النهضة السياسية والإصلاحية في الجزائر 1830-1962م
النهضة السياسية والإصلاحية في الجزائر 1830-1962م
تقديم
1- كتـــلـــة المحــافــظيـــن
2- كتــــلــــة النــخبــــة
3-أهم الصحف الجزائرية قبل الحرب العالمية الأولى 1894-1914
خاتمة
تقديم:
ساهم في النهضة السياسية والإصلاحية في الجزائر
في هذه الفترة تياران أو كتلتان تشكلتا من إرهاصات هذه الفترة وهما كتلة المحافظين وكتلة النخبة الليبرالية
المتفرنسة ([1])، كما ظهرت في هذه الفترة مجموعة من الصحف الوطنية التي كان لها
تأثير ومساهمة كبيرة في نشر وبلورة الوعي الوطني.
1-
كتـــلـــة
المحــافــظيـــن: bloc conservateurs
نعني بكتلة المحافظين أولئك الشيوخ
والعلماء الذين عارضوا كل القوانين والمشاريع الاستعمارية الفرنسية الرامية إلى
طمس هوية وشخصية الشعب الجزائري،بدأت أفكار ومطالب الكتلة تظهر بشكل علني مع بداية
القرن العشرين20م، وكان تركيز الكتلة من البداية على جملة من المطالب والمبادئ أهمها فكرة
المحافظة على ثوابت الأمة.
تشكلت
الكتلة من المثقفين المتشبعين بالثقافة العربية الإسلامية من العلماء والشيوخ
والمحاربين القدماء ومن بعض الإقطاعيين البرجوازيين وبعض المرابطين من رجال الطرق
والزوايا ، كانوا في معظمهم من أنصار فكرة الجامعة الإسلامية ([2])
،ومن أهم عناصر الكتلة نذكر الأستاذ عبد القادر المجاوي وسعيد بن زكري والأستاذ
عبد الحليم بن سماية والشيخ حمدان بن الونيسي والأستاذ مولود بن الموهوب والأستاذ
محمد بن رحال وقد استطاعت الكتلة مع مرور الوقت تطوير برنامج عملها وتحدد مطالبها
من خلال النقاط الآتية:
-
الدعوة إلى أفكار الجامعة
الإسلامية.
-
المساواة في التمثيل النيابي وفي
الحقوق والواجبات بين الجزائريين والأوروبيين.
-
معارضة أفكار الإدماج والتجنيس والتجنيد
الإجباري.
-
حرية الصحافة ونشر التعليم العربي
الحر واحترام العادات والتقاليد الجزائرية.
-
إلغاء القوانين الاستثنائية كقانون
الأهالي ومصادرة الأراضي والمحاكم الزجرية.
-
حرية الهجرة ولاسيما نحو المشرق
العربي والمساواة في دفع الضرائب.
-
استرجاع العمل بنظام القضاء
الإسلامي في المحاكم الرسمية([3]).
معظم المحافظين كانوا على اتفاق
بأن الجزائر لا تستطيع هزيمة فرنسا في الوقت ولهذا ركزت المجموعة على الثوابت من
أجل الحفاظ على الهوية.
2- كتــــلــــة النــخبــــة: bloc délites libérales
هي مجموعة منافسة للمحافظين تشكلت
من عناصر مثقفة بالثقافة الفرنسية كانوا طموحين ومتفتحين على كل جديد، ظهرت
المجموعة مع بداية القرن العشرين 20م،وفي سنة 1911 أراد أحد عناصر النخبة أن يُعرف بالمجموعة فقال"
..أنهم ثريات الشبان المتخرجين من الجامعات الفرنسية العاملين على نشر الحضارة
الإنسانية.."، كما عرفهم مدير المدرسة الجزائرية في تلمسان جورج مارسي GEORG MARCE " بأنهم أولئك الجزائريين
الذين جمعوا بين الثقافة العربية والثقافة الفرنسية.."، ووصفهم الجزائري علي
مراد ".. بأنهم جماعة تحسن اللغتين العربية والفرنسية وينتمون إلى الطبقة
المثقفة..".
كما وصفهم المؤرخ الفرنسي لوري
بوليوlori beaulieu بالجزائريين المتأوربين، وقد أحسن
التعبير حينما وصفهم الكاتب الفرنسي الاشتراكي جون جوريس JEAN JAURES بأنهم أناس ضائعون بين الحضارتين
العربية والأوروبية.
يتفق
معظم الكّتاب والمؤرخين يتفقون على أن ميلاد النخبة الجزائرية كان بطيئاً وعسيراً، وقد وصف
الكاتب الفرنسي بوسكي BOSQUE طريقة ظهور النخبة بأنها كانت مؤلمة وبطيئة([4]).
أما الصحفي والكاتب الفرنسي سيرفي
فقد قارن النخبة الجزائرية بجماعة تركيا الفتاة وجماعة مصر الفتاة في الطموح والآمال
في تولي الزعامة السياسية فقد وصفهم بأنهم الفخورون والواعون لدورهم عكس أعضاء
تركيا الفتاة ومصر الفتاة الذين كانوا متعصبين إلى القطرية الضيقة.
معظم عناصر النخبة تبنوا أفكار الغرب ووسائل عيش
وعمل وثقافة الغرب، بل أرادوا تحويل المجتمع الجزائري إلى مجتمع تحكمه القوانين
الفرنسية لذلك تزوج الكثير منهم بأوروبيات فرنسيات ورطنوا باللغة الفرنسية كما
أرسلوا أطفالهم إلى المدارس الفرنسية.
تشكلت كتلتهم من الأطباء والمحامين والصيادلة والمترجمين
والصحفيين والقضاة زمن أهم عناصر النخبة نذكر الأسماء الآتية: الدكتور أبة القاسم بن
التهامي (من مستغانم)، والمحامي حاج سعيد (من بقسنطينة) والصيدلي فرحات عباس(من
الطاهير)، والدكتور محمد صالح بن جلول (من قسنطينة)،والعربي فخار وصادق دندان وبلقاسم
بن سديرة، والدكتور صلاح سعدان، والدكتور الأخضري (من قالمة)، والأساتذة الزين بن
ثابت، وسيد قارة (من وهران)، وسيد بومدين شكيكن، وعبد النور تامزالي (من الجزائر )،
وأحمد بريهمات، وأحمد ضربة، والشريف بن حبيلس،وإسماعيل حامد، وسعيد الفاسي، وقد
استطاعت الكتلة مع مرور الوقت بلورة برنامج عملها في النقاط الآتية::
1-
إصلاح التعليم العربي والفرنسي والأحوال
الاجتماعية.
2-
الاهتمام بفئات العمال والفلاحين.
3-
نشر التعليم الفرنسي والثقافة
الغربية من أجل تطوير المجتمع.
4-
القبول بفكرة التجنيس والإدماج والتجنيد
الإجباري.
5-
المساواة في الحقوق والواجبات بين
الجزائريين والمعمرين الكولون كالانتخابات والتمثيل النيابي في المجالس المنتخبة.
6-
إلغاء القوانين الاستثنائية قانون
الأهالي والعقاب الجماعي([5]).
3-
أهم الصحف الجزائرية قبل الحرب
العالمية الأولى 1894-1914: ظهرت في هذه الفترة عدّة صحف كان
وراءها جزائريون ساهمت مساهمة فعالة في نشر وبلورة الوعي الوطني الجزائر وكان من
أهم هذه الصحف:
1-
صحيفة الحق لمؤسسها سليمان بنفي
صدرت في مدينة عنابة ما بين 1893-1894م باللغتين
2-
صحيفة المصباح لمؤسسها العربي فخار
صدرت في مدينة وهران ما بين 1904-1905م باللغتين.
3-
صحيفة كوكب إفريقيا لمؤسسها كحول
محمود صدرت في الجزائر العاصمة ما بين 1905-1914 م باللغة العربية.
4-
صحيفة الجزائر لمؤسسها عمر راسم
صدرت بالجزائر العاصمة سنة 1908.
5-
صحيفة الإسلام لمؤسسها عبد العزيز
طبيل وصادق دندان صدرت في مدينة عنابة والجزائر العاصمة ما بين 1909-1914م باللغتين.
6-
صحيفة الراية الجزائرية لمؤسسها
عبد العزيز طبيل صدرت في مدينة عنابة ما بين 1910-1911 باللغة الفرنسية.
7-
صحيفة الراشدي لمؤسسها حاج عمار
حمو صدرت في مدينة جيجل ما بين 1911-1913م باللغتين.
8-
صحيفة الفاروق لمؤسسها عمر بن قدور
صدرت بالجزائر العاصمة ما بين 1913-1914 باللغة العربية.
9-
صحيفة السجيع لمؤسسها الطيب قدة
صدرت بمدينة قسنطينة ما بين مارس 1912- جوان 1912 باللغة الفرنسية.
10-
صحيفة البريد الجزائري لمؤسسها
القلال صدرت بالجزائر العاصمة سنة 1913 باللغة العربية.
11-
صحيفة ذو الفقار لمؤسسها عمر راسم
صدرت بالجزائر العاصمة ما بين 1913-1914م باللغة العربية([6]).
-خاتمة:
تعتبر المرحلة التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الأولى من أهم المراحل
التي عرفتها الجزائر المستعمرة وذلك بسبب ظهور طبقة مثقفة جزائرية كان لها شأن
كبير في رسم ملامح وجه النضال السياسي والإصلاحي في الجزائر.
اقرأ أيضا:
الأصول والجذور الأولى لظهور وتأسيّس الحركة الوطنية في الجزائر
أسباب وظروف وعوامل ظهور الحركة الوطنية في الجزائر
النهضة السياسية والإصلاحية في الجزائر 1830-1962م
الظروف العامة التي عاشتها الجزائر بعد الحرب العالمية الأولى
حركة الأمير خالد 1875- 1936 -الحركة الوطنية الجزائرية-
إرسال تعليق