمد بن عبد الكريم، دار مكتبة الحياة، بيروت لبنان. ط ؟، ص: 14.
10)حبار مختار، السيرة الذاتية لأبي راس الناصر من خلال مخطوطه: "فتح الإله ..." محاضرة ألقيت في ملتقى أبي راس عام 1997م بمعسكر، ص ص: 01-02.
 11 ) P: 15. Ould Aboucha, G.faure Beguet.op.cit. P: 324.
 (12أبو راس، المصدر السابق، ص: 19.
 (13أبو القاسم سعد الله، أبحاث وآراء التاريخ الجزائري، ش و ن ت، القسم الأول، ط 2 – 1981، ص: 83
    وهنا يثني عليها أخوها أبو راس فيقول: "برّد الله ضريحها وأسكنها من الجنة فسيحها". أنظر أبو راس، المصدر السابق، ص: 18.
14) محمد حجي، موسوعة أعلام المغرب، دار الغرب الإسلامي،بيروت،ط1980،ج7،ص:2516.
15) الآغا المزاري، طلوع سعد السعود، ص:349..
16) الغالب أن هذه الشخصية كانت معاصرة للشيخ أبي راس الناصر؛ بدليل إجابة هذا الأخير لما طلب منه حول وضع تقييد يبين فيه شرف ونسب ملوك بني زيان ورفعهم إلى عمود النسب الشريف. ينظر: يحي بوعزيز، أعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط1، 1995، ج2، ص: 241.
17)  لقطة العجلان في شرف عبد القادر بن زيان، مخطوط، و:1و.
18) المصدر نفسه، و:2ظ.

قائمة المصادر والمراجع:

-   أبو القاسم سعد الله، أبحاث وآراء التاريخ الجزائري، ش و ن ت، القسم الأول، ط2،  1981.

-   حمادوش بن عبد القادر، الدرر في أخبار كتاب السيد الإمام أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا مخطوط مجموع به موجود بخزانة محمودي البشير، البرج، معسكر.

-   ابن الشارف، سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول للقاضي حشلاف، المطبعة التونسية، تونس، ط 1929.

-   عبد القادر المشرفي، بهجة الناظر، تحقيق محمد بن عبد الكريم، دار مكتبة الحياة، بيروت لبنان. ط ؟.

-   يحي بوعزيز، أعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط1، 1995، ج2.

-   محمد حجي، موسوعة أعلام المغرب، دار الغرب الإسلامي،بيروت،ط1980،ج7.

-   محمد الراشدي المزيلي، عقد الجمان النفيس في ذكر الأعيان من أشراف غريس لناسخه محمودي البشير، عام 1964م.






اللوحة الأولى من مخطوط " لقطة العجلان لأبي راس الناصر"خزانة أبي عبد الله شراك وهران




اللوحة الأخيرة  من مخطوط " لقطة العجلان لأبي راس الناصر"
       خزانة أبي عبد الله شراك وهران

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة