U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

هجرة القبائل الحسانية وتشكيل المجتمع الموريتاني


هجرة القبائل الحسانية وتشكيل المجتمع الموريتاني



 الهجرة الحسانية ونزوحها نحو بلاذ شنقيط:
        خلف المعز ابن باديس الصنهاجي سنة408هــ/1018م أباه على ملك صنهاجة الذي اقطعهم الشيعة إياه بعد رحيلهم من افريقية إلى مصر .و كان المعز يميل إلى مذاهب السنة نافرا من مذهب العبيديين .ثم محا اسم العبيديين من المنابر و أرسل بالبيعة إلى الخليفة العباسي أبي جعفر بن القادر سنة 437هـ/1045م .
      وصل الخبر إلى الخليفة الفاطمي المستنصر العبيدي و وجوه دولته فأشاروا عليه بتولية قبائل بني هلال و بني سليم المضرية أعمال افريقية و دفعهم إلى حرب صنهاجة بها .
     كان بنو هلال و بنو سليم أهل بادية و نجعة بالحجاز و نجد و ربما وصلوا أطراف العراق و الشام ، و لما تغلب العزيز بن المعز العبيدي على القرامطة بالشام ، نقلهم إلى صعيد مصر ، ثم حرضهم على عبور نهر النيل و أعطاهم المغرب وملك المعز ابن باديس ، فكان لقبائل سليم الشرق و لقبائل هلال الغرب .
      انضم إلى بني هلال بعض أبناء عمومتهم ببرقة كما انضم إليهم بنو جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور من العدنانيين فأصبحوا في عدادهم و انضم إليهم الخلط الذين ينتسبون في جشم تخليطا و هم من بني عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر العدناني و انضم إليهم بنو المعقل الذين ينتسبون إلى جعفر بن آبي طالب و كانوا قليلي العدد اعترضهم بنو سليم و تحيزا إلى الهلاليين و إلى بطن زغبة خاصة و انتقلوا معهم إلى المغرب الاقصى و بقيت جماعة منهم قليلة اندرجت في جملة بني كعب بن سليم .
     اجتاحت قبائل بني سليم و بني هلال و من معهم من عرب المعقل افريقية و المغرب الاقصى و انتشروا في هذه البلاد .
     حكم الموحدون بلاد المغرب سنة 541هــ/1049م و زحفوا إلى افريقية و انحرفت عنهم طائفة كبيرة من الهلاليين ، خرج أبناء غانية المسوفيين الصنهاجيين على الموحدين و استمالوا بني سليم و من جاورهم و خالفتهم زغبة و عرب المعقل فدارت الدائر ة على ابن غانية و حلفاؤه و نفاهم إلى المغرب الافصى فكان لرياح بلاد المغرب و لجشم بلاد الحوز و كان ذلك سنة 584هــ/1188م .
      كافأ الموحدون قبائل زغبة و عرب المعقل فصاروا يدا واحدة مع بني بادين من زناتة في حماية المغرب الاوسط ، و لما ظعنت زناتة بالى الامصار و انحرفت زغبة إلى المدن خلت التلول لعرب المعقل و كانوا في جوار بني عامر بن زغبة بنواحي ملوية و رمال تافلالت فعفوا و كثروا و نموا حتى غصت بهم قفار المغرب فملكوا قصور السوس و قصور زناتة و انضم إليهم أحياء من قبائل رياح و الاثيج و فزارة و أشجع و غيرهم . 
تفريعات قبائل المعقل و مواطنهم 
المعقل جد قبائل المعقل لو ولدان : سجير – محمد 
- سجير لو عبيد الله و ثعلب 
- محمد له منصور – المختار – جلال – سالم (سلام ) – عثمان
 بنو منصور منهم معظم قبائل المعقل و جمهورهم مواطنه تخوم المغرب الاقصى و بطونهم أربعة : أولاد حسين و أولاد أبي الحسين و هما شقيقان ، أولاد عمران (العمارنة ) و أولاد منبا ( المنبات ) و هما شقيقان .كانت لهم مع الدولة المرينية وقعات وفتن أذىبت قوتهم . 
أما جلال و سالم (سلام ) و عثمان فشكلوا قبيلة ارڴيطات و كانوا ببادية بني مختار . أما المختار فعقب يعرفون ببني المختار و هم فرعين : الشبانات و بني حسان .، أما بنو حسان الاكبر فهم قبائل منهم : اعريب – أولاد اسعيد – بنو حسان ( حسان الاصغر ) الذين تجاوزوا إلى بلاد شنقيط . 
        كانت مواطن بني حسان بل بني المختار كلهم و من معهم بنواحي ملوية و درعة و تمتد مجالات ظعنهم حتى المحيط الاطلسي و ينتجعون السوس الاقصى إلى مضارب الملثمين بين بلاد السوس و بلاد شنقيط و شاركوا في حماية الربع الحاجز بين بلاد السودان و بلاد المغرب . 
     استقر بنو حسان في مواطن السوس لاتساعها و عدم المزاحمة فيها و غلبوا جزولة على مجالاتها و غلب الشبانات لمطة على مجالهم و غلب المنبات على سجلماسة سنة 660هــ/1262م . 
    واخذ بنو حسان ينتجعون و يجيبون الصحراء صوب بلاد الملثمين من بلاد شنقيط و في سنة 786هــ /1287 م اصطدم بهم السلطان المريني آبي يعقوب بن آبي يوسف و ألجأهم إلى الفيافي و القفار . 
    ضاقت بهم بلاد السوس و بدؤوا يستقرون على أبواب المدخل الشمالي لبلاد شنقيط بعد أن هددتهم الحروب و المجاعة و الأوبئة . 
     في سنة 762هــ / 1361م زاحم بنو حسان و اعريب قبيلة ابدوڴل اللمتونية و قبيلة مسوفة في اڴايدي الشمالي و كان لهم مزاحمة لقبائل اڴداله الساحلية بالساقية الحمراء و وادي الذهب ثم اقر لهم ابدوڴل على خفارة القوافل في تلك المنطقة بعد أن أصبحوا أصهارا لهم حينما تزوج عثمان بن مغفر الذي كان أميرا من بني حسان من مروشه بنت الأحمر الصنهاجي . 
     حيث عرفت موريتانيا بداية القرن 8هــ/14م وفود قبائل بني حسان العربية المنحدرة من قبائل المعقل التي جاءت مع الهجرة الهلالية إلى شمال افريقيا، ّ ، وتمكنت من بسط سلطانها السياسي والعسكري على السكان الذين كانوا يعمرون البلاد وهم على ما يبدو قبائل بربرية اللسان، مسلمة إسلاما سنيا موروثا عن حركة المرابطين .
     وقد أرغمت القبائل الصنهاجية المهزومة بعد صراعها مع قبائل بني حسان العربية على التفرغ للنشاطات التجارية والشؤون العلمية والدينية وأصبح المجتمع  الموريتاني مكونا من طبقات أعلاها طبقة المحاربين وتسمى العرب أو حسان  وأغلبها من القبائل الحسانية المهاجرة التي احترفت الغزو والنهب و أدت هذه الحرب الصنهاجية الحسانية إلى انتصار بني حسان و انتشارهم في كافة ربوع شنقيط. 
الاستنتاج:
     ومما نستفيد منه أن موريتانيا الحالية تشكلت في ظروف منها ما تكون دات اختلفات إتسمت بالتأثيرات الجغرافية على إختلاف إتجهاتها شمالا وجنوبا وكذا ما يعرف بالمجال الهجراتي للقبائل الناشطة في قلب الصحراء الكبرى وغرب إفريقيا . 
الموقع الجغرافي لموريتانيا جعل منها منطقة عبور لعديد القوافل وتأسيس لمختلف المدن التي قامت وسقطت نتيجة توافد عناصر مختلفة . رغبة القبائل الحسانية في نشر الثقافة العربية مع انها لم تكن لتجعل لها أهداف سياسية وذلك مما لوحظ في إنتصابها في مناطق مختلفة إلى أن توحدت بفعل الشمولية والصراعات مع القبائل الأخرى .          التحول الذي شهدته موريتانيا على مستوى الثقافة والعادات والتقاليد أواسط المجتمع نتيجة تغلغل العناصر الحسانية التي إستفادت من طبيعة الموريتانيين وتقبلهم العنصر الخارجي الذي يبرز بطريقة ما أنه يبدي اهتمام في تنشيط الحركة السياسية العلمية والثقافية في المنطقة تمركز الحسانيين في موريتانيا وبسط سلطانهم هو نتاج الهجرات التي لطالما إستفادو منها فجعلو لهم الجو المنسب في تكوين نواة المجتمع الموريتاني الحديث. 

المصادر والمراجع المعتمدة:
 1-المختار بن حامد: حياة موريتانيا، مطبعة النجاح الجديدة ، الدار البيضاء 2009. 2-الحسين بن محنض :كتاب تاريخ موريتانيا القديم و الوسيط ج 1 لمؤلفو : المطبعة : دار الفكر 2010 
3-حماه الله ولد السالم: تاريخ بلاذ شنكيطي ، دار الكتب العلمية ،لبنان،2010
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة