U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

تونس تحت حكم حمودة باشا


تــونــس تـحـت حــكــم حـمـودة بـاشـا


تونس تحت حكم حمودة باشا : تعهد علي باشا قبل وفاته بالتخلي عن العرش الأبناء شقيقه لأنه لم يرزق بولد من زوجته العربية ، غير أنه تخلى عن هذه الفكرة وخالف القاعدة لصالح ابنه حمودة ، الذي كان أصغر سنا من ابني عمه ، ولقد بدأ على باشا في تحضير ابنه لولاية العرش ، إذ عينه مساعدا له في تسيير شؤون الإيالة ، كما يبدأ حمودة في اكتساب الخبرة في التسيير ، خاصة وأنه كانت لديه كفاءة عالية في الإقناع وهو ما أدى إلى توطيد العلاقة مع فرنسا بعد معاهدة الصلح التي عقدت سنة 1770، ومنذ سنة 1770 شرع في ممارسة بعض شؤون الإيالة ، إذ عينه والده للنظر في القضايا المعروضة على الباي كما قاد المحلة بنفسه سنة 1777م. ولكي لا يوجد عداوة بين ابنه وأبناء عمه زوج علي باشا محمود باي والذي كان الأكبر سنا والأحق بالولاية والعرش من احدى بناته حتى يضمن أنه لن يعارض على تقديم حمودة إلى الولاية منه ، ولقد وافق محمود باي على تقديم حمودة عليه نظرا لكفاءته وخبرته و أيضا لأن محمود باي كان يعاني من مرض عضال ، فنصب علي باشا أبنه لمباشرة الأمور عنه في سنة 1770- البيعة الأولى - كما راسل علي باشا السلطان العثماني سليم التالت لإضفاء الشرعية على تولية ايئه حمودة باشا عرش تونس.  كما أبقى على وزراء أبيه في مكانهم، وخاصة مصطفی خوجة الذي يتميز بخبرة فائقة في التسيير منذ حكم أبيه علىي باشا  وبلك حافظ حمودة على الشخصية الأولى في الوزارة، وتذكر المصادر بأن ثلاثين سنة التي بقي فيها هذا الوزير في الحكم تقدمت البلاد التونسية خطوات كبيرة في طريق التمدن والتقدم، مع ازدهار ثروة البلاد التي ليس لها مثيل في تاريخ تونس الحديث.


أعماله وانجازاته : 1/ قضائه على الخلافات بينه وبين أفراد عائلته، رغبة منه في إبعاد الفتن والمحن عن بلاده، إذ استعمل الود وحسن التعامل من جهة والقوة والبطش والعنف ضدهم، خاصة تقريبه لابن عمه محمود وإخوته، فتمكن حمودة من ضمان این عمه إلى صفه، وبهذا أبعد كل من يتربص به خاصة من الجزائر التي كانت دائما تتخل بدعوى مناصرة أصحاب الحق الشرعي في الحكم. 


2/ إصلاح الإدارة وإبعاد الأتراك من المناصب الحساسة في الدولة، خاصة من الإدارة والجيش، إذ بدأ بالسلطة وجعل الحكم حكما مطلق بيده، وقرب إليه القادة والوزراء غير الأتراك، إذ أزاح الأتراك شيئا فشيئا فكان إصلاحا إداريا شاملا (تنحية العنصر التركي وازاحته من تأتيره ومسؤولياته في البلاد).


 3/تعيين التونسيين والنصارى واليهود والمماليك في تلك الوظائف مكان الأتراك (  في نظره أن الأتراك أقرب للجزائر منهم إلى التونسيين). 


4/تفضيله للشباب ليحلوا محل الشيوخ في الوظائف، وكذا إقدامه على السماح للإداريين وأصحاب النفوذ والسلطة من الوزراء والأعيان بالزواج لكي لا يبتعدوا عن خدمة البلاد ويتفرغون لعائلاتهم والابتعاد عن واجباتهم الإدارية، كما حدث مع وزبره مصطفی خوجة.


5/مراقبة القياد الذين كانوا يضطهدون الشعب دون معاقبة فقد سعى حمودة باشا إلى تقييدهم ومراقبة أعمالهم والإشراف عليها بعيون تخبره بكل شيء يقومون به، فكان بذلك يشرف على شؤون الدولة الداخلية والخارجية بجميع جزئياتها.


 6/قلص عدد كبار المسؤولين عن الإدارة والحكم، وهو الأمر الذي تقادی به حمودة باشا المشاكل والتعقيدات الموجودة في البيروقراطية الأوروبية مما يجعل الخزينة تتقلص، و أنقذ الخزينة من مصاريف زائدة وإضافية، ومن الفوائد الإصلاح الإداري أيضا أنه كلما تقلص عند المسؤولين سهل عليه مراقبتهم ( اكتشاف أي ظلم و استبداد).


7/اهتمامه بالجيش اهتماما بالغا ورغبته في الاستقرار الداخلي، ومن أهم الأسباب التي جعلته يهتم بجيشه- الأسطول تصميمه على التخلص من النفوذ وتسلط الجزائري على تونس ونيل استقلاله من داي الجزائر، والأمر الثاني ما حدث سنة1794م عندما تدخلت الدولة العثمانية في شؤون طرابلس الغرب (ليبيا) وتعيينها لعلى برغل التي إحتل طرابلس وجزيرة جربة التونسية، وفي المسألة التي تدخل فيها حمودة باشا وأنهاها باحتلال طرابلس وإرجاع الحكم إلى أصحابه بعد إجلاء علي برغل عتها، كما بلغت مصاريف الجيش تكاليف باهظة وميزانية هائلة( وتذكر المصادر بأن هذه الأموال تصرف على الجيش إما مردها لرغبة حمودة باشا في الاستعداد لمجابهة الجزائريين ).


8/ استيائه من الجند الأتراك إذ رأى بأن تقودهم في تزايد، وفي نفس الوقت ممارساتهم تجاه الشعب مما جعل حمودة باشا يعمل على إيجاد مخرج لهم كان يشغلهم بعمل خارج البلاد حتى يحافظ على الأمن والاستقرار الداخلي، وكذلك يسكت غضب الأهالي ويهدي من كرههم لهم، كما أصدر حمودة باشا ما يعرف برسالة في السياسات الشرعية، إذ أمر قاضيه بيرم الأول أن يصدر قانونا شرعيا يمكن الباي من إلقاء القبض على من تحوم حوله الشبهات بمجرد الظن.


9/ ومن أهم إنجازاته أيضا تعزيز الجيش بعناصر معظمهم من التونسيين، ومرد ذلك أن حمودة باشا يسعى إلى التخلي شيئا فشيئا  عن الجنود الأتراك  وهذا خوفا من التمرد عليه وأيضا أنشأ عناصر من الزواوة في الجيش وقربهم إليه (كره الزواوة البربر للعناصر التركية) ومن التشكيلات التي اهتم بها حمودة باشا في جيشه ضد الأتراك والجزائريين(المتطوعون من القبائل والمتطوعون من الشعب وكذا عناصر المخزن( عساكر الخيالة غير نظامية) وهناك أيضا عناصر أخرى مثل الكراغلة والمماليك الأوروبيين الذين أسلموا واستقروا في البلاد، حيث استطاع بهذا الجيش وتشكيلاته من الانتصار في حربه على الجزائر سنة 1807م والانتصار على علي برغل في طرابلس سنة 1794م وقضائه على تقود الجنود الأتراك نهائيا.


10/اهتمامه بتسليح جيشه بأحدث الوسائل الحربية الاروبية من أجل تحقيق هذا فقط سن قوانين تسمح بدخول كل أنواع أسلحة أو ذخيرة حربية، كما أن فرض على فرنسا وبريطانيا دفع أسلحة وذخيرة حربية مقابل القمح و الحبوب من تونس۔


11/كما أنشأ حمودة باشا مصانع حربية عصرية في تونس، وهي معامل أنشأها من أجل التهيؤ للدفاع عن البلاد من تدخل الجزائريين و استبداهم و أخذ استقلاله منهم، منها بناءه عدة موانئ ومصانع للسفن ،



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة