U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

سياسة حمودة باشا

سياسة حمودة باشا


سياسة حمودة باشا الخارجية:أ/الحرب على البندقية (1784-1792م): 


أعلن الحرب عليها دفاعا عن دولته وتجارته وكانت الحرب بسبب غرق سفينة تونسية من الأسطول البندقي، ونظرا لعدم تعويض البندقية الخسائر لتونس، وأعلنت هذه الأخيرة الحرب على البندقية، ومن نتائج هذه الحرب أولا توطيد هيبة تونس في الخارج، وثانيا خروج حمودة باشا ودولته أقوى وأغنى بكثير من الأول، ثالثة أنمعاهدة الصلح كلفت البندقية تعويضات كبيرة و هدايا غالية لتونس. ب/حرب طرابلس الغرب :


بدأ الخلاف بعد التحاق علي برغل بطرابلس الغرب وإعلانه الولاء للعثمانيين ومعاقبة القرمانليين، أحس حمودة ياشا بالخطر المحدق بتونس بعد وصول علي برغل عرف الذي بحقده الشديد لحمودة باشا خاصة بعد استضافة حمودة باشا للقرمنليين في قصره، كما كان علي برغل يرغب في احتلال بعض المدن التونسية كجرية وسوسة وصفاقس والحمامات.وبدأ على برغل في تنفيذ سياسته تجاه تونس عندما قام بأسر سفينة تونسية بداية 1794م ودعا الأتراك الذين في السفن للالتحاق به والعمل تحت راية العثمانيين، ثم توجه برغل في تنفيذ خطته التوسعية بالسيطرة على جزيرة جربة، عندما أحسن حمودة باشا بالخطر القادم والتهديد الذي تشكله الإيالتين العثمانيتين (طرابلس الغرب والجزائر) واعتبر السيطرة على حرية تهديدا لسيادته وسلطته على البلاد وكانت سياسة حمودة باشا واضحة تجاه على برغل عندما رفض الاعتراف به وولاته (حمودة) للقرمنليين ورفضه (حمودة) للإمدادات والاعانات التي تحتاجها طرابلس الغرب من الحبوب، وكان حمودة قد عزم على رد الهجوم إعادة جزيرة جربة إلى صفه ولغزو طرابلس ذاتها وطرد واليها العثماني علي برغل.فقد استطاع حمودة باشا استرجاع جزيرة جربة وبدأ في الدخول إلى طرابلس الغرب التي سيطر عليها بالطول والعرض، وحينئذ هرب على برغل وأبحر مع رجاله نحو مصر، وبعد أتم استرجاع البلاد أرجع القرمانليين إلى الحكم، وبهذا استطاع حمودة باشا تحقيق خطوات إيجابية متمثلة في إعادة وحفظ وتأكيد سيادته على البلاد ضد ثلاث قوى متسلطة وهي على برغل والدولة العثمانية والجزائر في وقت واحد . ج/ الحرب مع الجزائر :


الملاحظ أنه منذ اعتلاءه السلطة سعى حمودة باشا الى تفادي الصدام مع الجزائريين في أوقات غير مناسبة ، فطبق سياسة الحذر ، وذلك حتى يتمكن من استكمال سياسته والتي ترمي الى تدعيم سيادة البلاد والسعي لاستقلالها عن الجزائر ، لهذا تجده يتبنى سياسة مسايرة الجزائريين في تسلطهم مع العمل في نفس الوقت على تحقيق الإنجازات وهو ما حصل فعلا عند المواجهة الفاصلة سنة 1807م.ومن مظاهر سياسة حمودة باشا تجاه الجزائر اتخاذه لقرار منع ارسال حمولتين بحريتين من الزيت التونسي الى الجزائر ، رغم تدخل السلطان العثماني ، الا أن حمودة باشا رفض الرجوع عن قرارهولكي يثبت سلطته في البلاد قام حمودة باشا بزيارة الحدود التونسية مع الجزائر وهذا من اجل تهدئة الخواطر خاصة بالنسبة للأهالي الذين كانوا يتخوفون من نشوب حرب بين البلدين ، لذلك سار في هذه الجولة و طمأنهم ومن جهة اخرى كانت هذه الجولة تهدف الى تهديد باي قسنطينة واقناعه بأن تونس مستعدة لأي طارئ والملاحظ بأن حمودة باشا قد نجح في الامرين مع بعض.وعندما قامت الحرب بين تونس والبندقية وجد باي قسنطينة الفرصة لتهديد حمودة باشا في عرشه ، هذا الأخير وجد نفسه بين حربين حرب برية مع الجزائر واخرى بحرية مع البندقية ، مما جعله يرسل لإسبانيا يطلب منها التدخل من اجل الصلح مع الجزائر .ومع نهاية القرن الثامن عشر حصل أمران خدما القضية التي يبحث عنها حمودة باشا ، الأولى تتمثل في قتل حمودة باشا سنة 1799م للأمير يونس آخر الأمراء التونسيين المسنود من طرف الجزائر ، والأمر الثاني وقادة داي الجزائر الذي يعد ألد أعداء تونس ومجئ ابن أخيه الذي ربط علاقات ودية مع بايات تونس وباشا طرابلس .وبدأت الخلافات والتوتر في العلاقات عندما ادعى باي قسنطينة علانية بملكية بلاد الجريد - تتميز بتمرها والضرائب الكبيرة والتي تعتبر مورد هام للخزينة التونسية - وقد نجح حمودة باشا في استمالة باي قسنطينة إلى صفه الحاج مصطفى إنجليز. ولما علم داي الجزائر بهذه العلاقة عن طريق جواسيسه أمر بإعدام باي قسنطينة الذي فر ولجأ لباي تونس حمودة باشا الذي أكرمه وأنزله في أحدى حدائقة الخاصة وأمر بالإحسان إليه ، كما قام الباي التونسي يطرد مبعوث الداي حول قضية بلاد الجريد ، ونشير هنا إلى أن حمودة باشا قام بهذا الأمر عندما تيقن بأنه على أتم الاستعداد للمواجهة .كما قام حمودة باشا يقطع كل الهدايا والعطايا التي كانت ترسل إلى داي الجزائر سنويا ، وأوقف النفقات التي كانت تصرف على ضيوف و الوفود التي تأتي للجزائريين و التي كانت سابقا على عاتق الخزينة التونسية ، كما قام برفع الراية التونسية عاليا بعدا كانت سابقا غير مرفوعة إلا قليلا .ولما وصلت العلاقات الى القطيعة قام حمودة باشا يطرد الجزائريين ، واتخذ في البداية موقف الدفاع لا الهجوم ، غير أن الجزائر بادرت بالحصار على ميناء حلق الواد الذي يعد من أهم الموانئ التونسية لتمنع تحرك أسطولها التجاري وكذا الأسطول الحربي التونسي في هذه المنطقة وقطع أي تواصل خارجي مع أي قوة أخرى .وبعد هذا الحصار يعث حمودة باشا بقوات اجتازت الحدود وفرضت الحصار على قسنطينة سنة 1807م، غير أن هذه الحملة الأولى فشلت لدرجة أن جيش حمودة ترك كل شئ وراءه الا الاعلام أخذوها معهم ليعود من حيث أتى ، ثم بدأ حمودة في التفكير في الحملة الثانية للرد على الفشل في الأولى ، إذ بدأ القتال من جديد في الحدود - منطقة سلاطة - وقد حقق فيها حمودة انتصارا كبيرا على القوات الجزائرية في جويلية 1807م.،ومن الأسباب  الانهزام في الحملة الأولى خيانة جند الأتراك وهروبهم من الميدان ، أما الانتصار فيرجعه الكثير الى الدور الذي لعبه أبناء تونس في الحملة الثانية الذين كانت لديهم الرغبة في التخلص من تقود الداي الجزائري على تونس .بعد الهزيمة البرية لجأ داي الجزائر الى قواته البحرية من أجل الثأر ، خرج الأسطول الجزائري والذي أخذ في تعقب الأسطول التجاري التونسي وألحقت به أضرارا جسيمة ، كان لهذا التدخل أثرا كبيرا على نشاط التجاري للأسطول التونسي على مستوى المتوسط ، وفي سنة 1811م هجم الجزائريون على جزيرة جربة وتكبدت فيها تونس خسائر كبيرة .والملاحظ بأن البلدين كانا يريدان الابتعاد على الحرب لأن حمودة كان يود ابتعاد الجزائر عن التدخل في الشؤون التونسية ، وتذكر بعض المصادر بأن داي الجزائر أراد عقد صلح مع حمودة باشا يشرط تتعهد تونس بارسال حمولة سنوية من الزيت التونسي الى الجزائر ، الا أن حمودة باشا رفض الطلب والضريبة، عندئذ أمطر الأسطول الجزائري ميناء حلق الوادي الذي كان يحاصره بالذخائر والتيران فرد التونسيون على هذا الهجوم ففشلت القوات الجزائرية في تحقيق النصر في هذه المعركة .ثم لجأ داي الجزائر الى اشعال نار الحرب على الحدود بين القبائل ، وقد كان الجيش التونسي على أتم الاستعداد لهذه الحرب ، وفي سنة 1813م حدثت واقعتين بين الجيشين بريا وبحريا حققت فيها الجيوش التونسية انتصارات كبيرة في المعركة البحرية كانت في ميناء حلق الواد ، أما البرية فكانت نهاية سنة 1813م على الحدود والتي انسحب فيها جيش باي قسنطينة ، وبهذه الحروب استطاع حمودة باشا أن يفرض منطقه على داي الجزائر وينهي التدخل المستمر لدايات الجزائر في الشؤون الداخلية لتونس .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة