U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

التوسع العثماني في الدول المغاربية ايالة الجزائر-تونس-طرابلس الغرب خلال العهد العثماني

التوسع العثماني في الدول المغاربية ايالة الجزائر-تونس-طرابلس الغرب خلال العهد العثماني



-تمهيد:

- العثمانيون في تونس.

- التوسع العثماني في الجزائر وإقامة الإيالة.

 - تحرير طرابلس الغرب وضمها للدولة العثمانية.

تمهيد:

   كانت منطقة المغرب الإسلامي تعيش حالة مزرية من التفكك السياسي والإقتصادي والاجتماعي،ورافق ذلك التحرشات الإسبانية والبرتغالية على المنطقة،وهجرة الألاف من سكان الأندلس، وضعف الدويلات التي كانت تحكم هذه المنطقة، مما أدى إلى بروز قوة إقليمية إسلامية أخذت على عاتقها مساعدة  مسلمي الغرب الإسلامي، وخاصة أهل الأندلس،وكان مشروعا يستهدف طرد النفود الإسباني ومد النفوذ العثماني، كان من أبرز القادة الأوائل الذين عملوا على إقامة هذا المشروع، الإخوة برباروس فكيف تم المد العثماني في بلاد المغرب؟ وماهي مظاهر ذلك التوسع العثماني في الحوض الغربي للمتوسط ؟
1-العثمانيون في تونس:     لقد كان من أبرز أولئك القادة البحارة الأتراك العثمانيون برباروس وأخيه خير الدين اللذين كانا يمتلكان أسطولا قويا يعمل في الضفة الغربية للبحر المتوسط،وذلك في اوائل القرن 16م،فتولى عروج واخوته إدارة جزيرة جربة واتخداها نقطة في نشاطاتهما البحرية في عهد السلطان الحفصي أبي عبد الله محمد بن الحسن (1)،والذي إتفق معهم على النشاط



(1) ابن أبي الضيا ف: إتحاف اهل الزمان  بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان،الدار التونسية للنشر والتوزيع،الشركة الوطنية لللنشر والتوزيع، تونس، الجزائر 1977، ج 2 ، ص 10.

البحري مقابل خمس الغنائم(2)، ثم سمح له بالإقامة في ميناء تونس المسمى بحلق الوادي،وكان ذلك منذ سنة 1504م.
  استمر نشاط الإخوة عروج ضد السواحل الإسبانية والمسيحية طيلة  تلك السنوات وحتى 1510م،وكانت أولى محاولاتهم لتحرير المنطقة هي مدينة بجاية سنة 1512م،التي كانت تحت النفوذ الحفصي(3)،لم تكلل بالنجاح، ثم هاجم مدينة جيجل سنة 1514م، التي استولى عليها، وفي سنة 1515م حاول عروج للمرة الثانية تحرير بجاية إلا انه لم يفلح(4).
   واستمر درغوت في منطقة جربة يقاوم النفوذ الإسباني في المنطقة من سنة 1510م  و1520م،وتولى الحكم في تونس الحسن الحفصي منذ سنة 1526م، الذي كان تابعا للإسبان، الأمر الذي أدى إلى تفكك البلاد،الأمر الذي أدى بخير الدين لشن حملة على تونس سنة 941هـ/ 1534م(5)،فكان الرد الإسباني سريعا إذ تجلى بحملة شارلكان عام 942هـ/ 1535م،وفي سنة 982هـ/ 1574م توجهت قوات عثمانية من  الجزائر وطرابلس  والقيروان وانضمت إليها قوات أخرى بقيادة سنان باشا،وبذلك أصبح القطر التونسي بعد هذه السنة ولاية عثمانية ينظم شؤونها سنان باشا المكلف عليها من قبل السلطان العثماني(6)

2- التوسع العثماني في الجزائر وإقامة الإيالة:  كان أول ظهور للعثمانيين في الجزائر في مدينة جيجل التي أستعادوها من الجنويين سنة 1514م،ومحاولتهم تحرير مدينة بجاية لعدة مرات( 1512-1515م) ولكنهم لم يفلحوا،لما طلب أهالي الجزائر حماية الإخوة عروج ودخوله للجزائر سنة 1516م،كان الرد الإسباني بحملة دييغو دوفييرا في نفس السنة922هـ/1516م،وباءت بالفشل(7).

(2) الشافعي درويش: مرجع سابق،ص103.
(3) محمد خير فارس: مرجع سابق،ص24.
(4) عمار بن خروف: العلاقات السياسية بين الجزائر والمغرب في القرن10هـ/16م،ط1، دار الأمل للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر2006، ج1،ص20.
(5) حلمي محروس إسماعيل: تاريخ العرب الحديث من الغزو العثماني إلى نياية الحرب العالمية الأول  مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية 1997 م،  ص 27.(6) ينظر:رحيمة بيشي: العلاقات السياسية التونسية الإسبانية في أواخر الدولة الحفصية  898-982هـ/1494-1574م،مذكرة ما جيستير في التاريخ الحديث، المركز الجامعي بغرداية،2011-2012، ص 156.(7) عمار بن خروف: المرجع السابق، ص 20-21.

وبعد هذا الإنتصار ضم الأخوين كل من تنس وتلمسان،وأصبحت الجزائر منذ سنة 1519م مرتبطة رسميا بالدولة العثمانية،وفي فترة قصيرة إمتذ نفوذ العثمانيين إلى قسنطينة، ومدينة القل، وقضاءه التام على الحصن الإسباني أمام الجزائر سنة 1529م،ثم تصدي العثمانيين لحملة شارلكان على الجزائر سنة 948هـ/1541م،والتي كانت عنيفة وكبيرة،ولكنها فشلت(8)،وكان من نتائجها القضاء التام على عملاء الإسبان في الجزائر  وتوطيد الحكم العثماني بالجزائر، وكان قبلها قد تصدوا للحملة الإسبانية على شرشال سنة938هـ/1531م،وفشل كل الحملات الإسبانية على المدن الجزائرية بداية من تلمسان ومستغانم  وعلى معسكر 949هـ/1543م،ثم الحملة الإسبانية الثانية على مستغانم سنة 954هـ/1547م،وأخيرا كان نهاية حكم الزيانيين في تلمسان  سنة 960هـ/ 1554م وألحقت الإمارة كلها بالحكومة المركزية في الجزائر العاصمة(9).

1- تحرير طرابلس الغرب وضمها للدولة العثمانية:   منذ أن سقطت  طرابلس الغرب بأيدي الإسبان سنة 1510م،ثم أعطيت لفرسان القديس يوحنا 1530-1551م،والذين بدورهم طلبوا كذلك السيطرة على جزيرة مالطا لتكون قاعدة لهم ضد التحركات العثمانية في المنطقة(10).
  وفي أعقاب تولي خير الدين  قيادة الأسطول العثماني سنة 1533م،وضع خطة للإستيلاء على طرابلس،وفي سنة1537م ولى السلطان العثماني على سكان تاجوراء الباشا مراد أغا (11)، وفي سنة 1551م نجحت السفن العثمانية التي تجمعت في شرق البحر المتوسط من السيطرة على طرابلس وتصبح ولاية عثمانية جديدة في المنطقة المغاربية،تولى حكم طرابلس عدد من الولاة العثمانيون كان أشهرهم درغوت باشا، وهو الذي وسع السيطرة العثمانية لتشمل السواحل الليبية بكاملها، كما أنشأ الفرق الإنكشارية هناك(12).

(8) الشافعي درويش: مرجع سابق،ص 55.
(9) نفسه،ص ص 49-52.
(10) شوقي عطالله الجمل: المغرب العربي الكبير في العصر الحديث( ليبيا-تونس-الجزائر- المغرب)، ط1، ملزمة للطبع والنشر، القاهرة 1977،ص 129.
(11) نفسه،ص 130.
(12) عبد الجليل التميمي: الولايات العربية ومصادر وثائقها في العصر العثماني،جمع وتقديم التميمي عبد الجليل،  تونس 1984، ص 75.






تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة