U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

المغارب وأوروبا في العصر الحديث: القرصنة


المغارب وأوروبا في العصر الحديث:القرصنة

1-تمهيد.
2-تعريفها.3-القرصنة الأوروبية.
4-
الجهاد البحري عند العثمانيين وبلاد المغرب.

 

1-تمهيد:
  
تعتبر القرصنة أحد أهم المواضيع التي شغلت بال الدول والمجتمعات على طوال العصور المتوسطية والحديثة،ما لها من آثار وخيمة على الأمن التجاري والإقتصادي بين الدول والحركة البحرية،وقد استعملها الأوروبيين والعثمانيون،وكلاهما كان يدافع عن القرصنة حسب قناعاتهم،فكيف تطورت هذه الظاهرة التاريخية؟ وكيف انتشرت بين الدول في البحر الأبيض المتوسط؟.

2-تعريفها:   القرصنة كلمة مقتبسة من الكلمة الإيطالية((corsale-corsaro ،وتعني لصوص البحر،ثم أصبحت بالعربية قرصان وقرصنة،وتطلق كلمة  corsaro)    (على كل سفينة رخص لها لمقاتلة سف الأعداء،وهناك لفظ آخر لمفهوم القرصان وهو المغامر وبالفرنسية piraterie،ثم انحصر معناها في لصوصية البحر(1).   وقد استعمل ابن خلدون مصطلح غزاة البحرلتؤدي معنى القرصنة(2)،وقد جاء في كتابات الأوروبيين أن القرصنة هي الأكثر الأنشطة البحرية شيوعا في حوض البحر المتوسط، تغذيها وتدفعها التجارة البحرية، وقد شملت كلا من المسيحيين والمسلمين على السواء(3).

--------------------------------------------------------
(1) صبحي الصالح:الحماية من القرصنة في نظر الشريعة الإسلامية،مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية،الرباط 1986،ص 20-21.(2) عبد الهادي التازي:موقف المغرب من القرصنة الدولية في العصر الوسيط،مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية،الرباط 1986،ص 53.(3)            Daniel panzak : « les exlaves et leurs rangeons chez les berbares ques(EmXVII-debut X ise siecle)Revue       cahiers de la mediteranée, vol 65,2002,p1.                                                                                                  



 3-  القرصنة الأوروبية:    لقد أطلق المؤرخون الأوروبيون مصطلح القرصنة على جميع العمليات المنتشرة في البحر المتوسط،مازجين بذلك العمليات التي كانت ذات بنية عسكرية،وعمليات السلب والنهب،التي مارسها أوروبيين وغير أوروبيين، حيث مارستها دول كإسبانيا والبرتغال(4).فلقد كان المسيحيون أسبق لغزو بلاد المسلمين والإستيلاء على أساطيلهم في عرض البحر المتوسط، والإعتداء على ضفافه منذ سقوط دولة الموحدين،فقد أستعملوا القرصنة ضد التجار المسلمين ومهاجمة الثغور الإسلامية ونهب ثرواتها وتحويل أهلها إلى عبيد وبيعهم في أسواق الرق في أوروبا(5).    أما فيما يخص القرصنة الفرنسية،والتي تعتمد على بعض المرافئ مثل "دانكرك"وميناء مرسيليا وطولون ومن أهم هؤلاء القراصنة "جون بارت" الذي قام بعمليات خطف وقرصنة للكثير من المغاربة والجزائريين(6)،وقد استعلمها كذلك الإنكليز والهولنديين،وكانت قد وجدت جماعات متخصصة في القرصنة البحرية مدعومةً من الكنيسة المسيحية كمنظَّمة فرسان القديس يوحنا، والتي كانت تمارس القرصنة ضدالمسلمين، وقد زادت أعمالها في القرنين 17 و18م(7).
    من المعروف أن الأسر قد شكل ظاهرة من أهم ظواهر الصراع والتنافس بين الإسلام والنصرانية في الفترة الحديثة، مما لا ريب فيه أن أحسن نموذج في هذا المجال هو الجغرافي المغربي الوزان الفاسي الغرناطي أسره القراصنة الصقليون عام 1519م،و قدموه هدية إلى البابا ليون العاشر في روما الذي نصر العالم المسلم في سادس يناير 1520م وسماه يوحنا ليون (8).ولاننسى أيضا تلك السفارات المغربية الخاصة بإفتكاك الأسرى المسلمين، ومنها رحلة الوزير في إفتكاك الأسير،لمحمد بن عثمان المكناسي، ورحلة أخرى سماها البدر السافر لهداية المسافر إلى فكاك الأسارى من يد العدو الكافر،لقد طغى النشاط القرصاني الأوروبي في البحر المتوسط بشكل هائل خلال الفترة الحديثة، مثل الجنويين،والنابوليين، ومن هؤلاء القراصنة الجنويين نجد آل دوريا(9)

----------------------------------------


(4) يحي بوعزيز:علاقات الجزائر الخارجية مع دول وممالك أوروبا،ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1986،ص 25-26.(5)عبد الله حمادي:المورسكيون ومحاكم التفتيش في الأندلس1492-1616م،المؤسسة الوطنية للكتاب، تونس1989،ص136.(6)                  Adolphe Badin:Jean Bart,Hachette,paris1867,p200(7)  ينظر:عمر محمد الباروني:الإسبان وفرسان القديس يوحنا في طرابلس،مطبعة ماجي، طرابلس 1952، ص ص 40-50.(8) راجع الموسوعة الإسلاميةالطبعة الثانية. مادة ليو افريكانوس Leo Africanus بقلم هيئة التحرير ؛ أنظر أيضا: م.م. الحجويحياة الوزان الفاسي وآثارهالرباط 1935.(9) إبراهيم سعيود:القرصنة المتوسطية خلال الفترة الحديثة، القرصنة الإيطالبة نموذجا،في مجلة الواحات للبحوث والدراات، العدد 11، السنة 2011،ص ص 145-162.

4-الجهاد البحري عند العثمانيين وبلاد المغرب:   تعدّ القرصنة التي نشطت خلال الفترة الحديثة في منطقة المغارب،إمتدادا للنشاط البحري الذي انبرى لمواجهة الهجمة الإيبيرسة خلال القرن 16م،والتي إنتهت بالسيطرة على مجموعة من الثغور المغاربية(سبتة،مليلة، بادس، وهران، عنابة، بجاية، طرابلس ، إلخ )في العصر العثماني، قام العثمانيون بعمليات بحرية حالَفَ أغلَبَها النجاحُ لتأمين السواحل الإسلامية ضد هجمات القراصنة الأوروبيين؛كانت بدايتها لحماية وانقاذ المسلمين الفارين من الأندلس(10) ،وقد كثر عدد الأسرى المسلمين في أوروبا بشكل كبير، ولم يكن الجهاد البحري منذ نشأته في البحر المتوسط،يهدف إلى الإعتداء  والنهب،لكنه كان ردة فعل قام به المسلمون ضد القراصنة المسيحيين،الذي كانوا قراصنة حقيقيين يقومون بنهب الشواطئ الإسلامية(11)،أما عملياتهم الحربية فقد كانت ضد الأساطيل التي تستولي على سفنهم، ومن ثمة تكون الغنائم البحرية التي يغنمها هي رد فعل على الأعمال القرصنية للأعداء، وكانت غنائم البحر تدر خزائن الدول بالأموال ومن مداخيل إفتداء الأسرى(12).

-----------------------------------------

(10)  ينظر: عبد الله الركيبي:الجزائر في عيون الرحالة الإنكليز،دط، دار الحكمة، الجزائر2010،ص 202.(11)  فاطمة الزهراء سيدهم:موراد إيالة الجزائر في مطاع القرن 19م، في مجلة كان التاريخية، العدد 13، السنة 2011، ص 28.(12)  نفسه.






(1) صبحي الصالح:الحماية من القرصنة في نظر الشريعة الإسلامية،مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية،الرباط 1986،ص 20-21.
(2) عبد الهادي التازي:موقف المغرب من القرصنة الدولية في العصر الوسيط،مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية،الرباط 1986،ص 53.
(3)   Daniel panzak : « les exlaves et leurs rangeons chez les berbares ques(EmXVII-debut X ise siecle)Revue       cahiers de la mediteranée, vol 65,2002,p1.                                                                                                  
(4) يحي بوعزيز:علاقات الجزائر الخارجية مع دول وممالك أوروبا،ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1986،ص 25-26.
(5)عبد الله حمادي:المورسكيون ومحاكم التفتيش في الأندلس1492-1616م،المؤسسة الوطنية للكتاب، تونس1989،ص136.
(6)                  Adolphe Badin:Jean Bart,Hachette,paris1867,p200
(7)  ينظر:عمر محمد الباروني:الإسبان وفرسان القديس يوحنا في طرابلس،مطبعة ماجي، طرابلس 1952، ص ص 40-50.
(8) راجع الموسوعة الإسلامية. الطبعة الثانية. مادة ليو افريكانوس Leo Africanus بقلم هيئة التحرير ؛ أنظر أيضا: م.م. الحجويحياة الوزان الفاسي وآثاره. الرباط 1935.
(9) إبراهيم سعيود:القرصنة المتوسطية خلال الفترة الحديثة، القرصنة الإيطالبة نموذجا،في مجلة الواحات للبحوث والدراات، العدد 11، السنة 2011،ص ص 145-162.
(10)  ينظر: عبد الله الركيبي:الجزائر في عيون الرحالة الإنكليز،دط، دار الحكمة، الجزائر2010،ص 202.
(11)  فاطمة الزهراء سيدهم:موراد إيالة الجزائر في مطاع القرن 19م، في مجلة كان التاريخية، العدد 13، السنة 2011، ص 28.
(12)  نفسه.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة