U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

الامتيازات الأجنبية في البلاد المغاربية خلال العهد العثماني


الامتيازات الأجنبية في البلاد المغاربية خلال العهد العثماني


1- تمهيد.

2-مفهوم الإمتيازات الأجنبية.

3-. مظاهر الإمتيازات الأجنبية في دول المغاربية.


1-تمهيد:
   يندرج نظام الامتيازات ضمن منطق اقتصادي تحكم في المبادلات التجارية بين الدول الغربية من ناحية، والعربية والإسلامية من ناحية أخرى،وقدبدأت هذه الإمتيازات في القرن 16م، حين منح السلطان العثماني الدول الأجنبية ورعاياها على أراضي الدولة العثمانية في فترات مختلفة،أو تلك التي  حصل عليها الأجانب نتيجة لضغوطهم السياسية والإقتصادية على الدولة العثمانية في عهود ضعفها وانحطاطها، فما هو مفهوم الإمتيازات؟وماهي مظاهرها على مجموع البلاد المغاربية في الفترة الحديثة ؟ 

2-مفهوم الإمتيازات الأجنبية:    الإمتيازات،وبالفرنسية"capitilation هي حقوق منحها السلاطين العثمانيون للدول الأجنبية ورعاياها في الإيالات العثمانية،منها حقوق قضائية،وحرية التجارة،وحرية إستخراج المعادن، وإقامة مراكز تجارية(1)، قد أرست هذه الإمتيازات لجملة من النظم والأعراف تتعلق بشؤون الجمارك،وتأمين حماية الأجانب وممتلكاتهم  وحرية ممارسة شعائر دينهم،وقد تضمنت الإمتيازات كذلك  نسبة الضرائب، وميراث المتوفين،التعاون ضد القرصنة(2).

-------------------------------------------------


(1) ياسر بن عبد العزيز محمود قاري:دور الامتيازات الأجنبية في سقوط الدولة العثمانية، ج ، أطروحة دكتوراه في التاريخ الحديث، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، 2001 ، ص 95.


(2) ينظر:يوسف حسن يوسف:الإتفاقيات والمعاهدات في القانون الدولي،مركز الكتاب الأكاديمي،ص 328.
3-. مظاهر الإمتيازات الأجنبية في بلاد المغارب:   انعقدت معاهدة الإمتيازات العثمانية الفرنسية بين السلطان سليمان القانوني  وفرانسوا الأول  ملك فرنسا،وبعد هذه المعاهدة أخذت فرنسا تعين قناصلها في كافة أنحاء الإمبراطورية العثمانية،ثم أخذ الانجليز منح أول امتياز تجاري للانجليز سنة 1851م(3)،وهكذا توالت المعاهدات الجزائرية الأوروبية والتي كان عمادها الإمتيازات الأوروربية في بلاد المغرب،كمعاهدة سنة 1619م مع فرنسا،على إنشاء حصن الباستيون في مدينة القالة (4)،ثم معاهدة سنة 1628م،ثم معاهدة 1689م،وكانت معاهدات الجزائر مع فرنسا كيرة العدد بلغت أكثر من 60 معاهدة أكثرها كان لتنظيم المسائل التجارية والإقتصادية بين الدولتين،وذلك من القرن 17م إلى 1830م.وبلغت معاهدات الجزائر مع بريطانيا أكثرمن 18 معاهدة امتدت من سنة 1655م، إلى غاية 1824م(5).
    ثم توالت المعاهدات مع باقي الدول الأوروبية،مع إيطاليا ومع هولندا،والدنمارك، والسويد،ومع الولايات المتحدة الأمريكية،وألمانيا(6).
    وفي تونس،ومنذ القرن السابع عشر عمدت كل كم فرنسا وبريطانيا وهولندا إلى فرض تطبيق منظومة الامتيازات الخاصة على الإيالة، وقد وقعت أول إتفاقية في ظل حكم يوسف داي مع مرسيليا سنة 1617م وهولندا سنة 1622م،وبموجب المعاهدة الأولى الموقعة مع الإيالة التونسية بتاريخ 25 نوفمبر 1665م(7)، تحصلت فرنسا من جديدعلى أفضل الامتيازات قياسا بالدول الأوروبية الأخرى، بما يضمن لها مكانة سياسية واقتصادية تفاضلية، تشمل حرّية التجارة إلى جانب إعفاء الجالية الفرنسية من الخضوع للتشريعات المحلية فضلا عن منح القنصل الفرنسي الأسبقية بالنسبة إلى نظرائه الأوروبيين. وبالنسبة لتونس، فقد ظلت تجارتها الخارجية إلى غاية 1662م موجهة نحو تفضيل التعامل مع العالم الاسلامي، لكن الحركة التجارية بإتجاه أوروبا تعززت بسرعة حيث أصبحت فرنسا منذ 1680م تتحكم في ثلثي التجارة الخارجية التونسية(8).
 
    وفي المغرب الأقصى،فإن الإرهاصات الأولى لنظام الإمتيازات مع الدول الأوروبية قد ظهرت في عهد المولى عبد الله بن السلطان إسماعيل(1727-1757م)،حيث قام بالمصادقة على معاهدة مع بريطانيا سنة 1729م،إرتكزت على الكثير من الإمتيازات القضائية والتسهيلات الجمركية والضريبية على الرعايا البريطانيين في المغرب(9)،ونفس الإمتيازات طبقت على رعايا دولة هولندا(10)، وفي عهد السلطان محمد بن عبد الله (1757-1790م)،ومن أولى معاهدات الإمتيازات في عهده نجد معاهدة سنة 1763م مع دولة السويد،ثم معاهدتين مع البندقية ،الأولى سنة 1765م والثانية سنة 1795م،بالإضافة إلى معاهدة مع نابولي سنة 1782م(11)،وجاءت المعاهدة المغربية الفرنسية سنة لتكرس نظام الإمتياز وذلك سنة 1767م،ثم المعاهد المغربية الدنماركية في نفس السنة، والمعاهد المغربية البرتغالية سنة 1773م(12).
    ثم تطورت الإمتيازات في المغرب الأقصى في القرن 19م،مع بداية التنافس الأوروبي على المغرب الأقصى،من خلال فرض معاهدات على المغرب،كمعاهدة المغرب مع بريطانيا سنة 1856م(13)،ثم الإتفاقية المغربية الإسبانية سنة 1861م،ثم الإتفاقية المغربية الفرنسية سنة  1863م(14).


 ----------------------------------------------

(3) ميمونة حمزة المنصور :تاريخ الدولة العثمانية، ط 1 ، دار الحامد ، عمان 2008، ص75 - 76.
(4) ينظر قدور عبد المجيد: النشاط الإقتصادي الفرنسي في الجزائر وتونس في العهد العثماني، في مجلة العلوم الإنسانية، العدد 28، ص ص 269-279.
(5) مولود قاسم نايت بلقاسم: شخصية الجزائر وهيبتها الدولية قبل سنة 1830م،ط2، دار الأمة،الجزائر 2007، ج1،             ص ص 56-61، وص 196.
(6) نفس المرجع،ص ص 181-189.
(7) ينظر:كمال مايدي:جوانب من العلاقات الخارجية لإيالة تونس مع فرنسا والدويلات الإيطالية في عهد حمودة باشا الحسيني(1782-1814م) في مجلة عصور،المجلد 17، العدد2، ديسمبر 2018،ص ص 167-204.
(8)  Plantet, Eugène :  Correspondance Des Beys de Tunis et Des Consuls De                                             France avec laCour (1770-1830), 3 Tome, Félix Algan, Paris 1899, T 3, p 146.                                                  
(9) ب.جروجرز: العلاقات الإنجليزية - المغربية، ترجمةيونان لبيب ، الدار البيضاءدار الثقافة، 1981،ص 129 130.
)10( عبد الرحمن بن زيدان:العلائق السياسية للدولة العلوية، تقديم وتحقيقعبد اللطيف الشاذلي الرباط: المطبعة الملكية، 1420 هـ / 1999 م، ص 49 ..
(11) عبد الرحمن ابن زيدان، إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس،مطابع إديال،الدار البيضاء 1990 م،ج3، ص 277   -283، وينظر : بهيجة سيمو، إيطاليا والحماية القنصلية بالمغرب،في مجلة بحوث، العدد الأول، جامعة الحسن الثاني بالمحمدية 1999 ، ص 77  78 .
(12) ابن زيدان: إتحاف ، مصدر سابق، ج 3 ، ص 265  276 .، وص ص 283-290 وص ص  290-297.
(13) ر.كجرزتاريخ العلاقات الإنجليزية  المغربية، مرجع سابق، ص 209.
(14) هند محمد العبد الله المطلقالإمتيازات الأجنبية وأثرها على إستقلال المغرب الأقصى، دكتوراه،جامعة الملك عبد العزيز، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، قسم التاريخ، السعودية، 2008 ، ص12.










(1) ياسر بن عبد العزيز محمود قاري:دور الامتيازات الأجنبية في سقوط الدولة العثمانية، ج ، أطروحة دكتوراه في التاريخ الحديث، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، 2001 ، ص 95.
(2) ينظر:يوسف حسن يوسف:الإتفاقيات والمعاهدات في القانون الدولي،مركز الكتاب الأكاديمي،ص 328.
(3) ميمونة حمزة المنصور :تاريخ الدولة العثمانية، ط 1 ، دار الحامد ، عمان 2008، ص75 - 76.
(4) ينظر قدور عبد المجيد: النشاط الإقتصادي الفرنسي في الجزائر وتونس في العهد العثماني، في مجلة العلوم الإنسانية، العدد 28، ص ص 269-279.
(5) مولود قاسم نايت بلقاسم: شخصية الجزائر وهيبتها الدولية قبل سنة 1830م،ط2، دار الأمة،الجزائر 2007، ج1،             ص ص 56-61، وص 196.
(6) نفس المرجع،ص ص 181-189.
(7) ينظر:كمال مايدي:جوانب من العلاقات الخارجية لإيالة تونس مع فرنسا والدويلات الإيطالية في عهد حمودة باشا الحسيني(1782-1814م) في مجلة عصور،المجلد 17، العدد2، ديسمبر 2018،ص ص 167-204.
(8)  Plantet, Eugène :  Correspondance Des Beys de Tunis et Des Consuls De                                             France avec laCour (1770-1830), 3 Tome, Félix Algan, Paris 1899, T 3, p 146.                                                  
(9) ب.ج. روجرز: العلاقات الإنجليزية - المغربية، ترجمة: يونان لبيب ، الدار البيضاء: دار الثقافة، 1981،ص 129 130.
)10( عبد الرحمن بن زيدان:العلائق السياسية للدولة العلوية، تقديم وتحقيق: عبد اللطيف الشاذلي الرباط: المطبعة الملكية، 1420 هـ / 1999 م، ص 49 ..
(11) عبد الرحمن ابن زيدان، إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس،مطابع إديال،الدار البيضاء 1990 م،ج3، ص 277   -283، وينظر : بهيجة سيمو، إيطاليا والحماية القنصلية بالمغرب،في مجلة بحوث، العدد الأول، جامعة الحسن الثاني بالمحمدية 1999 ، ص 77 78 .
(12) ابن زيدان: إتحاف ، مصدر سابق، ج 3 ، ص 265 276 .، وص ص 283-290 وص ص  290-297.
(13) ر.كجرز: تاريخ العلاقات الإنجليزية المغربية، مرجع سابق، ص 209.
(14) هند محمد العبد الله المطلق: الإمتيازات الأجنبية وأثرها على إستقلال المغرب الأقصى، دكتوراه،جامعة الملك عبد العزيز، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، قسم التاريخ، السعودية، 2008 ، ص12.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة