U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

المؤسسات العثمانية في الدول المغاربية ايالة الجزائر-ايالة تونس-ايالة طرابلس الغرب خلال العهد العثماني

المؤسسات العثمانية  في الدول المغاربية ايالة الجزائر-ايالة تونس-ايالة طرابلس الغرب خلال العهد العثماني


تمهيد:

1-المؤسسات العسكرية.

2- المؤسسات الإدارية والسياسية.

1- المؤسسات الاجتماعية والثقافية.

تمهيد:
     إن دخول الإيالات المغاربية تحت النفوذ العثماني،دفع بحكامها العثمانيين إلى المسارعة بإنشاء عدة مؤسسات مختلفة شبيهة أو مستمدة بصورة عامة من مؤسسات الدولة العثمانية،هذه المؤسسات التي ساعدتهم على تنظيم وتسيير المجتمع وتسييره وتوجيهه،كما ساعدتهم على تثبيث حكمهم وتعزيز سلطتهم،ومنحتهم مكانة مرموقة وهيبة إقليمية ودولية،جعلت الدول الأجنبية تتعامل معها كدول مستقلة،وقد إختلفت نوعا ما تلك المؤسسات في مجمل الإيالات المغاربية، ولكنها كانت في الأجمل متشابهة ، فماهي تلك المؤسسات التي إعتمدها العثمانيون في بلاد المغرب ؟

1-المؤسسة العسكرية:   بدخول الجزائر وتونس وطرابلس في كنف الدولة العثمانية ، طبق عليها نظام الحكم العثماني القائم على التنظيم العسكري. وكانت الدولة العثمانية من بين الكيانات السياسية التي أبكرت في هذا الميدان إلى جانب المملكة الإسبانية. ومن هذا المنطلق حاولت دراسة النظام العسكري لهذه الإيالات بدأ من الجزائر ثم تونس ثم طرابلس.
   حيث عرفت البلاد المغاربية تطورا نوعيا لجيوشها بعد أن وقع إقحامها في المنظومة العثمانية. ولكن هذه الوحدات العسكرية القارة كانت متعددة ولكل منها خاصيتها،وقد إنتشرت في كل من الجزائر وتونس وطرابلس، المنظومة العثمانية لتنظيم الجيش.
1-الجند أو الجيش العثماني في الإيالة الجزائرية:    بعد دخول العثمانيين إلى الجزائرسنة 1519م، توطّد بذلك التنظيم العسكري العثماني في ربوعها، حيث لعبت المؤسسة العسكرية في الجزائر،دورا مهما على الصعيدين العسكري والإداري، وتمثل ذلك في تصريف أمورها الداخلية والخارجية، وبتحليل البنية التكوينية للمؤسسة العسكرية في تلك الفترة،نجد أنها تقوم على جزئين أساسيين،هما الجيش البريبشقيه النظامي والإحتياطي، والجيش البحري ممثلا في طائفة الرياس.
-الجيش النظامي: ويتألف من فرق المشاة وهي الأكثر عددا وتضم معظم المجندين للخدمة العسكرية، ويطلق عليهمة إسم" إنجشارية" أو الأوجاق"اليولداش"(1)،وتنقسم إلى كتائب وفرق ووحدات وفصائل(2).ولهذه الفرق رتب عسكرية،كاليولداش،وأسكي يولداش أو وكيل الحرج، وأوضاباشي، والبولكباشي، والياياباشي أو الأياباشي،ثم الكاهية والآغا، والخوجة(3).
   ومن المهمات التي قام بها الجيش في الفترة العثمانية، نظام المحلات،وهي خرجات عسكرية لإستخلاص الضرائب أو إقرار الأمن، او القضاء على تمرد(4)،ثم الحاميات، وهي القواعد المتقدمة للجيش العثماني في الدواخل(5)،وفرقة المدفعية" الطوبجية"،وصناعة المدافع،وصناع البارود(6).

(1) يولداش:كلمة تركية مؤلفة من كلمتين تركيتين هما يول ومعناها الطريق، وداش ومعناها المرافق،ينظر:عزيز سامح ألتر: المرجع السابق،ص 405.(2) ينظر: فهيمة عمريوي:الجيش الإنكشاري بمدينة الجزائر خلال القرن12هـ/18م،دراسة اجتماعية وإقتصادية من خلال سجلات المحاكم الشرعية، مذكرة ما جيستير في التاريخ الحديث، جامعة الجزائر، 2009-2009، ص 40.(3) ينظر: الأمير بوغدادة:"دور الأتراك العثمانيين في إنشاء مؤسسات الدولة الجزائرية الحديثة، الجيش أنموذجا 1520-1830م"،في الملتقى الدولي الثاني، العلاقات الجزائرية التركية، منشورات مطبعة جامعة محمد خيضر، بسكرة-الجزائر 2014، ص 114.
(4) دلندة الأرقش، وأخرون، المغرب العربي الحديث من خلال المصادر، مركز النشر الجامعي 200 ، ص 130.(5) ينظر: عائشة غطاس واخريات: الدولة الجزائرية الحديثة ومؤسساتها،منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، الجزائر 2007، ص 52.
(6) ينظر:ميمن داود:الجيش الجزائري خلال الفترة العثمانية،تنظيمه وعدته( 1518-1830م)، أطروحة دكتوراه،جامعة الجزائر،2015-2016، ص 44.

بالإضافة إلى فرسان السباهية( الفرسان)، وكان يساعدهم في ذلك الفرسان المحليين، من كراغلة وأندلسيين وبربر،كما شكّل فرسان القبائل المحلية النسبة الأكبر في هذه المؤسسة(7).
  ويتكون الجيش النظامي كذلك من الجيش البحري ممثلا في طائفة الرياس،ويتكون خاصة من العلوج الأوروبين الذين أعتنقوا الإسلام،وكانوا يشكلون ثلثي البحرية العثمانية في الجزائر،وتنتظم هذه الطائفة بالكثير من الطواقم،مثل وكيل الحرج،والقبودان،وليمان رايس،وارديان باشي(8).
- الجيش الإحتياطي: ويتكون هذا الجيش من قبائل المخزن والكراغلة وفرق زواوة.-قبائل المخزن:ويقصد بها القوى المحلية،ويعود أصل "المخزنية" إلى المؤسسات التي نشأت قبل الفترة العثمانية،المتمثلة في القوات المحلية المكلفة بتسيير وحفظ محاصيل الضرائب،كان يقود فرق القبائل المخزنية  في الفترة العثمانية،أغا العرب الذي يعتبر عضوا في ديوان الداي،ومن أهم هذه القبائل نجد باسم الدواير،قبائل الزمول )العبيد(،وتوزعوا في البايلكات الثلاث،تعززت الحاميات التركية بالجزائر بهذه القبائل، حيث وصل عدد الأفراد العاملين بالريف والمدن إلى 81 ألف رجل(9).
- الكراغلة: ذرية الزيجات المختلطة التي كانت بين رجال الجند العثمانيين و النساء المحليات،وقد سمح الوباء الكبير الذي عرفته مدينة الجزائر خلال سنوات 1648-1650م،والذي أدى إلى هلاك العديد من الجنود الانكشاريين،بانضمام العديد منهم إلى صفوف الجيش الإنكشاري كما تم اللجوء إليهم في الغزوات، لقد سمح الأغا شعبان انتسابهم إلى الأوجاق(10).- زواوة: أطلق هذا الإسم في الماضي على مجموع سكان الأعراش الواقعة على السفوح الشمالية لجبال جرجرة المسماة ببلاد القبائل الكبرى(11).

(7)  حمدان خوجة )بن عثمان( ، المصدر السابق ، ص 730.

(8)  شويتام  أرزقي: دراسات ووثائق في تاريخ الجزائر العسكري والسياسيالفترة العثمانية، 1519-1830م،. دار الكتاب العربي ، ص 9

(9)  سعيدوني  ناصر الدين: ورقات جزائرية ،دراسات وأبحاث في تاريخ الجزائر في العهد العثماني ، اط2، البصائر للنشر. والتوزيع ،،ص 741.

(10)  نفسه ، ص 202.

(11)  المدني  أحمد التوفيق: تاريخ الجزائر، ط3، الجزائر 1984 ، ص 718.



2- الجند أو الجيش العثماني في الإيالة التونسية:    

يرجع تكوين الجيش الإنكشاري في البلاد التونسية إل 1574م بعد انتصار سنان باشا على الجيوش الإسبانية.كان عدد الجند  من 3000 إلى 4000 من وجق الإنكشاريين(12)، منظمين على منوال الوحدات العثمانية، حيث وصل عدد الجيوش الإنكشارية في عهد علي باشا إلى 10000 جندي في عهد حمودة باشا الحسيني (1782-1814).      كما فتح ديوان  الإنكشارية بتونس أمام العناصر الأخرى كالأعلاج وأفراد من الجالية الأندلسية،وفي القرن الثامن عشر إلى بعض الوسلاتية(13)، بعد أن وقع تشريدهم،م تزايد العناصر (القولوغلية) (14).ونلاحظ أن الأسلحة النارية تطورت بمرور الزمن متّبعة تطور الأسلحة النارية عامة بين القرن 16م والقرن 19م(15).
    ومع تزايد أعمال الجهاد البحري،حيث كانت القرصنة تلعب دورا هاما على المستوى المتوسطي في فترة استقرار العثمانيين بتونس، كما أنه من الضروري التذكير بأن التواجد العثماني ببلدان المغرب على السواحل الحفصية منذ بداية القرن 16م خاصة كان أساسا لتعاطي القرصنة(16).
    ولذلك فإن الإيالة الجديدة اهتمت بشكل كبير بالنشاط القرصني وسيبقى هذا القطاع حيا- مرورا بفترات ركود- حتى حملة أكسماوث في 1816م، وطوال هذه الفترة مثلت القرصنة نشاطا حربيا واقتصاديا تمارسه الدولة وكبار رجالاتها والخواص(17). وإلى جانب مجموعة الجند (البرية والبحرية) كان

(12)  معناها" الجندي الجديد" باللغة التركية،ينظر: محمود شوكت: التشكيلات والأزياء العسكرية العثمانية منذ تشكيل الجيش العثماني حتى سنة 1820م،ترجمة يوسف نعيسة ومحمود عامر، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر،دمشق 1988م،ص ص20-30.

(13) وهي قبيلة تونسية تعرضت للتشريد،ثم ضمت في قبائل المخزن التونسية.

(14) أو الكراغلة، وهم ينحدرون من الإمتزاج بالإنكشارية الوافدين من مناطق مختلفة من الأمبراطورية العثمانية، من نساء محليات.

(15) نبيهة السلطاني: القوى العسكرية القارة بتونس وتكاليفها المالية من 1756م إلى 1814م، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة تونس الأولى، 1999،ص 36.

(16) دلندة الأرقش وآخرون: المغرب العربي الحديث من خلال المصادر، مركز النشر الجامعي، 2003،ص 61.

(17) أحمد ابن أبي الضياف: إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان،ط2، الدار التونسية للنشر والشركة الوطنية للنشر والتوزيع بالجزائر، تونس 1977،ج2، ص  208.


الجيش القار للإيالة يتكون من ثلاثة أصناف أخرى،منها،عسكر زواوة(18)،وهم يمثلون مجموعة مضاهية لمشاة الجند، جلهم من منطقة القبائل بالجزائر. وبقيت وحدات زواوة ضمن الجيش القار للإيالة حتى القرن 19م،ثم جندالصبايحية،ويبدو أن تأسيس فيلق الصبايحية (19)  (الفرسان) يرجع إلى بداية  القرن السابع عشر (1614م)، ويتركب هذا الفيلق من الأهالي ومن زواوة،ومن مهامهم أيضا مرافقة الباي وحراسته في تنقلاته داخل البلاد والخروج مع المحلة، بالإضافة إلى النوع الأخير من الجيوش القارة يتركب من الحوانب العرب و يتمثل في مجموعة من الحرس الخاص للباي لا يتجاوز عددها بضعة مئات من الأشخاص، ثم عناصر أخرى  وتتكون من المزارقية وهم من فرسان ينتمون إلى القبائل المحلية. ويختلف هؤلاء الخيالة عن فرسان المخزن وقد حافظوا على وجودهم حتى القرن 19م.ولاننسى القوات المخزنية،وكانت سلطتهم تقوم بالدّرجة الأولى على مراقبته للجيش الإنكشاري والعاصمة، نلاحظ التدعّم الواضح لنفوذ البايات واستناد قوّتهم على القوات المخزنية المحلية ومراقبة دواخل البلاد(20).
3- الجند أو الجيش العثماني في الإيالة الطرابلسية:  

 كان الجيش ينقسم كغيره من الإيالات العثمانية في منطقة المغارب، إلى جنود نظاميين من الأتراك، وغيرهم من العلوج ، وكان يتألف كذلك من طائفة الإنكشارية، وقد عمد العثمانيون في ليبيا إلى تشكيل جيش من العناصر المحلية، وخصوصا من القولوغلية، حيث بلغ عدد الجيش العثماني المرابط في ليبيا حوالي 5000 جندي،وكان ينقسم إلى كتائب نت الرماة والمشاة والفرسان والمدفعية،ومما يجب التعريف به هو أن أحمد باشا القرمانلي(1711-1745م) مؤسس العائلة القرمانلية التي حكمت ليبيا من 1711م إلى غاية 1835م،قد كانت من أصل كلوغلي(21).
(18) زواوة وهي فرقة عسكرية، مخزنية كانت تعمل إلى جانب الجيش الإنكشاري في كل من الجزائر وتونس.(19) أطلق في العهد العثماني للدلالة على فرسان الجيش  والخيالة وكانوا أصحاب كفاءات عالية في ركول الخيل واستخدام السيف، ورمي السهام والرماح، مهمتهم الأساسية،ينظر: حسن حلاق وعباس صباغ: المعجم الجامع في المصطلحات الأيوبية والمملوكية والعثمانية،ط1، دار العلم للملايين، بيروت 1999،ص 149.

(20) ينظر: حمادي الدالي:النفوذ المحلي بالبلاد التونسية وتشكل الدولة الترابية 1574-1877م، قراءة في العلاقة بين الزاوية والبايليك،رسالة دكتوراه، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة تونس 2004،ص 159-169.

(21) ينظر: عمر علي بن إسماعيل:انهيار حكم الأسرة القرمانلية في ليبيا 1795-1835م،ط1،مكتبة الفرجاني، طرابلس 1966،ص 22-23.

2-المؤسسات الإدارية والسياسية :  

وهكذا لم يعد القرن 16م ينتهي حتى كانت الدول المغاربية(الجزائر.تونس.ليبيا)قد أصبحت ولايات عثمانية، ثم بدأت الخطوة الثانية في تنظيم تلك الولايات عن طريق ترسيخ نظام سياسي وإداري فيها،حيث مرّ هذا النظام بمراحل تاريخية تعبر عن تطوره من ناحية صلاحيات الحكم وكذا علاقاتهم مع الباب العالي أي السلطة المركزية في العاصمة إسطمبول،ومن هذا المنطلق حاولت دراسة النظام الإداري لهذه الإيالات بدأ من الجزائر ثم تونس ثم طرابلس.
أولا: النظام الإداري والسياسي للجزائر في العهد العثماني(1519-1830م):عرف تاريخ الحكم العثماني في الجزائر أربع مراحل متتالية هي:
   مرحلة البايربايات(1519-1587م)، وكانت الجزائر تدار مباشرة من الباب العالي،ويعين الباشا مباشرة من السلطان(22)، ثم مرحلة الباشوات(1587-1658م):وفيها كان يعين لمدة ثلاثة سنوات، وفيها تم إنشاء باشوية تونس وباشوية طرابلس(23)، وبعد ذلك جاءت مرحلة الأغوات(1659-1671م)،عرفت هذه المرحلة سيطرة رياس البحر على الحكم(24)،وأخيرا كانت مرحلة الدايات(1671-1830م)، تميزت هذه الفترة بطولها، وكذا كثرة التمردات، واستقرار الحكم فيها(25).
   كما عرف التنظيم الإداري أربع بايلكات: منها دار السلطان، وشملت منطقة الجزائر وضواحيها، وبايلك التيطري، وكانت قاعدته مدينة المدية، ثم بايلك الشرق وعاصمته قسنطينة، وأخيرا بايلك الغرب وعاصمته  مازونة ثم معسكر ثم وهران بعد تحريرها من الإسبان عام 1792م(26).
    أما فيما يخص التنظيم السياسي للجزائر العثمانية فقد كان كالتالي: الوالي أو الحاكم العام، واختلفت تسميته حسب مراحل الحكم السابقة( بايلرباي-باشا- أغا-داي)، ويعاونه الديوان الخاص، ويدعى أيضا المجلس الشوري، وكان يضم كل من الخزناجي وخوجة الخيل وبيت المالجي

(22) أحمد السليماني: النظام السياسي الجزائري في العهد العثماني،ط1، دار الكتب، الجزائر 1993،ص 10.
(23) نفسه، ص 13.
(24) مبارك بن محمد الميلي: تاريخ الجزائر في القديم والحديث،ط1،مكتبة النهضة الجزائرية،ج2، الجزائر،ص 171.
(25) نفسه، ص 17.
(26) نفسه، ص 17.

ووكيل الخرج، وهي بمثابة حكومة،بالإضافة إلى موظفين يعتمد عليهم في الأقاليم،كالدايات والقياد، والخوجات والمحتسب وغيرهم(27).
ثانيا: النظام الإداري والسياسي لتونس في العهد العثماني(1574-1881م):  

  عندما قام سنان باشا بفتح تونس سنة 1574م،أصبحت ولاية عثمانية، حيث أنشأ هذا  الأخير ديوانا يجمع مسؤولين لتسيير شؤون البلاد وخدمتها(28)،ولكن بعد فترة ثار صغار الجند ضد رؤسائهم في الديوان سنة 1591م،وأنشأوا باشوية مستقلة في تونس(29).وقد مرّت تونس بمراحل حكم عثماني،بدأت بعهد الدايات( 1591-1640م)،وفيه وصل الدايات إلى الحكم بعد ثورة 1591م، واستفاد فيها البايات المراديون لإرساء نفوذهم(30)، وهكذا بدأت  فترة حكم البايات المراديين( الأسرة المرادية)1640-1705م)،وذلك من قبل مؤسسها مراد كورسو، واصبح الحكم وراثيا من بعده وتوطدت سلطة الباي،وانتهت هذه الأسرة نهائيا سنة 1705م(31)، ثم عين نظام جديد أدى إلى تعيين حسين بن علي بايا على تونس، واستمرت هده الأسرة حتى سنة  فترة إستقلال تونس سنة 1956م(32) .
ثالثا:النظام الإداري والسياسي لطرابلس الغرب في العهد العثماني( 1551- 1911م):     

 عرف تاريخ الحكم العثماني في ليبيا بثلاث مراحل متتالية تبدأ بالعهد العثماني المباشر الأول(1551-1711م)ثم العهد العثماني الثاني الغير مباشر والمتمثل في الأسرة القرمانلية( 1711-1835م) وأخيرا الحكم العثماني الثاني المباشر ( 1835-1911م)،اما بشأن التنظيم الإداري العثماني

(27) أبو القاسم سعد الله: محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث- بداية الإحتلال3، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر 1982،ص 52، وينظر: عزيز سامح إلتر: الأتراك العثمانيون في إفريقيا الشمالية،تر: محمود علي عامر، ط1، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت 1989، ص138-139، وينظر أيضا: ناصر الدين سعيدوني: موظفو الإيالة الجزائرية في أوائل القرن التاسع عشر- صلاحياتهم الإدارية، في مجلة المؤرخ العربي،عدد 31، سنة 1987، ص 191.
(28)أحمد بن أبي الضياف: إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان، الدار التونسية للنشر،تونس 1989، ص 27.
(29) رشاد الإمام: سياسة حمودة باشا في تونس(1782-1814م)، منشورات الجامعة التونسية، تونس 1980،مج2،ص 49.
(30) محمد الهادي الشريف:تاريخ تونس، تعريب محمد الشاوش ومحمد عجينة، ط3،سراس للنشر، تونس 1993، ص71-72.
(31) رشاد الإمام: المرجع السابق،ص56.
(32) ينظر: عمار بن خروف: العلاقات السياسية بين الجزائر وتونس في القرن 12هـ-18م،ط1، دار الأمل للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر 2017، ص 49.

في ليبيا، فهو يتركز كغيره من الإيالات المغاربية على الولاة والوحدات العسكرية العثمانية( الإنكشارية) (33).  

    فقد أطلق العثمانيون على حاكم ليبيا لقب باشا كغيره من الأقطار المغاربية،وقد شهدت فيها التقسيمات الإدارية الأولى، كمقاطعة طرابلس وبنغازي،وتضم الأولى المنطقة الغربية وفزان، والثانية المنطقة الشرقية،أما في عهد القرمانليين فقد كانت مقسمة إلى ثلاث مقاطعات، طرابلس ومصراتة وبنغازي وتدار من قبل حكام من أبناء الأسرة القرمانلية،أما في في العهد العثماني الثاني فقد أصبحت ليبيا ولاية عثمانية، وقسمت إلى ثلاثة تنظيمات إدارية، ولاية طرابلس ومصراتة وبنغازي(34).
   كان والي طرابلس الممثل للدولة العثمانية، ويساعده مجلس إداري يتكون من كبار قيادات الإنكشارية، وعدد من الموظفين والأعيان، لقد كان أغلب ولاة طرابلس من الرتب العسكرية(35).



(33) الطاهر أحمد الزاوي:ولاة طرابلس من بداية الفتح إلى نهاية الحكم التركي،دار الفتح للطباعة والنشر،بيروت 1970ص 231.
(34) تيسير بن موسى:المجتمع العربي الليبي في العهد العثماني،دراسة تاريخية اجتماعية، الدار العربية للكتاب، طرابلس 1988،ص 19-20.(34) نفسه،ص 21.




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة