U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

تحليل نص تاريخي هدايا القناصل إلى دايات الجزائر

تحليل نص تاريخي هدايا القناصل إلى دايات الجزائر

هدايا القناصل إلى دايات الجزائر


وجريا على تقليد شرقي قديم ,فان القنصل عندما يقدم أوراق اعتماد في الجزائر, يقدم أيضا هدية الى الداي و الى كبار الضباط في الايالة,وهذه العادة كانت في مبدا الامر, بدون شك ,مجرد مبادرة للمجاملة و الاعراب عن التقدير, و لكن بمرور الزمن و تضعضع أحوال الدول تقدم الى أصحابها فلا تثير في نفوسهم أي شعور بالرضا.وقبل ان يمنح القنصل الاذن بالنزول من السفينة التي تقله, يجري تحقيق حول ما اذا كان يحمل معه الهدية التقليدية ,وهذه الهدايا حينما تقدم الى أصحابها لا تثير في نفوسهم أي شعور بالرضا, بل على عكس ,فكثيرا ما تعاد الهدايا الى القنصل باعتبارها غير كافية, وعقب ذلك يدخل المهدي و المهدى اليه في مفاوضات في الموضوع تنتهي عادة في صالح الأخير.وباختصار,فان الهدايا التي يقدمها القنصل في الجزائر لدى تقديم أوراق اعتماده,لم تعد تتسم بطابع منحة ودية,بل ان الامر ذهب بولاة الأمور الى حد المطالبة, بحجة ان القناصل لا يتغيرون في وقت قصير, بدفع الهدية مرة في كل سنتين .وهذا الدعاء استجابت له الدول التي تدفع الضرائب للجزائر. وكذلك أصبحت هذه الهدية تسمى الان"هديةالسنتين" وفي حالات معينة,دفعت الهدية القنصلية وهدية السنتين باعتبارهما دينان  احدهما مستقل عن الاخر.وعلى الرغم من ان بريطانيا كانت تغير قناصلهاكثيرا,بناء على شكوى سلطات الايالة, فقد كانت تقتصد في الهدايا التي قلما زادت على المبالغ
السنوية التي تدفعها الدول البحرية التي ترتبط بمعاهدات مع الجزائر.ولكن فرنسا واسبانيا,بحجة ابراز عظمة ملوكها كثيرا ما تدفع الهدية القنصلية ضعفين او ثلاثة او أربعة اضعاف.
وعندما يرسو اسطول اوسفينة حربية في مرسى الجزائر,تطلق المدافع واحدةو عشرين طلقة على سبيل التحية,وعقب ذلك, يقوم الاسطول او السفينة الحربية برد التحية بعدد مماثل من الطلقات ,ومتى نزل قائد الاسطول او السفينة الى البر ,تطلق المدافع أيضا  خمس طلقات تحية له,وهذه التحية تكرر عندما يرحل نهائيا .ومتى  استمرت إقامة اسطول او سفينة حربية في الميناء ثلاثةأيام,أرسلت السلطات اليها هدية, وهي عبارة عن عجول ودجاج وخبز وفواكه وخضر , وبعد ذلك, يدفع قنصل الدولة التي يتبعها الاسطول , او السفينة , 40دولارا للتحية ومبلغ 14 دولارا في مقابل الهدية.  

-------------------------------------------------

مذكرات وليام شالر قنصل أمريكا في الجزائر 1816-1824 تعريب وتقديم إسماعيل العربي، ,ص 65-66.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة