U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

الموارد الاقتصادية والعوامل المؤثرة في الزراعة

الموارد الاقتصادية والعوامل المؤثرة في الزراعة




أولا-تصنيف الموارد الاقتصادية
1-الأصل والمنشأ
2-التوزيع الجغرافي
3-التجدد والاستمرار
ثانيا-الزراعة والموارد الزراعية
1-تعريف الزراعة
2-أنواع الزراعة
ثالثا-العوامل المؤثرة في الزراعة
1-العوامل الطبيعية
2-العوامل البشرية
المراجع المعتمدة




      يستمد الإنسان مقومات حياته الضرورية من الطبيعة وهي ما تعرف بالموارد الطبيعية،حيث استغل منها في البداية الموارد الأولية ولكن بمرور الزمن عمل على استغلال باقي الموارد .ولعل الإنسان لم يتفطن بداية إلى كونه موردا اقتصاديا مهما لا تتم الأنشطة الاقتصادية المختلفة من دونه وخاصة الزراعة باعتبارها تشكل الوسيلة التي يتحصل الإنسان بواسطتها على غدائه..ولذلك تشكل الموارد الطبيعة والبشرية عماد النشاط الاقتصادي.ومن هنا يمكن طرح الإشكالية التالية:ما هي الموارد الاقتصادية؟وما هي أصنافها؟وكيف تؤثر على الزراعة بشكل خاص؟  



أولا-تصنيف الموارد الاقتصادية:
يمكن تصنيف الموارد الاقتصادية بحسب الأصل والمنشأ،أو انطلاقا من توزيعها الجغرافي،أو وفقا لقدرتها على التجدد والاستمرار:


     1-الأصل والمنشأ:
موارد بشرية: - الإنسان
                   - موارد حضارية
موارد طبيعية:
-موارد طبيعية اقتصادية: -عضوية
                                -غير عضوية    
                                - موارد تضم الاثنين


-طبيعية غير اقتصادية                                  
       


2-التوزيع الجغرافي:
موارد توزيعها الجغرافي واسع: منتشرة في كل مكان وغير صعبة.
موارد توزيعها الجغرافي متوسط: منتشرة في أماكن كثيرة ولكن بكميات متوسطة.
موارد توزيعها الجغرافي محدود: توجد في أماكن قليلة. 
موارد توزيعها الجغرافي محدود جدا: توجد في أماكن قليلة جدا. 
                       


3-التجدد والاستمرار:

و يمكن تقسيمها أيضا بحسب العمر الزمني إلى فانية ومتجددة.
 موارد متجددة                                                        موارد غير متجددة
  لا تنفذ بفعل:                                                         قابلة للنفاذ بفعل:
  -طبيعتها الخاصة                                                  -طبيعتها الخاصة
  -تنظيم الاستغلال                                                   -الإسراف في الاستغلال
  -تجديدها وتنميتها                                                 



ثانيا-الزراعة والموارد الزراعية:
     ليس من السهل تحديد تاريخ امتهان الإنسان للزراعة.ولكن معظم الباحثين يرون أنه عرف الزراعة منذ أكثر من عشرين ألف سنة مضت،وأنها نتيجة طبيعية لتقدم حرفة جمع الثمار والتقاطها،التي دامت لفترة طويلة جدا إلى جانب حرفة الصيد.وكان اختراعها خطوة كبرى في سبيل الحضارة لأنها مكنت الإنسان من الاستقرار، وبالتالي صناعة المدنية والحضارة.  
1-تعريف الزراعة:
  مثل كثير من المصطلحات المعمول بها،فان الزراعة لها تعاريف متعددة،ولكننا نقتصر على الآتي:
أ-هي عمل الغرض منه تسخير قوى الطبيعة من أجل إنتاج محاصيل نباتية وحيوانية تسد حاجة الإنسان.
ب-هي الاستعانة بمجموعة من العمليات لإيجاد بيئة مناسبة لنمو نباتات وتربية حيوانات مختلفة.
ج-تشمل كل الجهود الإنتاجية التي يبدلها الإنسان للاستقرار على الأرض، والعمل على تحسين الأنواع النباتية والفصائل الحيوانية،التي يرغبها وتسد حاجته. 

2-أنواع الزراعة:
يمكن التمييز بين نمطين من الزراعة ،هما كالآتي:
1-الزراعة الكثيفة:
       ويوجد هذا النوع من الزراعة حيث تجود الأرض وترتفع قيمتها ويرتفع عدد السكان ويكثر ويكثر ضغطهم عليها وحاجتهم الشديدة إلى استخدام كل شبر من أراضيهم في الزراعة.ويظهر هذا النمط بكثرة في الهند والصين ومصر...وفي هذا النوع تكثر اليد العاملة ويقوم الفلاحون باستغلال الأرض على طول السنة وفق نظام خاص مما يؤدي إلى تنوع المحاصيل الزراعية،وارتفاع سعرها.
2-الزراعة الواسعة: 
وينتشر هذا النوع في القارات التي اكتشفت في العصر الحديث مثل الأمريكيتين، واستراليا.وفي هاتين القارتين تتوافر الأراضي الزراعية بينما تقل الأيدي العاملة بفعل قلة عدد السكان،ولذلك تستبدل الأيدي العاملة بالآلات في العلميات الزراعية المختلفة.كما تتميز بالملكيات الزراعية الكبيرة التي تكون ملكا لأصحاب رؤوس الأموال أو الشركات الضخمة.وتتميز الأرض هنا بالتخصص فالأرض تزرع مرة واحدة في السنة وبمحصول واحد.والغرض منه هو التصدير إلى الخارج، وليس سد حاجيات الاستهلاك المحلي.

ثالثا-العوامل المؤثرة في الزراعة:
     يسعى الإنسان الاستغلال ما في البيئة من موارد طبيعية وتحويلها إلى موارد اقتصادية بجهده وعمله وتقنيته.وتتأثر أنشطته الاقتصادية وخاصة الزراعة بمجموعة من العوامل الطبيعية،والبشرية فضلا عن طبيعة المورد في حد ذاته.
   وتتميز الزراعة بتنوعها العظيم في الأنواع والتنظيم  المحاصيل. ويرجع ذلك إلى أنها تعتمد على عاملين:البيئة الطبيعية والظروف الحضارية.ومن هذا المنطلق يمكن طرح تقسيم العوامل المؤثرة في الزراعة إلى طبيعية وبشرية.

1-العوامل الطبيعية:
لا زالت العلاقة المتبادلة بين الزراعة وعناصر البيئة الطبيعية تمثل أهم موضوعات الجغرافيا الزراعية،ذلك أن الإنسان ورغم قدرته الهائلة والمتطورة باستمرار على تسخير عناصر البيئة الطبيعة وتوظيفها لأغراضه الاقتصادية والتحايل على قيودها،إلا أنها لا زالت تحول دون مزاولته للزراعة في بعض المناطق على الرغم من تمكنه من الزراعة في مناطق أخرى.ويمكن التمييز بين خمسة أنواع من العوامل الطبيعية التي تؤثر في الزراعة وهي:
1-التركيب الجيولوجي:
وتنحصر أهمية هذا العامل في تحديد خصائص التربة،التي تؤثر في أنماط الاستغلال الزراعي للأرض،وذلك من حيث فقرها أو غناها بالعناصر التي تحدد نوعية الإنتاج الزراعي والنبات الطبيعية ،وهذه الأخيرة تؤثر بدورها في الثروة الحيوانية.
وتفيد دراسة التركيب الجيولوجي أيضا في التعرف على مكامن المياه الجوفية وطبقاتها المختلفة.كما تفيد عند التفكير في بناء السدود.
2-مظاهر السطح:
      ما تحرص عليه الجغرافيا الزراعية هو تتبع أثر مظاهر السطح على الزراعة؛إذ يمكن عاملا مساعدا على النشاط الزراعي وقد يكون عاملا معرقلا له؛فالسهول تعد أكثر المناطق ملائمة للزراعة وبالتالي أكثر استيعابا للسكان،ذلك أن السهول وخاصة الفيضية منها تتوفر على كل  الظروف الطبيعية التي تناسب الإنتاج الزراعي.كما تساعد على مد الطرق المختلفة ،التي تعمل على ربط المناطق السكانية ببعضها،وتسهل انتقال الإفراد وحتى الأفكار.
وثبات ذراتها،وبالتالي إمكانية زراعة السفوح أو استغلالها كمراع.كما أن لمواجهة السفوح للشمس أثر في تحديد نوعية المحاصيل،التي يمكن زراعتها في هذه الأماكن.  
وهذا لا ينفي عدم تمكن الإنسان من الزراعة في بعض المناطق الجبلية،بعد أن تمكن من حل مشاكل  الزراعة في هذه المناطق وهي تعرية التربة، عن طريق تنظيم العمليات الزراعية .
     ولاختلاف درجة انحدار السفوح الجبلية أثر واضح في الإنتاج الزراعي؛إذ عليها يتوقف سمك التربة ولاختلاف درجة الارتفاع أثر غير مباشر في نوعية الإنتاج الزراعي،لان منسوب الارتفاع عن سطح البحر يؤثر في درجة الحرارة،التي تؤثر بدورها في نوعية المحاصيل فلكل محصول درجة حرارة تناسبه.
3-المناخ: 
     وهو عامل أخر مؤثر ومتحكم في الزراعة.ذلك أن الإنسان لم يتمكن بشكل كلي من التحكم في العناصر المناخية،أو على الأقل التقليل من بعض التأثيرات المناخية على غرار جفاف المناطق الصحراوية.
     ويؤثر المناخ على الإنتاج الزراعي؛فالحرارة مثلا تدخل في العمليات الكيميائية للنبات،وتؤثر في تفكك التربة بفعل الانكماش والتمدد الناتج عن ارتفاع وانخفاض الحرارة على مدار السنة.
ومعلوم أيضا أن لكل نبات حدا أدنى من الحرارة لا يمكن النمو إذا انخفضت عن الحد المعقول.كما أن للنبات أيضا درجة حرارة معينة لا تمكنه من العيش إذا ارتفعت. 
وللتذبذب اليومي لدرجة الحرارة أهمية خاصة في الإنتاج الزراعي،فإذا كان هذا التذبذب صغيرا منتظما فإنه لا يشكل أي أخطار على المحاصيل،أما إذا كان كبيرا وغير منتظم فيشكل خطرا على المحاصيل الزراعية،لأنه يسبب الصقيع ولذلك يلجأ المزارعون إلى تدفئة المزارع.
وأدى تباين درجات الحرارة من مكان إلى آخر على سطح الأرض إلى تقسيم العالم إلى مناطق حرارية لكل منها نوع خاص من الإنتاج الزراعي.
ولأشعة الشمس والرياح تأثير واضح في المحاصيل الزراعية؛فالأولى تدخل في عملية التمثيل الكلوروفيلي،بينما تدخل الثانية في زيادة أو نقصان كمية الرطوبة في الجو وبالتالي التأثير على عمليات النتح والتبخر.كما يمكن أن تسبب إتلاف المزروعات بقوتها.ولتلافي ذلك يلجأ المزارعون إلى إنشاء مصدات للرياح. 


4-مصادر المياه:ويمكن تقسيمها إلى قسمين:سطحية وجوفية.
*المياه السطحية:
وتشمل مياه الأمطار و الأنهار .وليست العبرة بكمية الأمطار الساقطة وإنما العبرة بقيمتها الفعلية وبفصلية سقوطها وانتظامه.لما في ذلك من تأثير واضح على المحاصيل الزراعية والمراعي إما سلبا وإيجابا. 
أما الأنهار فتتحكم في الزراعة بفعل دوام جريانها من عدمه. ولاستغلال مياه الأنهار دائمة الجريان لا بد من إقامة السدود والمصارف والخزانات.وهذه الوسائل مكنت الإنسان من توليد الطاقة الكهربائية لاستغلالها في مشاريعه المختلفة.
*-المياه الجوفية:
      وهي في الأصل جزء من مياه الأمطار أو مياه الأنهار أو المياه الناتجة عن ذوبان الجليد،والمتسربة إلى باطن الأرض.ويبرز دورها في المناطق الصحراوية،حيث يندر سقوط الأمطار وتنعدم المجاري المائية السطحية.ولذلك يعتمد عليها في ري الزراعات البسيطة. وفي شرب الإنسان والحيوان.  


5-التربة:
      وتعرف التربة بأنها الطبقة السطحية من قشرة الأرض،التي تكونت بفعل تحلل الصخور وتفككها.وهي تمثل الحيز الذي تنمو فيه النباتات بشرط ملائمة صفاتها الميكانيكية والكيميائية والحيوية.كما تحدد نوعية التربة نوع النبات الطبيعي والمحاصيل التي تنمو فيها.ومن الطبيعي أن يزداد الإنتاج من المحاصيل الزراعية في التربة التي تناسبه.وللتربة أنواع كثيرة هي:التربة الفيضية،التربة الهوائية،التربة الجليدية،تربة اللاتيريت،تربة البودزول،التشرنوزم،تربة البراري،تربة الحشائش السمراء،تربة المناطق الصحراوي،تربة المناطق القطبية.هذا وتواجه التربة مشاكل كثيرة وعلى رأسها التعرية.

2-العوامل البشرية:
أخذت أهمية العامل البشري تتزايد بالتدريج في الإنتاج الزراعي،ذلك أن الإنسان كلما ارتقى مستواه الحضاري وتقدمه التكنولوجي استطاع أن يتغلب على الصعوبات والعوائق التي تضعها البيئة الطبيعية،بإدخال تحسينات كثيرة سواء على التربة أو المحاصيل الزراعية.
1-اليد العاملة:
هي أهم العوامل البشرية التي تؤثر في الإنتاج ،ذلك أن اليد العاملة تختلف من محصول إلى آخر ؛فبعض المحاصيل تحتاج الأيدي العاملة الرخيصة،ومحاصيل أخرى تحتاج الأيدي العاملة ذات الكفاءة.
2-التقدم التكنولولجي:
ويؤثر التقدم التكنولوجي في الإنتاج بشكل واضح،وخاصة في الدول التي تعتمد على الآلات بشكل كبير.
3-الأسواق،رؤوس الأموال ووسائل النقل: وتظهر أهمية هذه العوامل خاصة في الزراعة الواسعة التجارية.وتخضع بشكل كبير للتخطيط وسياسات الحكومة.
     وفي الأخير نلاحظ بأن الزراعة والصناعة وجميع النشاطات الاقتصادية،تتطلب وجود الموارد الطبيعية والبشرية حتى تكتمل الصورة الاقتصادية .

المراجع المعتمدة:
1-عاطف علبي:الجغرافيا الاقتصادية والسياسية والسكانية والجيوبوليتيكا، ط1،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،بيروت 1409ه/1989م.
2-جودة حسنين جودة:أسس الجغرافيا العامة،منشأة المعارف،الإسكندرية 2004م.
3-يسرى الجوهري:دراسات في جغرافيا الموارد الاقتصادية،منشأة المعارف،الإسكندرية 1975م.













تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة