الصراع العثماني الإسباني على تونس
خلال النصف الأول من القرن السادس عشر
الصراع العثماني الإسباني على تونس
خلال النصف الأول من القرن السادس عشر
-*إلحاق تونس بالدولة العثمانية 1534م
أولاً: أسباب توجه خير الدين إلى تونس
1/الانتقام من السلطان الحفصي أبي عبد الله محمد
2/استنجاد الرشيد بخير الدين في سنة 1526م
3/الموقع الاستراتيجي
4/- ضعف الحفصيين
5/- استنجاد بعض الأهالي بخير الدين
6/-تأمين الجهة الشرقية للجزائر
ثانيًا: حملة خير الدين على تونس (941ه/1534م)
-*حملة شارلكان على تونس 1535م
أولاً: أسباب توجه شارلكان إلى تونس
-التجسس الإسباني
-دعم فرسان مالطا وتأمين الحماية لهم
-اضطراب الأوضاع الداخلية لتونس
-موقع تونس الإستراتيجي
ثانيًا: الاستعدادات للحملة
1- الاستعدادات الإسبانية
أ) القوات البحرية مكونة من عدة فرق
ب)الجيش البري المحمول
2- الاستعدادات الإسلامية
ثالثًا: إنطلاق الحملة ومجرياتها
1- إنطلاق الحملة
-*استباحة الإسبان لتونس
ثانيًا: معاهدة الاستسلام ونتائجها
1- معاهدة الاستسلام (06صفر942ه/06أوت1535م)
2- نتائج المعاهدة
أ) المدن
- المهدية
- إحتلال بنزرت (942ه/1535م)
-احتلال عنابة 1535م
ب) السيطرة على السواحل الحفصية
-القليبية
-سوسة
-صفاقس
-المنستير
ثالثًا: الإنتفاضات والثورات ضد حكم الحسن الحفصي
1- محاولات الحسن الحفصي إخضاع القيروان
أ)معركة باطن القرن (942ه/1535م)
ب)واقعة المنستير (12 نوفمبر 1540م)
2- تمرد أبو العباس أحمد على والده الحسن الحفصي
أ)الصراع بين الحسن الحفصي وابنه أحمد
ب)تونس تحت سلطة أحمد بن الحسن الحفصي
انحصر مسرح الصراع بين أقوى قوتين في المتوسط (الدولة
العثمانية وإسبانيا) خلال النصف الأول من القرن السادس عشر على تونس، وذلك
لأهميتها الكبيرة بالنسبة للطرفين،
فتأرجحت كفة النصر بينهما، بحيث دخلها خير الدين سنة 1534م ليتمكن شارلكان بعد سنة
من الاستيلاء عليها وجعلها محمية إسبانية.
فما هي الأحداث التي دارت بين الطرفين؟
إلحاق تونس بالدولة العثمانية
أولاً: أسباب
توجه خير الدين إلى تونس
1/الانتقام
من السلطان الحفصي أبي عبد الله محمد: ذلك لأنه
رفض إرسال البارود والمواد اللازمة له عندما كان محاصرًا بجاية (920ه/1514م) ([1])، كما تحالف
مع الإسبان وأعلن تبعيته لهم متعهدًا بدفع مبلغ من المال وفرسين من جياد الخيل
وأربعة من طيور البازي كجزية سنوية، ظنا منه أن ذلك يخفف من وطأة الإسبان أو يثني
عزمهم على إلحاق تونس بالإسبان([2])، ولم يكتفي
هذا السلطان بالاستعانة بالنصارى، بل حرض الأمراء المحليين ضد خير الدين ومن بين
الذين استجابوا لتحريضه سلطان تلمسان([3]) مولاي عبد الله
الذي فر إلى وهران مستنجدًا بالإسبان عند وصول قوات خير الدين إليه([4])، كما
استجابت بعض القبائل لتحريض سلطان تونس فأرسل إليها خير الدين قوة مكونة من ستة
آلاف راجل وستة آلاف فارس، وقام بتأديبها وجعلها عبرة لغيرها([5]).
كما قام
سلطان تونس بتحريض ابن القاضي ووعده بجعله أميرًا على الجزائر بعد طرد الأتراك
منها، فأجابه برسالة جاء فيها "يا عجبا([6]) أي شيء فعله
معك خير الدين من الشر حتى تكتب لي فيه بمثل ما كتبت فإني لا أقدر على الخيانة،
ولا يساعدني قلبي على المكر به ... فأقطع طعمك مني، فإني لا أتابعك على ما تريد،
ولا يحصل مني ندم إن شاء الله..."، ولكنه تمرد على خير الدين فيما بعد طمعًا
في توسيع نفوذه([7]).
هذه
المؤامرات دفعت خير الدين لخوض حرب ضد سلطان تونس، فخرج إليه باثني عشر ألف من
الرجال، فوقع السلطان الحفصي في الأسر ثم أطلق سراحه بعد تحذيره من تكرار فعلته
هذه([8]).
2/استنجاد
الرشيد بخير الدين في سنة 1526م: توفي السلطان الحفصي أبو عبد الله
محمد فحل محله الحسن بن محمد([9]) على العرش،
فكان الحسن طاغية لم ينجو من بطشه سوى أخوه الرشيد الذي فر إلى أحد قادة القبائل العربية، يعرف باسم عبد
الله، إلا أن هذا القائد لم يستطع مواجهة مدفعية السلطان ففر الرشيد إلى خير الدين
مستنجدًا به([10])، وعندما وصل
الرشيد إلى خير الدين استقبله أحسن استقبال، لأن له فائدة كبيرة بإلحاق تونس بالأراضي
التي سيطر عليها في المغرب الأوسط([11]).
اصطحب خير
الدين الأمير الحفصي معه إلى الأستانة عام 1533م، واستطاع أن يقنع السلطان سليمان
بضم تونس إلى ولاية الجزائر([12])، ومنح هذا
الأخير لخير الدين لقب بايلارباي شمال إفريقيا، وزوده بتعليمات نهب كلابريا وصقلية
ثم التوجه للاستيلاء على تونس، أما الرشيد فبقي في اسطنبول في مكان آمن([13])، وقيض له
راتبا شهريا([14])، مع تأمين
كافة احتياجاته من بيت الطعام([15]).
3/الموقع
الاستراتيجي: ركز خير الدين على تونس لأهمية موقعها الإستراتيجي وذلك
لإشرافها على المضيق الصقلي، بحيث تسمح له السيطرة عليها بتهديد أو قطع المواصلات
بين حوضي المتوسط الشرقي والغربي([16])، وجعل تونس
أكثر اتصالا بالعالم العثماني من أي ولاية أخرى في شمال إفريقيا([17]).
4/- ضعف
الحفصيين: وذالك أن تونس
كانت تعاني من ضعف بسبب الخلافات الداخلية التي تمزق الأسرة الحفصية، وكره السكان
لسلطانهم الحسن بسبب طغيانه وفسقه([18]).
5/- استنجاد بعض الأهالي بخير الدين: بحيثوا طلبوا الدعم منه سنة 1532م ([19]).
6/-تأمين
الجهة الشرقية للجزائر: ولا يأتي ذلك إلا بالسيطرة على تونس
وجعلها قاعدة متقدمة أخرى بعد الجزائر، لعمليات خير الدين ضد النصارى([20]).
ثانيًا: حملة
خير الدين على تونس (941ه/1534م)
في عام 1533م عين السلطان العثماني سليمان القانوني خير
الدين قائدًا للبحرية، فاهتم خير الدين بمسألة ضم تونس للدولة العثمانية تمهيدًا
لبسط السيادة على كامل المغرب([21]).
ولهذا الغرض
أعد خير الدين جيشا مؤلفا من حوالي ألف وثمانمائة جندي إنكشاري وستة آلاف وخمسمائة
من الألبانيين والأناضوليين واليونانيين، بالإضافة إلى ستمائة من الأعلاج، وانطلق
من القسطنطينية سنة (946ه/1534م) ([22])بإتجاه تونس([23])، وفي طريقه
توقف عدة مرات بجنوب إيطاليا من أجل أخذ الغنائم والأرقاء والماء والخشب([24])، بحيث هاجم
ريجو ( (Rigo وضبط في
مينائها ست سفن فأسرهم، وهدم القلعة الموجودة فيها، كما استولى على قلعة سانت أوسيدو
(Sent usido) وأسر منها
ثمانمائة شخص ثم أحرقها، ثم هاجم قلعة جيترارو (Gritaro)
وأسر كافة من فيها بعد إحراقه لثمان عشرة سفينة مسيحية أمام قلعتها، ولم يكتفي خير
الدين بذلك بل توجه إلى سواحل نابولي، فاستولى على قلعتها وأسر ما فيها، كما هاجم
قلاع أسبرلونجا (Sperlongo) فخربها ودمرها بعدما أسر منها عشر آلاف شخص([25]).
لقد كان غرض
خير الدين من ضرب السواحل الأوروبية وتدميرها، نشر الرعب في نفوس الأوروبيين،
وصرفًا لأنظارهم، لكي يتوجه إلى تونس([26]).
وصلت الحملة
إلى عنابة يوم 15 أوت 1534م من أجل التنسيق مع القوات القادمة من الجزائر تحت
قيادة حسن آغا([27])، وتقدم إلى غاية قسنطينة، ثم قسم قواته جزء يسير نحو
بنزرت([28]) برًا والآخر نحو حلق الواد بحرًا([29])، فاستطاع الاستيلاء على مدينة تونس بسهولة بعد أن اغتنم
الثورة التي نشبت فيها ضد حاكمها الحسن الحفصي حليف الإسبان([30]).ينظر الملحق رقم(03)
فتحت تونس
أبوابها لخير الدين وتقبله أهلها على الرحب والسعة([31])، ظنا منهم أنه أحضر معه الرشيد لينصبه على العرش، لكن
خير الدين كان ينوي إلحاق تونس بالخلافة العثمانية مباشرة([32])، هذا ما أدى إلى معارضة بعض أعيان تونس لإلحاق بلادهم
بالسلطة العثمانية، مطالبين بإعادة الرشيد إلى السلطة إلا أن خير الدين صمم على
إنهاء سلطة الحفصيين وتوطيد سلطته بالبلاد، أما الحسن بمجرد دخول خير الدين إلى
تونس فر إلى البادية([33]).
عندما علم
التونسيون أن الرشيد لم يأتي، أرسلوا خبرًا بالسر إلى مولاي حسن، يطلبون منه
العودة إلى تونس، وبدأوا يهيئون أنفسهم لمساعدته لاستلام الحكم ثانية، وفعلاً تشجع
مولاي الحسن وجمع قواته واتجه إلى مهاجمة تونس([34])، فوقعت معركة كبيرة بينهما كان من نتائجها مقتل 3000
تونسي و600 جريح، أما الخسائر في قوات خير الدين فكانت أقل بكثير من ذلك([35])، واستطاع خير الدين القضاء على رؤساء الفتنة، فخضع له
أهل تونس، أما الحسن فقد فر منهزمًا([36]) إلى القيروان([37])، حيث جمع حوالي خمسة عشر ألف جندي وما إن سمع به خير
الدين حتى جمع بدوره خمس عشر ألف جندي، مزودين بالمدفعية ونقلها باتجاه مولاي
الحسن([38])، حيث التقى الطرفان في الصحراء، وجرت بينهما معارك
طاحنة، كانت فيها الغلبة للعثمانيين بفضل مدافعهم المتطورة، فيما فضل مولاي الحسن
الفرار من أرض المعركة، لأنه لم يكن لقواته سابق عهد بحروب المدفعية([39]).
اتجه مولاي
الحسن إلى إقليم قسنطينة وخلال الفترة التي أقامها هناك وثق الصداقة مع علج من أصل
جنوي يدعى اكزيمياEczémie ))، فنصحه بالاستنجاد بالإمبراطور شارل الخامس
مستصرخا إياه العون والمساعدة مقابل الدخول تحت طاعته([40])، وبذلك دخل الحسن الحفصي تحت الحماية الإسبانية للنجاة
بنفسه([41]).
أما التونسيون فقد أعلنوا ولاء الطاعة للسلطان العثماني سليمان القانوني وخضعت تونس إلى جانب الجزائر للخلافة العثمانية، وصار ذلك يشكل خطرا كبيرا على الوجود الإسباني في شمال إفريقيا([42]).
-* حملة شارلكان على تونس (942ه/1535م)
أولاً: أسباب توجه شارلكان إلى تونس
-
استنجاد مولاي الحسن بالإسبان: بحيث لعب دورًا في تحريض الإسبان على القيام
بهذه الحملة، رغبة منه في استعادة ملكه من العثمانيين، فوجد شارلكان هذا الطلب
فرصة لاحتلال تونس وجعلها قاعدة متقدمة ضد العثمانيين([43]).
- التجسس الإسباني: بعث شارلكان في سنة 1533م جاسوسا وهو الضابط أوشوادرسلا (Ochoad’Ericilla) ([44])، فطاف أنحاء تونس هناك اكتشف استعدادات الحفصيين للتعاون مع الإسبان([45])، ومدى خطورة الامتداد العثماني على تونس، كما اقترح خطة على شارلكان بقصد احتلال تونس وأخبره أن التآمر على تونس أسهل من الجزائر وأكد أن احتلال تونس سيسهل على ملك إسبانيا احتلال إفريقيا ويجب البدء باحتلال جزيرة جربة كما اقترح في الحملة على تونس مشاركة 6000 رجل و20 أو 24 مركبًا، مع 10 أو 12 سفينة نقل، أخذت هذه المذكرة مأخذ الجد ودرست بعناية من طرف الملك وحاشيته، وبعثت نسخة منها بأمر من شارلكان إلى الأمير أندري دوريا (Andrie Doria)([46]) ([47]).
-
دعم فرسان مالطا وتأمين الحماية لهم: عندما سلم شارلكان طرابلس الغرب
لفرسان مالطا سنة 1530م، تعهد لهم بالحماية والدعم اللازمين، ولذلك وبمجرد سيطرة
خير الدين على تونس أدرك فرسان مالطا الخطر الحفصي الحقيقي الذي يمثله الوجود
العثماني بجوارهم فسارعوا للاستنجاد بالبابا شارلكان، وطلبوا من هذا الأخير الوفاء
بتعهداته اتجاههم لأنه حامي المسيحيين، فحاول جاهدا تأمين الحماية اللازمة لهم،
وتقديم المساعدة لهم، وعدم تركهم في مواجهة مصيرهم لوحدهم وقطع الطريق أمام خير
الدين إذا فكر في حصار طرابلس([48]).
-
اعتبر شارلكان نفسه الحامي للعقيدة المسيحية، وجعل من توحيد المسيحيين
لمحاربة المسلمين قضية كبرى([49]).
-
الأهمية العسكرية لموقع إقليم تونس في السيطرة على الملاحة في حوض البحر
الأبيض المتوسط([50]).
-
وضع حد لغارات مجاهدي البحر العثمانيين والأندلسيين على السواحل الإيطالية
والإسبانية، وقد وجد الإمبراطور شارلكان في هجمات خير الدين على سواحل إيطاليا
الجنوبية واستيلائه
على مرسى بنزرت، ودخوله مدينة تونس تحديًا يتوجب الرد عليه([51]).
-
موقع تونس الإستراتيجي: فموانئها تتحكم في مواصلات البحر الأبيض المتوسط،
وتتوسط تونس بين الجزائر وطرابلس، وقربها من إيطاليا، ومجاورتها لجزيرة مالطا([52]).
-
اضطراب الأوضاع الداخلية لتونس: بعد سيطرة خير الدين على تونس لم تستقر
الأوضاع الداخلية لها، وواجهته عدة مشاكل وتمردات منها:
-
ممارسات بعض جنود الإنكشارية، ولد حقد وتنافر بين الأتراك العثمانيين
والتونسيين.
-
إحساس سكان تونس بخيانة خير الدين لهم، بعد تركه للرشيد بإستانبول.
-
ولاء التونسيين للأسرة الحفصية لأنها أسرة محلية، فيما كان العثمانيون
غرباء عن المنطقة.
-
إدخال خير الدين تنظيمات وقوانين جديدة عن المجتمع التونسي، كان لها
تأثيرات سلبية على العلاقات بين الطرفين([53]).
وما شجع شارلكان على القيام بحملة
على تونس هو الوعد الذي منحه ملك فرنسا فرانسوا الأول (François I) ([54]) حليف الدولة العثمانية
لشارلكان بالتزام الحياد وعدم التدخل في صراعه مع الدولة العثمانية([55]).
ثانيًا: الاستعدادات للحملة
1- الاستعدادات الإسبانية:
لما وصل للإمبراطور شارلكان خبر
سقوط تونس اتحد مع رهبنة القديس حنا الأورشليمي (Hanna Al-Urshlimi) من أجل استرجاع تونس([56])، وقرر أن يخرج بنفسه إلى هذه
الحملة مع
التحضير لها بشكل سري([57])، وأمر بإعداد سفنه الموجودة في
موانئ إسبانيا وجنوه ونابولي وصقلية، وأن تعد مع سفن الحرب سفن أخرى لنقل الأكل
والذخائر وغيرها من لوازم الحرب، وكتب الإمبراطور شارلكان إلى الدون يان (Don yan) ملك إسبانيا بأن يبعث إليه
غليونه وكذا عددا من قطع أسطوله الحربي([58]).
كانت قوات الأرمادة المسيحية الإسبانية ضخمة، لأن شارلكان أرادها حملة
صليبية حقيقية تكونت ([59]) من الإسبانيين والإيطاليين
والألمانيين والهولنديين والنابوليين والصقليين بالإضافة إلى فرسان القديس يوحنا
في جزيرة مالطا، فنزلت أولا القوات الألمانية ثم تلتها القوات الإسبانية ومن بعدها
الإيطالية إلى البر، ويضم الأسطول قرابة 400 سفينة من مختلف الأنواع والأحجام، بما
في ذلك 90 سفينة مماثلة على متنها 26000 من جنود المشاة وقرابة ألفي فارس، ومنهم
من قال 30000 مقاتل على ظهر 500 سفينة، كما كان على رأس تلك القوات أبناء العائلات
الإسبانية والإيطالية النبيلة، أما القيادة العامة فتولاها شارلكان شخصيا، وفيما
يلي بيان بالتفصيل لقوات هذه الحملة([60]).
أ) القوات البحرية مكونة من عدة فرق:
-
الفرقة الإسبانية والفلاندر: تتكون من 54 سفينة غالير، و70 سفينة كبيرة
إبريقية، وضعت تحت قيادة أندري دوريا.
-
الفرقة البرتغالية: تتكون من 27 سفينة تحت قيادة أنطونيون سالدانا ( Antoine de Saldanha).
-
الفرقة الإيطالية المالطية: تتكون من 36 سفينة حربية (غالير)، و28 سفينة
ضخمة تحت قيادة ألفار بازان (Alvar Bazan) ([61]).
ب)الجيش البري المحمول:
المشاة وتتكون من:
-
قوات إسبانية، (القوات القديمة التي خاضت حرب إيطاليا): أربعة آلاف رجل،
تحت قيادة الجنرال المركيز جوازان (Marquis de
Guast).
-
قوات إسبانية (المجندون الجدد) ثمانية آلاف رجل، تحت قيادة دوق الألب
فرديناند الطلطلي (ferdinand
de Tolède).
-
قوات ألمانية سبعة آلاف رجل، تحت قيادة مكسيميليان بيدرا بونيا (Maximilien
Piedra Buena).
-
قوات إيطالية: ألفان من الرجال، تحت قيادة الفتى لويس البرتغالي.
-
سلاح الفرسان: يتكون من متطوعين من النبلاء ينتمون إلى
مختلف الأمم النصرانية: ألف رجل، تحت قيادة الماركيز دي مونديجار(Marquis de Mondejar ) ([62]).
-
سلاح فرسان إسباني: خمسمائة رجل، تحت قيادة القائد السابق نفسه([63]).
2- الاستعدادات الإسلامية:
اختلفت الروايات التاريخية حول استعدادات خير الدين
لمواجهة حملة شارلكان، فذكر مارمول أن خير الدين علم باستعدادات شارلكان لكنه لم
يتأكد منها بصفة تامة إلا عندما حل بحلق الوادي راهب فلورانسي ([64]) فأخبر خير
الدين بجميع استعدادات الحملة مؤكدًا له أن الإمبراطور شارلكان سيشارك في الحملة
بنفسه، هذا ما دفع خير الدين للاستنجاد بالسلطان سليمان والباشوات، ولكن سليمان في
ذلك الوقت كان مشغولاً بالحروب في آسيا، أما باشوات القسطنطينية لم يكن عندهم من
الوسائل ما ينجدون به بارباروس حتى ولو
رغبوا في ذلك([65]).
أما نيقولا
ايفانوف: يذكر أنه فور وصول أنباء الاستعدادات الإسبانية حتى شرع خير الدين بتحصين
المدينة، فقد زود حلق الواد بالمدافع، والبرزخ الذي تمر عبره الطريق إلى العاصمة
أقفله بحاجز من الصخور والأعمدة الخشبية المدعمة بأكياس الرمال، وحفرت الخنادق،
ووضعت اثنتا عشر من أفضل السفن الحربية على رصيف حلق الواد، وجمع مئات من المدافع،
وفي المساجد ألقيت المواعظ والخطب لرفع المعنويات القتالية بين الأهالي
والمجاهدين، وقام بتصفية 12 ألف من العبيد المسيحيين الموجودين بتونس([66]). أما
المصادر الإسلامية فقد ذكر ابن أبي ضياف: أن خير الدين لم يهتم بالاستعدادات
الإسبانية قائلا: "ولما بلغ خبر ذلك لخير الدين الذي بالحاضرة، احتقر عدوه
وأضاع العزم، واعتمادًا على علو كعبه وشيوع صيته، فجاءه أهل الحاضرة وطلبوا منه أن
يحضر أسطوله لدفاع الصبنيول قبل نزوله إلى البر، فلم يضع لهم، وغالب ما يأتي على
الشجعان من هذا الباب"([67]).
أما المجهول
في كتابة غزوات عروج وخير الدين يذكر: أن خير الدين لم يعلم بأمر الحملة إلا عندما
بدأ إنزال القوات الإسبانية بحلق الوادي فتأكد الأهالي منها، وبعثوا بمرسول لخير
الدين يعلمونه بوصول النصارى([68]).
ومما سبق أرى أن خير الدين كان على علم بالحملة
الإسبانية على تونس، واستشهد في ذلك بقوله خير الدين "...علمت بأنه سوف يتوجه
إلى تونس لإخراجنا منها ولأجل ذلك شرعت على الفور في الاستعدادات للتصدي له"([69]).
رغم الاستعدادات التي قام بها خير الدين إلا أنه لم
يتمكن من جمع إلا 7.000 من الأتراك، ونحو 5.000 من أهال تونس المؤيدين له، وهذا ما
يبين لنا عدم تكافؤ القوة بين قوات شارلكان وقوات خير الدين([70])، إلا أن هذا الأخير أراد أن يقيس نفسه بأكبر ملوك
المسيح، ويمشي بشجاعة لمقابلته وقتله([71]).
ثالثًا:
إنطلاق الحملة ومجرياتها
1- إنطلاق الحملة:
انطلقت الحملة من مدينة برشلونة([72]) في 31 ماي 1535م بقيادة شارلكان الذي كان يرافقه أندري
دوريا بصحبة نخبة من أشراف إسبانيا باسطنبول بلغ عددهم مائتي سفينة حربية و25 ألف
جندي من المشاة و600 من الفرسان([73]).
وصل هذا الأسطول إلى قرطاجة
وسواحل مدينة تونس يوم 16 جوان 1535 فوقعت بينهم وبين أعراب المنطقة بعض المناوشات
في الليل([74]).
ظلت قوات شارلكان شهرا كاملا تحاصر حلق الواد والتحصينات المحيطة به، في
المقابل نجد أن العثمانيين كانوا بقيادة سنان رئيس([75])، يقومون بهجماتهم ليلا نهارًا،
فاقتحموا خنادق العدو مرات عديدة، لكنهم كانوا يتراجعون تحت ضغط نيران السفن
الإسبانية([76])، كما حاولت حامية حلق الوادي
احتلال المعقل الذي أقامه الإسبان مرتين، ففي المرة الثانية التي جرت في 23 جوان
1535م تمكنوا من طرد قوات المشاة الإيطالية، وقتل قائدها ساردنو (Sardino)، وخلال هجوم آخر تم في 25
جوان تمكنوا من القضاء على خمسة وعشرين جندي وعدد من الضباط، كما أُصيب خلاله
الماركيز دي مونديجار بجراح بليغة([77]).
هذا ما دفع شارلكان إلى طلب الإمدادات التي وصلت إليه سريعًا، فنصب تجاه
حصن حلق الوادي مائة وعشرين مدفعًا، ومن البحر ثمانين، وأخذ في قتال المسلمين ثم
تقدم إلى البرج بحملة مدفعية، هذا ما عطل على المسلمين مدافعهم ففروا إلى مدينة
تونس([78])، أما النصارى فاستطاعوا الدخول
إلى حلق الوادي يوم 14 جويلية 1535، واستولوا على سبع وثمانين سفينة، وثلاثمائة
مدفع، وعندما علم الحسن الحفصي بنبأ إنزال قوات شارلكان في حلق الوادي، انضم إليهم
وليس بمعيته سوى مائة وخمسين فارسًا، بدل ما كان قد وعد به شارلكان من قوات عديدة([79]).
بعدما استطاع شارلكان الاستيلاء على حلق الوادي توجه بقواته إلى مدينة تونس
يوم 17 جويلية 1535 وكان في طريقه يقطع أشجار الزيتون ويحرق القرى، فعندما علم خير
الدين بذلك خرج لقتاله([80]) على رأس الفصائل التونسية
المسلحة والقوات العثمانية والتعزيزات التي وصلت إليه من الجزائر، بحيث كان عددهم
ستة عشر ألفا ومائة رجل([81]).
التقى الجمعان بخربة الكلخ شرقي مدينة تونس وانتشب القتال بينهم، فكانت
مقتلة عظيمة([82])، تأرجحت كفة النصر عدة مرات
بين الطرفين، وفي النهاية انتصر الإسبان بسبب تدخل البربر([83]) الذين أحدثوا بلبلة في صفوف
المقاتلين التونسيين، والتفاف القوات الإسبانية حولهم من جهة المدينة([84])، بالإضافة إلى أن جعفر آغا
أطلق سراح الأسرى الأوروبيين بالمدينة، فاستولوا على القصبة وأغلقوا أبواب
المدينة، ثم قاموا بإطلاق المدافع على المسلمين، وإزاء ذلك قرر خير الدين التخلي
عن الهجوم والانسحاب ليلا إلى بون (عنابة) ([85])، وفي طريقه اعترضه الأعراب
فكانت بينهم حرب شديدة تغلب فيها خير الدين عليهم وواصل طريقه إلى عنابة([86])، الذي كان قد ترك فيها خمسة
عشر سفينة، فلما علم شارلكان بذلك وجه إليه ثلاثين سفينة بقيادة أندري دوريا، بغرض
الاستيلاء على عنابة فرماهم خير الدين بطلقات المدافع هذا ما دفع النصارى للعودة
إلى تونس([87]).
وعلى إثر هذا النصر قامت البابوية في روما باحتفالات كبرى لوقوع تونس في يد
العاهل المسيحي([88]).
أما خير الدين بعدما قام بإصلاح بعض السفن أبحر من ميناء عنابة([89]) إلى جزيرة مايورقة الإسبانية
فاستولى على جزيرة ماهون (Mahon) فخربها على آخرها، واستولى على 6000 أسير عاد بهم إلى الجزائر([90]).
استدعي خير الدين من طرف السلطان العثماني سليمان القانوني في أكتوبر 1535م ليشغل منصبا رفيعا في البحرية، وحل محله في الجزائر حسن آغا([91]).
-* استباحة تونس للإسبان
أولاً: دخول الإسبان لتونس
في 21 جويلية 1535م دخل الحسن
الحفصي تونس رفقة الجيش الإسباني، ثم توجه إلى قصبة المدينة ونادى في الناس
بالأمان([92])، فصدقه عامة الناس وفي هذا
الصدد يذكر الوزير السراج "كان الناس اطمأنت وانفتحت الأسواق ولزم كل صانع
صنعته فبينما المسلمون في هذه الغفلة إذ دهمهم العدو فجأة ودفعت النصارى دفعة
والأسواق منفتحة فنهبوها سبيا وقتلا، وفر المسلمون بعيالاتهم إلى ناحية
زغوان..." ([93]).
ويعود ذلك أن الحسن الحفصي دخل تحت حماية الإسبان، واتفق سرا مع شارلكان
على إباحة مدينة تونس لهم لمدة ثلاثة أيام([94])، في ذلك الحين أمر شارلكان
جيوشه بنهب المدينة، فاستباحوها بالقتل والأسر والسلب حتى قيل أن عدد سكان تونس
كان مائة وثمانين ألف قتيل منه الثلث وأسر الثلث ونجا الثلث([95])، وراحت كل مدخرات تونس وخيراتها
ونفائسها وأموالها ضحية الغدر والخيانة والنهب والسلب والقتل الذريع([96])، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا
بهدم المساجد، وحرق الكتب النفيسة([97])، التي كانت موجودة بجامع
الزيتونة وبيعت بأرخص الأثمان ومزق أغلبها، فأحاطت الأوراق جميع أنحاء جامع
الزيتونة حتى أن المرء لا تكاد تقع قدمه على غير الكتب([98]) .
أما البدو فقد لعبوا دورًا في
منتهى الحقارة والخسة، ذلك أنهم هاجموا ولاحقوا الأهالي التونسيين الذين تمكنوا من
النجاة من المذبحة وتسللوا فرادى أو عائلات إلى زغوان، وفي الطريق كان البدو
يكمنون لهم ويصطادونهم ويطالبونهم بدفع مبلغ ضخم من المال لافتداء([99]) أنفسهم يقارب ألف دينار، ومن
لا يستطيع دفع هذا المبلغ اللامعقول كان يسلم للإسبان، فيحصل البدو على مكافأة
لقاء ذلك([100]).
سميت هذه الأحداث بواقعة
الأربعاء التي وقعت في الحادي والعشرين من جويلية (1535م/941ه) ([101]).
لما رأى ملك تونس ذلك العبث والفساد توسل إلى الإمبراطور شارلكان بقصد الكف
عن هذه الأعمال، والاكتفاء بالغنائم وأسر الرجال دون قتلهم، وقد صدر الأمر بتنفيذ
ذلك، ولم يمت من النصارى على يد المسلمين سوى عدد قليل ولكن عددًا منهم مات أثناء
التنازع فيما بينهم على الغنائم، وقتل عدد من النصارى الذين تمردوا في الحصن على
يد إخوانهم في الدين بهدف انتزاع ما كان معهم من الثروات([102]).
بعد أن أخضع شارلكان تونس
لنفوذه سنة 1535م أمر بتشييد حصن منيع عظيم بحلق الواد([103])، ولهذا الغرض أرسلت طلبية إلى
صقلية لاستيراد المواد اللازمة للبناء([104]) وأمر بوضع أربعة آلاف من جنوده، ومن وجدوا في الحصن من
تونسيين اتهم أكثرهم بأنهم من أتباع رشيد وقتلوا([105])، هذا التحصين ضمن بقاء الجيوش
الإسبانية بالتراب الإفريقي ما يقرب أربعين سنة([106]).
ثانيًا: معاهدة الاستسلام ونتائجها
1- معاهدة الاستسلام
(06صفر942ه/06أوت1535م):
بعد أن أتم الإسبان
مجازرهم، دخل الإمبراطور شارلكان تونس متظاهرًا بمنع جنده من الاعتداء، وبإعطاء
الأمان للناس فاستتب الأمن، وعادت الحياة إلى مجراها الطبيعي، بعد أن دخل عليهم
الرعب والهلع المقصودين حتى لا يرفعوا رؤوسهم بعد ذلك([107]).
استطاع شارلكان إرجاع الحسن الحفصي
إلى عرشه بعد أن دخل تحت حمايته([108])، فرض عليه معاهدة الاستسلام،
في يوم السادس من أوت 1535م، والتي أقرت تبعية
للإمبراطور شارلكان، كما أقر ذلك السلطان الحفصي مولاي الحسن في خطابه الذي
قد وجهه للإمبراطور الإسباني فيما قبل، وقد تضمنت المعاهدة شروط قاسية ضد التونسيين،
وضد السلطان الحسن الذي قبل بها([109])، ومما جاء فيها:
1) إخلاء سبيل الأرقاء المسيحيين
والإباحة لجميع المسيحيين بالاستيطان في إقليم تونس وإقامة شعائر دينهم بدون
معارضة([110]).
2)أن يتنازل شارلكان عن مدائن
بونة (عنابة)، بنزرت، حلق
3) أن يدفع له مبلغ اثني عشر ألف
دوكا([111]) مصاريف الحملة.
4) أن يقدم له سنويا اثنى عشر
حصانا ومثلها من المهارة العربية، علامة على امتنانه.
5) أن يضع فرقة من جيش الإسبان
يخصص لها اثني عشر ألف دوكا تكاليف إقامتها([112]).
6) أن يلتزم بعدم السماح للبحارة
المسلمين بالرسو في الموانئ التونسية، وألا يدخل بلاده أحد من مهاجري الأندلس.
7) أن يسمح الملك الحفصي للإسبان
بصيد المرجان بتونس.
8) أن يأتي إلى تونس قنصل وقاضي
للبث في الخصومات بين المسيحيين.
9) أن يتعهد الإمبراطور بحماية
التونسيين.
10) كما اشترط على الحسن الحفصي أنه
لو خالف أحد شروط المعاهدة المبرمة بينه وبين شارلكان فإنه يدفع أول مرة 5000 دوكا،
وفي الثانية 100000دوكا، أما إن خالف الأمر في المرة الثالثة فإن حقه في الملك
يسقط([113]).ينظر الملحق رقم(05)
في 17 أوت
1535م غادر شارلكان شواطئ تونس، وبقيت حاميات إسبانية في حلق الواد وغيرها من
المراكز الساحلية، وأبقى في تصرف مولاي الحسن مائتي إسباني، على أن تبقى تلك القوة
في قصر القصبة لحراسة السلطان شخصيًا، وعين برناردو دي ماندوزا Bernando de)
(Mandoza ([114]) قائدا في حلق الواد وممثلاً لشارلكان في تونس، فكان هدفه الأول منصبا على
بناء القلاع الإسبانية في حلق الواد وبنزرت وعنابة، وتدمير الأسوار التي كانت تحمي
الأحياء المسلمة في تلك المدن التي أصبحت إسبانية([115]).
2- نتائج المعاهدة:
سيطرة الإسبان على المدن
والسواحل التونسية.
أ) المدن:
بعدما أحكم شارلكان سيطرته على مدينة تونس عاد إلى معسكره القديم في
قرطاجة، وأمر الأسطول الإسباني بالعودة إلى موانئه الأصلية في إسبانيا، أما هو فقد
توجه للسيطرة على باقي المدن([116]).
- المهدية([117]): وهي أول المدن التي توجه إليها شارلكان رغبة منه في السيطرة عليها، غير أن
سوء الأحوال الجوية اضطرته لتأجيل تلك الحملة فتوجه إلى صقلية، حيث نزل في ميناء
طراباني، وانتهز فرصة إقامته بذلك الميناء لتدبير الهجوم منه على مدينة المهدية
على رأس خمسة آلاف رجل من قوات الإنزال، غير أن الرياح العاتية واضطراب البحر
أحبطت مشروعه([118]) ولم يستطع الظفر بها في تلك
السنة.
لقد أراد الإمبراطور شارلكان
الاستحواذ على مدينة المهدية([119]) بأي شكل من الأشكال، هذا نظرًا
لموقعها فهي الأقرب إلى صقلية، ولم تتح له الفرصة إلا سنة (946ه/1539م)، حيث
استطاع الإسبان إنزال حامية عسكرية بها، وذلك بطلب من سلطان تونس الحفصي للقضاء على
ثورة داخليه ضده، فغضب السكان وثاروا لأنهم لم يرضوا بهذا الاحتلال فاضطرت الحامية
على الانسحاب.
- إحتلال بنزرت (942ه/1535م): لقد نصت
معاهدة الاستسلام بين الحسن الحفصي وشارلكان أن يتم التنازل للإسبان على مدينة
بنزرت كما رأينا سابقا، لذلك أمر شارلكان قائده أندري دوريا بمهاجمتهم من جهة
البحر، أما السلطان الحفصي فيهاجمهم من جهة البر، فتم أخذ المدينة عنوة لأن
الأهالي والعثمانيين المتواجدين في الحصن قد استسلموا من أول وهلة، استغل الحسن
الحفصي الوضع فأنزل عقابه بالسكان الذين ثاروا ضده ثلاث مرات([120])؛ وفي الرسالة التي بعثها الدوق
برناردو دي ماندوزا إلى الإمبراطور شارلكان (942ه/1535م) يخبره فيها بأن السلطان
الحفصي قد قام بهدم حصون بنزرت، وأن هذا التصرف قد أعجبه وكان يتمنى أن يتم هذا مع
باقي المواقع البحرية لتونس، عندها لم يجد القراصنة ملجأ([121]).
-احتلال عنابة 1535م: ما كاد خير الدين يغادر مدينة عنابة، بعد انسحابه الاضطراري من تونس سنة 1535م، ويعود إلى الجزائر من أجل مواصلة الجهاد وحمل الحرب إلى بلاد العدو، حتى بادر الإسبان بمهاجمة عنابة، التي كانت تابعة إسميا لسلطة بني حفص بتونس([122])، ولكن تنازل عنها سلطانها أبو الحسن الحفصي للإسبان بناءً على ما نصت عليه المعاهدة التي عقدت بين الملك الحفصي وشارلكان([123]).
ويعود سبب اهتمام الإسبان بمدينة عنابة وتوجيه أنظارهم إلى موقعها الإستراتيجي
حيث جاء في تقرير تجسسي موجه إلى الإمبراطور مؤرخ في شهر جويلية 1535م،
يبين أهمية مدينة عنابة، يقول فيه صاحبه: "أن المدينة مثل بنزرت، لها وادي بإمكان
المراكب الدخول فيه وقضاء فصل الشتاء، وأنها ذات موقع قوي يجب احتلالها"، هذا ما
دفع شارلكان لإصدار أمر احتلال عنابة وكلف لهذا الغرض الماركيز دي مونديجار في
(942ه/16 أوت 1535م)، وهو في طريقه لإسبانيا.
خلال شهر أوت من نفس السنة تحرك الدون ألفارو دي بازان (Don Alvaro de Bazane) الذي سبق مونديجار، ومعه خمس
عشر سفينة فوصلها يوم 23 أوت 1535 متأخرًا بخمسة أيام بسبب هبوب رياح معاكسة لسفنه([124])، ظهرت السفن الأولى قبالة مدينة عنابة، وما إن تم الإنزال حتى هاجمهم الأهالي فأجبروهم
على الخروج من الميناء، وفي 25 أوت وصل الجزء الأكبر من الأسطول الذي كان يقوده دي
مونديجار([125])، وكان يحمل على متنه ثلاثة
آلاف رجل تم إنزالهم بعيدا عن المدينة، حيث شكل الإسبان كتيبتين وتوجهوا إلى الحصن
الذي تخلى عنه العرب، فاحتلوا القصبة والمدينة، وفي الأيام الثلاثة الموالية
أنزلوا عتادهم ومؤونهم([126]).
ثم باشر الإسبان بالنهب والسلب ويروي مارمول كربخال في هذا الصدد:
"عاثوا في تلك الجهات فسادًا يغيرون على أهلها من العرب والبربر ويغنمون منهم
عددا من المواشي والعبيد وغير ذلك"([127])، واستمرت تلك الأعمال ما بين
سبعة إلى ثمانية أيام، ثم قام دي مونديجار بمغادرتها بعد أن ترك فيها بناءًا على
تعليمات الإمبراطور 200 جندي بالقصر، و600 جندي بالمدينة([128])، وعين ألفارو قوميز (Alvaro Gomez) حاكما لعنابة، ووضع تحت
سيطرته حامية إسبانية قدرت بألف من المشاة، وخمسة وعشرين من الفرسان([129]).
رغم ذلك لم يتمكن الإسبان من
احتلال سوى مدينة عنابة ولم يستطيعوا احتلال أحوازها([130])، لأن العرب الذين خرجوا من
المدينة استقروا حولها محاصرين للإسبان، منتظرين وصول المدد من أجل مباشرة عملية
إنقاذ مدينتهم([131])، قام هؤلاء العرب بمساعدة
الأتراك العثمانيين على نصب الكمائن على أبواب عنابة، ولكنهم فشلوا في هزم المسيحيين([132]).
سعى الإسبان للاحتفاظ بمدينة عنابة من خلال تعيين الموظفين والعسكريين،
والإنفاق على تكاليف الجيش الإسباني بالمدينة، وكذلك عبر الأشغال التي ينبغي
القيام بها وإنجازها لإبقاء الحصن بكل إمكانياته الدفاعية ضد أي هجوم للمسلمين عن
طريق البر أو البحر([133]).
بعد موت ألفارو قوميز أصدر
الإمبراطور أمره بالتخلي عن ثغر عنابة وإحداث خروق في جدران الحصن، وهدم الأبراج
التي في المدينة والحصن، ولكنهم ما لبثوا أن أصلحوها بسبب ما في هذا البلد من
خيرات، ولما عجز ملوك تونس الدفاع عن هذه المدينة([134])، غادرها الإسبان يوم 16 أكتوبر
1540م([135])، فاستولى عليها الأتراك
وعمروها وقاموا بتحصينها([136]).
ب) السيطرة على السواحل الحفصية
ظلت مدن الساحل وكل الجنوب
التونسي على سابق ولائها للباب العالي، لذلك كتب دي ماندوزا في 26 أكتوبر 1535م أن
مدن سوسة والمهدية ومنستير وصفاقس وكل السواحل الممتدة جنوب قليبية كانت تؤيد
العثمانيين، وتدفع له الجزية باسم السيد الأعظم، هذا ما دفع شارلكان لإصدار
الأوامر من أجل السيطرة على هذه المدن([137]).
- القليبية([138]): كانت من المدن الموالية للعثمانيين، لذلك كان بينها وبين الحسن الحفصي عداء
شديد، فتوجه إليهم الإسبان بغرض السيطرة على المدينة فنهبوها ثلاثة مرات([139])، في المرة الأولى دافع عنها
أهلها ببسالة، وقتلوا أو جرجوا أشجع المهاجمين الإسبان، ولكن في المرتين الأخريين
لم يظهروا مقاومة لأن المقاتلين من الأتراك وغيرهم انسحبوا من الحصن وتركوا
الأهالي دون مدافع([140])، فقتل ألف شخص، وأسر ألفا من
الناس والأطفال، وسلمت المدينة للحسن الحفصي([141]).
-
سوسة([142]):
ثارت المدينة ضد سلطة الحسن
الحفصي، لأنهم لم يغفروا له استنجاده بالنصارى لغرض استرجاع ملكه، فحملوا السلاح
ضده، واستحوذ الأتراك عن مدينة سوسة، هذا ما دفع الحسن الحفصي لشن حرب ضدهم، فلما
عجز عن طردهم منها استنجد بالامبراطور شارلكان، فكلف هذا الأخير سنة 1535م ماركي
دوطيرنوف القيام بحملة ضد مدينة سوسة([143]).
فحضر لهذا الغرض أربعة عشرة سفينة بحرية، عشر منها في صقلية وأربعة من
مالطة ومعها أربع سفن ضخمة كان على متنها ألفان من الجنود الإسبانيين، وبعض الجنود
الصقليين، أما ملك تونس فقد قام بإرسال جيش عن طريق البر قوامه سبعة آلاف فارس من
الأهالي و العرب وجعل والده على رأسهم([144])، دارت معركة شرسة بين الطرفين،
استطاع الإسبان خلالها حصار المدينة مدة طويلة دافع أثناءها الأتراك العثمانيون
والأعلاج دفاعا شديدا وذلك برمي الحصى وكتل الحجارة من فوق البرج، وقتلوا بذلك
الدون دييكو دو كاستيليا Don Diko De
Castilia)) قائد المعسكر و لوب دوميلو (Lope Domillo) قائد إحدى السفن الحربية
المالطية وعدد من النبلاء والجنود، فاضطر النصارى للانسحاب بعد نفاذ ذخيرة الحرب
والمؤونة([145]).
بعد انقضاء عامين على وقوع تلك الحملة الفاشلة استطاع أندري دويا أن ينتقم
لها بشدة، حيث ترتب على ذلك خضوع مدينة سوسة لسلطة الحسن الحفصي([146]).
-
صفاقس([147]):
بعد احتلال تونس من طرف
شارلكان، رفض أهل صفاقس الخضوع له، لأنهم كانوا موالين للعثمانيين([148])، فجهز لهم أندري دوريا حملة تتضمن سفن حربية سريعة وسفن من نابولي ومالطة
وصقلية فجمع له ثلاث وأربعون سفينة حمل عليها جنود الإسبان والمشاة، استولى
الإسبان على مدينة صفاقس وسلمت لملك تونس، لكن سرعان ما عاد سكان هذه المدينة للتمرد
،وتم طرد الموالين للملك، واستقبلت الأتراك العثمانيين([149]).
-
المنستير([150]):
تمرد سكان مدينة المنستير على الحسن الحفصي، ومن أجل إخضاعها استولى عليها
أندري دوريا سنة 1539م، وترك بها فرقة من الجنود الإسبان بأمر من الإمبراطور
شارلكان، بقصد تعزيز شيعة ملك تونس([151])، لكن هذه الحامية لم تكمل
مهمتها في المنستير، وغادرت في (948ه/ ماي 1541م)، مما جعل العثمانيين يبسطون
نفوذهم عليها مرة أخرى([152]).
ثالثًا: الإنتفاضات والثورات ضد حكم الحسن الحفصي
قام الحسن الحفصي بمحاولات عديدة
لتوسيع نفوذه وتمديد رقعته، إذ كان نفوذه لا يتجاوز تونس وجهاتها بينما كانت أطراف
البلاد مستقلة عنه، ويتولاها الأعراب والأتراك أو الإسبان([153]).
1- محاولات الحسن الحفصي إخضاع
القيروان:
بعد واقعة الأربعاء التي سبق
ذكرها أعلن سيدي عرفة([154]) استقلاله بالقيروان وبالمناطق
التي يسكن فيها القبائل المواليين له، فبادر الحسن بمهاجمة القيروان باعتبارها
الخطر الداهم على عرشه المهتز، ولأهميتها الروحية والعسكرية لأنها الوطن الروحي
لأهل المغرب والمتصلة جغرافيا بموطن القبائل الممتدة في أرجاء إفريقية([155]).
أ)معركة باطن القرن (942ه/1535م): اتجه الحسن الحفصي إلى القيروان بجيش مكون من بعض الأعراب والمسيحيين في
شهر سبتمبر، ووصل إلى مكان يعرف بباطن القرن الواقع غربي القيروان، ولما عسكر فاجآه
جيش الشابية ليلا مما أدى إلى وقع معركة بينهم انتهت بهزيمة الجيش الحفصي الذي
انضم أغلبه للشيخ عرفة([156])، فعاد الحسن الحفصي إلى تونس
مكسورًا بعد أن جرد من أمواله وسلاحه([157])، وبعد أشهر قليلة أعاد الحسن
حملة ثانية ضد آل الشابي، متحالفا مع أحد زعماء أولاد أبي الليل يسمى "عبد
الملك"([158]) ([159]).
إلتقى الجمعان في حوالي
(943ه/28 جانفي 1536م) خارج أسوار القيروان، وانتهت المعركة بهزيمة الحسن الحفصي
أمام القوات الشابية، فاضطر للهروب واللجوء إلى قبيلة أولاد سعيد([160]) عند شيخها باضياف المتحالف معه([161]).
أما في الحملة الثالثة التي
كانت في ربيع 1540م، تعرضت خلالها القوات الحفصية التي بلغ عددها قرابة ثمانية
آلاف رجل بقيادة ابن السلطان الحفصي للهجوم فأبيدت عن آخرها([162]).
بعد هذه الهزائم المتوالية للحسن الحفصي([163])، أقسم أن يستند لها بالنصارى
ويفعل بها ما فعل بأهل تونس([164]).
ب)واقعة المنستير (12 نوفمبر 1540م)
وافق الحسن على إقناع الإسبان
بالقتال معه ضد سيدي عرفة([165])، فقدموا له ثلاث فيالق إسبانية من صقلية ونابولي والمجر تحت إمرة الدون
غارسيا دي توليد) Don Garicia de Tolède) في سبتمبر 1540م، وأضاف إليهم البدو المواليين له([166])، وفرقة الجنود الإسبانيين التي كانت موجودة في المنستير وعدد من قطع
المدفعية([167])، فكان مجموعهم ألفان من الإسبان و15000 من البدو الذين جاءوا جميعا مع
نسائهم وأولادهم([168]).
أما الجيش الشابي في هذه الواقعة كان يتكون من قبائل البدو، والزمالات التي
تضم النساء والأطفال وكان عددهم يزيد عن مائة ألف([169]).
التقى الجمعان في مكان يتوسط المنستير وجمالة، يبعد عن جمالة والمنستير نحو
10 كلم، ودارت بينهما حرب ضاربة استمرت يوما كاملاً من التاسعة صباحا إلى الغروب([170])، انتهت هذه المعركة بهزيمة الحسن الحفصي، لأن أغلب جنده انحازوا إلى الجيش
الشابي، ووقوعه في الكمين الذي أعد له([171])، هذا ما اضطره للانسحاب نحو مدينة تونس وبمعيته جنود حامية المنستير
الإسبانية الذين صدوا عنه هجمات الشابيين وغطوا انسحابه([172]).
بعد هذه المعركة أصبح الحسن الحفصي في عزلة تامة، وتوقف الإسبان عن إمداده بالجنود والذخيرة حتى أن دي ميندوزا أشار مرارًا في رسائله أن الحسن لم يعد يطيقه أحد لأنه تسبب بويلات كثيرة لشعبه، ولما أحس هذا الأخير بالكراهية العارمة من قبل بني جلدته أصبح أكثر إلحاحا للحصول على مساندة من الإسبان والتوسل إلى الإمبراطور، كي لا يتركه لمصير مجهول([173])، فكانت تونس تعاني حالة مضطربة، فالأهالي لا يوالون إلى المولى الحسن المعين عليهم من طرف الإسبان تحت قيادة شارلكان، وكانت المعارضة برئاسة ابنه أحمد، كما أن أكثر المدن استقلوا وكثير من القبائل انفصلوا عنه، حيث لم يتعدى حكم مولاي الحسن إلا أسوار المدينة([174]).
2- تمرد أبو العباس أحمد على والده
الحسن الحفصي:
أ)الصراع بين الحسن الحفصي وابنه
أحمد
حين أدرك مولاي الحسن اليأس وسد عليه الأمل وانقضى على هزيمته الرابعة في
القيروان نحو ثلاث سنوات، قرر السفر إلى أوروبا ليطلب النجدة من شارل الخامس([175])، فسافر في صيف 1543م إلى
إيطاليا لطلب النجدة بقصد القضاء على الشابية وإباحة القيروان وطرد الأتراك من
الساحل الإفريقي([176])، ولكن قبل وصول الحسن الحفصي
إلى شارلكان فاجآته أحداث داخلية في تونس غيرت من اتجاهه، فقد وصلته أخبار تعلمه
أن ابنه أحمد أمير عنابة جاء بعده إلى تونس ونادى بنفسه سلطانا عوض والده([177])، وذلك بالرغم من معارضة حامية
حلق الوادي الإسبانية التي كان يقودها دون فرانسيسكو دي توبار (Francisco de Tobar) ([178]).
ويعود سبب تمرد أحمد بن الحسن الحفصي إلى رفض استنجاد والده بأعداء الدين
مرة أخرى، وأن البلاد في حالة فوضى، فاغتنم فرصة غياب والده وقدم إلى تونس
وأحدث انقلابا على والده بعد استشارة الأعيان في تونس، واستطاع القضاء على
أنصار والده ودخول المدينة، أما الحرس الإسباني الذي كان مكلفا بحماية السلطان
الحسن فقد أيد الانقلاب.
حشد الحسن الحفصي في الحال بضعة آلاف من المتطوعين النصارى وجعل على رأسهم
لوفريدو (Lofredo) النابوليتاني، وعبر البحر عائدا إلى تونس لمحاولة استرجاع الحكم
من ابنه([179])، يروي ابن أبي دينار في هذا
الصدد قائلا: "ولما وصل الحسن بالنصارى هبطوا إلى البر فسمع السلطان أحمد
وأهل البلد، ووقعت هرجة عظيمة، وخاف أهل المدينة أن يصابوا مثل المرة الأولى ففروا
خفافا وثقالاً بنية الجهاد والمدافعة عن الأموال والأولاد، ونادى منادي أحمد: من
أتى بأسير ورأس قتيل فله مائة دينار وجلس عند باب القصبة، وجعل الدنانير في قراطيس
من الكاغد، وحرض الناس على الجهاد، فخرج أهل الربضين بلا سلطان معهم والتقوا
بالنصارى والحسن، وكانت المصاف من خربة الكلخ (شرقي تونس) إلى سانية العناب"([180])، فدارت بينهما معركة هزم مولاي
الحسن وجيشه، وجيش الإسبان المتحالف معه، والتف سكان تونس حول أبي العباس لأنهم
تخوفوا من أن يحدث لهم ما حدث على يد الإسبان في الحملة السابقة لشارلكان([181]).
أما الحسن الحفصي فقد تحصن
بقلعة حلق الواد وهرب فأدركه أبو الهول أحد رؤساء الأعراب، وأتى به لابنه فاعتقله
ثم أذهب بصره، وقبل وفاته ركب البحر مستنجدا بالنصارى من أجل أخذ المهدية لكنه هلك
في الطريق ودفن في القيروان([182]).
وعندما شاعت أخبار تلك الأحداث
وصل إلى حلق الوادي ألف وخمسمائة جندي من جنود جيش نابولي، تحت قيادة ألونزو دي
بيقاس (Alonso Pegas) لمساعدة حاكم هذه المنطقة للإطاحة بأبي
العباس أحمد الحفصي، فلم تلبث تلك القوة النصرانية أن طردته من العرش واستبدلته
بعمه عبد الملك، غير أن هذا الأخير توفي بعد تنصيبه بستة وثلاثين يوما فاختاروا
بدلاً منه محمد([183]).
ب)تونس تحت سلطة أحمد بن الحسن
الحفصي:
كانت الظروف الداخلية التي تولى
فيها أحمد الحفصي (1543-1570م) ظروفا صعبة شديدة([184])، فخزينة الدولة كان قد أفناها أبوه في شهواته والإنفاق على عسكر الإسبان لتخريب
البلاد([185]).
بالإضافة إلى ذلك فقد جابهه الأعراب وأحدثوا فوضى واضطرابات([186]) منهم أولاد سعيد شنوا عليه الغارات إلى أن وصلوا إلى الجبل الأخضر، وأخذوا
بعض مواشي السلطان أحمد، فخرج لهم بنفسه وقتلهم، ولما استوثق له الأمر أعد جيشا
تعداده ثلاثة آلاف وأطلق عليه اسم زمامزية، وأمر بقتال وألاد سعيد فبدد شملهم
وأهانهم.
ويعتبر السلطان أحمد بن الحسن الحفصي أول من راسل ملوك الترك بحيث بعث
أولاً محمد القصيبي في أيام حسن بن خير الدين، وبعث بعده محمد المريش، وبعدهم بعث
أبا الطيب تاج الخضار للباشا علي وهو بمدينة طرابلس، وبعث الطيب مرة أخرى إلى
القسطنطينية وهي البعثة الأخيرة([187])، هذا ما يبين لنا إعلان تعاطف
أحمد بن الحسن مع العثمانيين، أما البدو فقد عاملهم ككفرة معادين له.
تمثلت الركيزة الأساسية التي استند إليها حكمه لتونس الأعيان وكبار الرجال الحفصيين القدامى، ولتسيير شؤون الدولة وضع رئيس الحرس الإسباني خوان الذي تخلق بأخلاق المسلمين. أما مولاي محمد فلم يتمكن من الحصول على ثقة الأهالي([188]).
ومما سبق نستنتج:
-
كانت هناك
العديد من الأسباب دفعت خير الدين لتوجيه حملة ضد تونس أهمها الموقع الاستراتيجي
واستنجاد الرشيد به.
-
شن خير الدين
حملة على تونس سنة 1535م وتمكن من السيطرة عليها بسهولة وألحقها بالدولة العثمانية
رغم رفض الحسن الحفصي وبعض الأعيان.
-
لم تمض سنة
على جعل تونس إيالة عثمانية حتى جاء النصارى بقيادة شارلكان سنة 1535م، وجعلوها
محمية إسبانية.
-
نصت معاهدة
الاستسلام التي تم توقيعها بين الحسن الحفصي وشارلكان على شروط قاسية سواءً للحسن
الحفصي أو لتونس، ولكن الحسن قبل بها طمعا في استرجاع عرشه.
-
لم يقبل أهل
تونس بإعادة الحسن الحفصي إلى العرش فقامت العديد من الثورات في بلدان مختلفة،
المهدية، بنزرت، عنابة، صفاقس...فدخلوا في حروب مع الحسن الحفصي الذي كان دائما
يستنجد بالنصارى ضد أبناء جلدته.
-
قامت ثورات
وتمردات ضد الحسن الحفصي، منها انفصال الشابيين في القيروان، فوجه إليها الحسن
الحفصي أربع حملات، باءت كلها بالفشل، كذلك تمرد عليه ابنه أحمد الذي استغل غياب والده
واعتلى العرش.
-
قام أحمد ابن
الحسن الحفصي بالعديد من التنظيمات بقصد السيطرة على تونس.
- عمل أحمد
الحفصي على توثيق صلة العلاقة بينه وبين الحاكم التركي في طرابلس الغرب
"درغوث باشا" وذلك نظرا للمصالح المشتركة بينهما والمتمثلة في القضاء
على الشابيين المستولين على القيروان ومواجهة الاحتلال الاسباني، هذا ما سوف نفصله في
الفصل الموالي.
([2]) أحمد الشريف الأطرش السنوسي: تاريخ الجزائر
في خمسة قرون، البصائر الجديدة للنشر والتوزيع، الجزائر، 2013م، ص25.
([9]) الحسن بن محمد: هو ابن الحسن بن
الحسن بن المسعود ابن المولى أبي عمرو عثمان، بويع بعد وفاة والده يوم الخميس 25
من ربيع الثاني سنة اثنين وثلاثين وتسعمائة، في عهده اضطربت الدولة
الحفصية...للمزيد ينظر: محمد بن أبي القاسم الرعيني القيرواني المعروف بابن أبي
دينار: المرجع السابق، ص157.
([13]) جون ب. وولف: الجزائر و أوروبا (1500-1830م)،
تر: أبو القاسم سعد الله، عالم المعرفة، الجزائر، 2009م، ص46.
([14]) حاجي خليفة: تحفة الكبار في أسفار البحار،
تح: محمد حرب، تسنيم حرب، دار البشير للثقافة والعلوم، ط1، (د.م.ن)، 2017م، ص105.
([15]) لحسن قرود: دور الجزائر في تدعيم الحكم
العثماني في تونس خلال القرن السادس عشر ميلادي، رسالة لنيل شهادة الماجستير
في التاريخ الحديث والمعاصر، إشراف: أرزقي شويتام، جامعة الجزائر2 أبو القاسم سعد
الله، الجزائر، 2017/2018م، ص148.
([16]) محمد خير فارس: تاريخ الجزائر الحديث من
الفتح العثماني إلى الإحتلال الفرنسي، (د.د.ن)، ط1، دمشق، 1969م، ص33.
([21]) عبد الله مقلاتي: المرجع في تاريخ المغرب
الحديث والمعاصر (الجزائر، تونس، المغرب، ليبيا)، ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر، 2014م، ص20.
([23]) آرجمنت كوران: السياسة العثمانية اتجاه
الإحتلال الفرنسي، تر: عبد الجليل التميمي، منشورات الجامعة التونسية، تونس،
1970م، ص23.
([27]) حسن آغا: ولد في سردينية
واسر وهو طفل، وخلال إحدى هجمات القراصنة الجزائريين على الجزيرة أخذ مع الغنائم،
وكان من نصيب خير الدين، فأحسن تربيته وكلفه بالقيادة العسكرية لما تميز به من
شجاعة. ينظر: محمد خير فارس: المرجع السابق، ص35.
([28]) بَنْزَرْتْ: مدينة عتيقة
بناها الأفارقة على ساحل البحر المتوسط، على بعد نحو خمسة وثلاثين ميلاً من
تونس...للمزيد ينظر: الحسن بن محمد الوزان الفاسي: المصدر السابق، ج2، ص68.
([30]) إبراهيم خليل أحمد: تاريخ الوطن العربي في
العهد العثماني (1516-1916م)، مكتبة زيد للكتب الإلكتروني، الموصل، (د.س.ن)،
ص50.
([32]) الشافعي درويش: الحملة الإسبانية على تونس في
سنة 1535م، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة غرداية، ع30، غرداية،
سبتمبر 2017م، ص05.
([35]) Alphonse
Rousseau : Annales Tunisiennes ou aperçu sur la régence de Tunis,
édition Bouslama, Tunis, 1980, P17.
([37]) القيروان: مدينة قديمة
بناها عقبة قائد جيوش الجزيرة العربية، تبعد بستة وثلاثين ميلا من البحر الأبيض
المتوسط، ونحو مائة ميل من تونس... للمزيد ينظر: الحسن بن محمد الوزان الفاسي: المصدر
السابق، ج2، ص87.
([41]) أندريه ريمون: المدن العربية الكبرى في العصر
العثمانية، تر: لطيف فرج، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، القاهرة،
1991م، ص21.
([44]) أوشوادرسلا: قائد إسباني كان سجينا في تونس،
أطلق الحسن الحفصي سراحه سنة 1533م... للمزيد ينظر:
Haedo
Diego : Op.cit, P57.
([45]) صلاح العقاد: المغرب العربي في التاريخ
الحديث والمعاصر الجزائر، تونس، المغرب الأقصى، مكتبة الأنجلو المصرية، ط6،
مصر، 1993م، ص21.
([46]) أندري دوريا: ولد بجنوة سنة
1468م، انضم إلى فرسان القديس يوحنا
وبعدما تحررت جنوة من السيطرة الفرنسية جهز ثماني بوارج بوسائله الخاصة لمهاجمة
السفن العثمانية وبعد ذلك دخل في خدمة فرانسوا الأول، وبعد معركة بافيا 1525م تخلى
عنه فدخل في خدمة شارلكان سنة 1528م. ينظر: رحيمة بيشي: المرجع السابق،
ص75.
([49]) زهراء النظام: العثمانيون والصراع المسيحي
الإسلامي في غرب المتوسط في العثمانية والعالم المتوسطي مقاربات جديدة، سلسلة
ندوات ومناظرات رقم 109، منشورات كلية الأدب، الرباط، 2003م، ص68.
([50]) عبد العزيز محمد الشناوي: الدولة العثمانية
دولة الإسلام مفترى عليها، 4ج، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 2004م، ج2،
ص191.
([51]) ناصر الدين سعيدوني: ولايات المغرب
العثمانية، الجزائر، تونس، طرابلس الغرب، البصائر للنشر والتوزيع، ط2،
الجزائر، 2014م، ص22.
([52]) عبد المنعم الجميعي: الدولة العثمانية
والمغرب العربي، دار الفكر العربي للطبع والنشر، مصر، 2006م، ص53.
([54]) فرانسوا الأول: (1494-1547م) ملك فرنسا (1515-1547م) أحدث تغييرًا
جذريًا في بنية بلاده الإقتصادية والإجتماعية، أمضى الفترة الأكبر من حكمه في محاولة
الاستيلاء على إيطاليا، ومناوئة الإمبراطور شارلكان... للمزيد ينظر: منير البعلبكي:
معجم أعلام المورد موسوعة تراجم لأشهر الأعلام العرب والأجانب القدامى والمحدثين
مستقاة من موسوعة المورد، دار العلم للملايين، ط1،
بيروت، لبنان، 1992م، ص317.
([55]) إلهام يوسف، ولاء علي صقر: الصراع الإسباني العثماني على تونس (941-
982ه/1534-1574م)، مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية ، سلسلة الأدب
والعلوم الإنسانية ،ع 5 ، (د، م، ن )، 22/11/2018م، ص407.
([56]) محمد فريد بك المحامي: تاريخ
الدولة العلية العثمانية، تح: إحسان حقي، دار النفائس، ط1، بيروت،
1401ه/1981م، ص232.
([57])كربخال مارمول : إفريقيا،تر: محمد حاجي،محمد الأخضر
وأخرون،3ج،دار نشر المعرفة، الرباط،(د،س،ن)،ج3 ، ص32.
)
الماركيز
دي مونديجار: الحاكم العام لمدينة غرناطة، كلفه شارلكان بقيادة أسطول لاحتلال
عنابة... للمزيد ينظر: لحسن قرود: [62](
([64]) بعث الراهب الفلورانسي
من ملك فرنسا إلى خير الدين في شأن بعض أغراضه. ينظر: مارمول كربخال: المصدر
السابق، ج3، ص33.
([66]) نيقولاي ايفانوف: الفتح
العثماني للأقطار العربية (1516-1574م)، تع: يوسف عطا الله، دار الفارابي، ط2،
بيروت، لبنان، 2004م، ص231.
([67]) أحمد بن أبي الضياف: إتحاف أهل الزمان بأخبار
ملوك تونس وعهد الأمان، 8ج، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الدار التونسية
للنشر، الجزائر، تونس، 1974م، ج2، ص13.
([68]) مجهول: غزوات عروج وخير الدين، تصحيح
وتع: نور الدين عبد القادر، المطبعة الثعالبية والمكتبة الأدبية، الجزائر،
1353ه/1934م،، ص95.
([72]) برشلونة: تقع في شمال شرقي شبه جزيرة إسبانيا على
شاطئ البحر الأبيض المتوسط. ينظر: إلهام يوسف، ولاء الصقر: المرجع السابق،
ص408.
([73]) سعيد أحمد برجاوي: الإمبراطورية العثمانية
تاريخها السياسي والعسكري، الأهلية للنشر والتوزيع، بيروت، 1993م، ص116.
([74]) قرطاج: مدينة عتيقة،
اختلف المؤرخون في مؤسسي المدينة فمنهم رأى أن مؤسسها قوم جاءوا من الشام...
للمزيد ينظر: الحسن بن محمد الوزان الفاسي: المصدر السابق، ج2، ص68.
([75]) سنان رئيس: أصله من إيطاليا،
وكان نصرانيا واسمه (سيبون سيكالا)، وقع في أسر الأتراك فأسلم وحسن إسلامه، تقلد
سنان باشا العديد من المناصب في الدولة العثمانية... للمزيد ينظر: رابحه محمد خضير
عيسى: المرجع السابق، ص352.
([77]) عبد القادر فكاير: الصراع الجزائري الإسباني
في الحوض الغربي للبحر المتوسط خلال القرن السادس عشر، رسالة لنيل شهادة
الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر، إشراف: جمال قنان، جامعة الجزائر، الجزائر،
2000/2001م، ص152.
([80]) عبد القادر فكاير: الصراع الجزائري الإسباني في
الحوض الغربي للبحر المتوسط خلال القرن السادس عشر، المرجع السابق، ص152.
([83]) خلال إحدى هجمات العثمانيين اندس آلاف البدو بين صفوفهم بشكل مفاجئ، في
حين كانوا قبل ذلك يقفون جانبا يراقبون سير القتال دون أن يتدخلوا فيه، وأثناء هجوم
العثمانيين ظنوا أن خير الدين على وشك إحراز النصر فقرروا دعم جهوده، ولكن ذلك
الدعم انعكس سلبًا على خير الدين. ينظر: نيقولاي ايفانوف:
المرجع نفسه، ص233.
([91]) Moulay Belhamissi: Marine et Marin D’Alger (1518-1830) ,3T ,Bibliothèque nationale d’Algérie, Alger, 1996, T1, P140.
([93]) محمد بن محمد الأندلسي الوزير السراج: الحلل
السندسية في الأخبار التونسية، 3ج، تح: محمد الحبيب هلية، دار الغرب الإسلامي،
ط1، بيروت، لبنان، 1985م، ج2، ص205.
([98]) محمد بن خوجة: صفحات من تاريخ تونس، تق
وتح: حمادي الساحلي، الجيلاني بن الحاج يحي، دار الغرب الإسلامي، ط1، بيروت،
1986م، ص298.
([108]) محمد العروسي المطوي: الحروب الصليبية في
المشرق والمغرب، دار المغرب الإسلامي، ط2، تونس، 1982م، ص270.
([110]) عبد الكريم الفيلالي: التاريخ السياسي للمغرب
العربي الكبير، 12ج، شركة تاس للطباعة، ط1، القاهرة، 2006م، ج3، ص268.
([111]) الدوكة: نوع من النقود
الإسبانية قيمة الواحدة من العشرة إلى الإثني عشر فرنكا ذهبيا. ينظر حسن حسني عبد
الوهاب: المرجع السابق، ص127.
([114]) برناردو دي ماندوزا: من قادة البحرية
الإسبانية ومستشار شارلكان أثناء احتلال تونس...للمزيد ينظر: نفسه، ص181.
([117]) المهدية: من عواصم الساحل التونسي أسسها المهدي
عبيد الله الشيعي... للمزيد ينظر: الحبيب تامر: هذه تونس، مكتب المغرب
العربي، (د.م.ن)، (د.س.ن)، ص04.
([124]) عبد القادر فكاير: الصراع الجزائري الإسباني
في الحوض الغربي للبحر المتوسط خلال القرن السادس عشر، المرجع السابق، ص157.
([128]) عبد القادر فكاير: الصراع الإسباني في الحوض
الغربي للبحر الأبيض المتوسط خلال القرن السادس عشر، المرجع السابق، ص158.
([130]) عبد القادر فكاير: الصراع الجزائري الاسباني
في الحوض الغربي للبحر المتوسط خلال القرن السادس عشر، المرجع نفسه، ص158.
([138]) القليبية: قلعة مبنية على هضبة كبيرة، تبعد بميل واحد من الساحل، وعن
مدينة الحمامات بــ35 ميل... للمزيد ينظر: يعقوب جايماز أوغلي: تونس من خلال كتاب
بحرية لرحالة التركي بيري رايس في القرن السادس عشر، المجلة التاريخية المغربية،
ع10، جانفي 2003م، ص284.
([141]) علي الشابي: عرفة الشابي رائد النضال القومي
في العهد الحفصي، دار العربية للكتاب، تونس، ليبيا، 1982م، ص136.
([142]) سوسة: تقع سوسة على
البحر، يحيط بها سوار عال، جميل يضمن حمايتها...للمزيد ينظر: إيفالد: رحلة
المشبر إيفالد من تونس إلى طرابلس في سنة 1835م مرورًا بسليمان ونابل والحمامات
وسوسة والمنستير والمهدية وصفاقس وقابس وجربة، تر، تع:منير الغندري: بيت
الحكمة، تونس، 1991م، ص40.
([147]) صفاقس: مدينة عتيقة
بناها الأفارقة على ساحل البحر المتوسط... للمزيد ينظر: الحسن بن محمد الوزان
الفاسي: المصدر السابق، ج2، ص87.
([150]) المنستير: مدينة عتيقة بناها
الرومان على ساحل البحر، بعيدة بنحو اثني عشر ميلا عن سوسة... للمزيد ينظر: الحسن
بن محمد الوزان الفاسي: المصدر السابق، ج2، ص87.
([153]) محمد العروسي المطوي: السلطنة الحفصية
تاريخها السياسي ودورها في المغرب الاسلامي، المرجع السابق، ص705.
([154]) عرفة الشابي (1473-1543م): هو عرفة ابن الصوفي الكبير العارف
بالله أحمد بن مخلوف الشابي، عرف بصراعه ضد الإسبان والحسن الحفصي...
للمزيد ينظر: علي الشابي: المرجع السابق، ص ص19، 20.
([156]) يوسف بن حيدة: التواصل الصوفي للطرق الصوفية بين الجزائر وتونس
خلال الفترة العثمانية "الطريقة الشابية نموذجا"، أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه
في التاريخ الحديث والمعاصر، إشراف: محمد مكحلي، جامعة الجيلالي ليابس، سيدي
بلعباس، 2016/2017م، ص118.
([158]) قبيلة أولاد أبي الليل: هي قبيلة لها ستة
شيوخ، أهمهم الشيخ عبد المالك، وعدد فرسان هذه القبيلة يصل إلى ألف ومائتين...
للمزيد ينظر: رحيمة بيشي: المرجع السابق، ص105.
([159]) محمد العروسي المطوي: السلطنة الحفصية
تاريخها السياسي ودورها في المغرب الاسلامي، المرجع نفسه، ص705.
([160]) أولاد سعيد: لم يتمكن الحفصيون من الانتصار عسكريا على قبيلة أولاد سعيد،
فجنحوا لمهادنتها، واعترفوا لها بسيطرتها الفعلية التي اشتملت عليها، مقابل دفع إتاوات
سنوية قدرت بــ6000 دينار...للمزيد ينظر: لحسن
قرود: المرجع السابق، ص188.
([171]) ازداد أمر الحسن الحفصي سواءً حين وقع صحبة
البقية من جيشه في كمين نصبه له خصمه وذلك بإخفاء أربعة عشر ألف فارس في الغابة
وانقضوا عليه في الوقت المناسب ...لمزيد ينظر: نفسه، ص133.
([177]) محمد العروسي المطوي: السلطنة الحفصية
تاريخها السياسي ودورها في المغرب الاسلامي، المرجع السابق، ص706.
([181]) الشافعي درويش: علاقات الإيالات العثمانية في
غرب المتوسط مع إسبانيا خلال القرن العاشر الهجري/ السادس عشر ميلادي، المرجع
السابق، ص119.
([182]) الباجي المسعودي: الخلاصة النقية في أمراء
إفريقية، تق وتح وتع: محمد زينهم، محمد عزب، دار
الآفاق العربية، ط1، القاهرة، 2013م، ص205.
([184]) محمد العروسي المطوي: السلطنة الحفصية
تاريخها السياسي ودورها في المغرب الإسلامي، المرجع السابق، ص712.
الملحق رقم(03):
الرسالة التي أرسلها أهالي
الجزائر إلى السلطان سليم الأول سنة 1511م يعرضون فيها رغبتهم في ضم الجزائر إلى
الدولة العثمانية (أرشيف قصر طوب كابي سراي، إستانبول رقم: 6456) ([1]).
([1]) خير الدين بربروس: المصدر السابق، ص112.
إرسال تعليق