U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

إنتشار الإسلام وقيام ممالك إفريقيا جنوب الصحراء

 إنتشار الإسلام وقيام ممالك إفريقيا جنوب الصحراء




إنتشار الإسلام وقيام ممالك إفريقيا جنوب الصحراء


- مقدمة (إنتشار الإسلام ببلاد السودان).
- تشكّل الممالك الإفريقية (التطور التاريخي).


المصطلح

مصطلح "إفريقيا جنوب الصحراء" يجرّنا مباشرة إلى التمييز بين عالمين مختلفين في النصف الشمالي للقارة الافريقية، تفصل بينهما صحراء شاسعة، قسم شمالي وآخر جنوبي يعرف اصطلاحا بجنوب الصحراء.

التسمية

إفريقيا جنوب الصحراء هي ما كان يعرف في العهد الإسلامي الأول بـ"بلاد السودان"، وهي نفسها التي أصبحت تعرف اليوم بـ"الساحل".

يهدف المقياس أيضا إلى تبيين دور هذه المنطقة في التواصل الحضاري بين شمال الصحراء وجنوبها في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

الإطار الجغرافي

تمتدّ منطقة جنوب الصحراء على عرض القارة الإفريقية، حيث يحدّها من الشمال "الصحراء الكبرى" ويليها بلاد المغرب أو ما يسمى أيضا بـ"شمال إفريقيا".

الإطار الزمني

الفترة موضوع الدراسة هي الفترة الحديثة التي تمتد من القرن 16م إلى القرن نهية القرن الثامن عشر الميلاديين.


سبق وأن أشرنا إلى أن الإطار الجغرافي لإفريقيا جنوب الصحراء في القارة الإفريقية هو تلك المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى التي تمتد من نهر النيل شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، حيث تشكل هذه الصحراء حاجزا طبيعيا بارزا صعب التواصل بين الشمال والجنوب بحكم طبيعتها القاسية التي دفعت بالاستقرار البشري إلى ضفاف هذه الصحراء جنوبها وشمالها، وجعلت منها معبرا بين الضفتين.

العلاقات والتأثيرات المتبادلة بين الشمال والجنوب قديمة وهي تجارية أساسا، حيث كان يتم تبادل العاج والذهب والرقيق المستقدم من طرف الزنوج، بالزجاج، والملح (الذي كان مادة أساسية في حفظ الأطعة وتخزينها)، والقمح، وبعض الخضر والفواكه والمنتجات المتعلقة بها والمستقدمة من الشمال. (وايدنر، 1976، صفحة 25).

الأنهار كان لها دور كبير في تسهيل عملية التواصل بين مختلف مناطق بلاد السودان، فبالنسبة لنهر النيجر، كان وسيلة اتصال هامة من الغرب إلى الشرق (غينيا الحاليّة إلى نيجيريا الحاليّة أيضا)، ومن الشمال إلى الجنوب، حيث يتم تبادل الملح بالذهب أساسا، وفي تلك المنطقة ظهرت مملكة غانا التي سيطرت على مناجم الملح، بينما بقي الذهب في يد القبائل الأخرى حسبما يظهر في الخريطة أدناه:



(وايدنر، 1976، الصفحات 26-27).

من حين لآخر كانت الصراعات السياسية والخطوط التجارية تقود البربر المسلمين من قبيلة صنهاجة مثلا إلى حواف نهر النيجر ونهر السنغال والذي كان يعرف باسمها "نهر صنهاجة"، حيث بدأ الإسلام بالانتشار تدريجيا، لكنه لم يكن متعمقا وراسخا بالقدر الكاف الذي يمنع ارتداد بعض القبائل حقا. لكن المشكل الأساسي الذي يواجه الباحث في تاريخ إفريقيا جنوب الصحراء هو مشكل المصادر، خاصة ما تعلق بتاريخ بلاد السودان المبكر.

من المصادر الأساسية التي تحدثت عن بلاد السودان نجد "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" لمؤلفه: أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي (وُلد عام 1100 م (493هـ ) وُتوفي عام 1166م (559هـ)، حيث اعتمد عليه الأروبيون كثيرا وكذلك الشرقيون نظرا لدقته معلوماته، وفيما يتعلق ببلاد السودان فقد ذكر مدنها والمسافات التي تفصل بينها وبين الشمال أيضا.

كما تبرز في ما يتعلق بالقرنين الثامن والتاسع الميلاديين أي الثاني والثالث الهجريين المصادر المتعلقة بالدولة الرستمية (160-296ه / 776- 909م) التي ذكرت بلاد السودان والدور الذي كان لهذه الدولة في نشر الإسلام به، والتأثيرات التي تركتها فيه، والعلاقات بين الرستميين وممالك بلاد السودان الغربي على الخصوص.

ما رواه ابن الصغير (ق. 3ه) عن التجارة مع بلاد السودان يعد مصدرا بالغ الأهمية حيث وفي السنوات الأولى من عمر هذه الدولة فُتِحت الطرق مع بلاد السودان (الصغير، صفحة 32). ومثله في الأهمية ما ذكرته كتب السير الإباضية. ومن أبرز الكتب في هذا الصدد "كتاب السير" للشماخي (ت: 928 هـ / 1521م). ولكن ابن الصغير يسبق حتى اليعقوبي في "كتاب البلدان" فيما يتعلق بالقرب من الفترة الزمنية التي كتب عنها. كما ذكر المسعودي شيئا من أخبار السودان والحبشة.


 

قائمة المصادر والمراجع

ابن الصغير. أخبار الأئمة الرستميين. بيروت - لبنان: دار الغرب الإسلامي.

إلياس حسين أحمد. (بلا تاريخ). دور فقهاء الإباضية في إسلام مملكة مالي.

دونالد وايدنر. (1976). تاريخ إفريقيا جنوب الصحراء. القاهرة - نيويورك: مؤسسة سجل العرب و مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر.

 

           

 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة