U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

المواجهة الاستعمارية


المواجهة الاستعمارية


 1-تمهيد.
2-مفهوم المواجهة الإستعمارية.

3-مظاهر المواجهة الإستعمارية في بلاد المغارب.

1-تمهيد:   لم تكن المواجهة الإستعمارية مع بلدان المغرب في القرن13هـ/19م،عسكريا تقليديا،بل كان هذا الغزو الجديد عبارة عن هجوم حضاري،وبتقنيات حديثة،وكان هذا التفوق الحداثي هو الذي حسم المعركة لصالح الجيش الأوروبي في كل بلاد المغرب بدأ من الجزائر،وانطلاقا من الغزو العسكري لهذه البلاد والذي رافقه غزو إقتصادي وسياسي،ثم إلى غزو فكري وثقافي،فالمواجهة الإستعمارية كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى غرس الحداثة الأوروبية، فما هي المواجهة الإستعمارية لبلاد المغارب؟ وكيف كانت المواجهة الإستعمارية المنطقة المغاربية؟

2-مفهوم المواجهة الإستعمارية:    ظهرت فكرة المواجهة أو المواجهة الإستعمارية كمصطلح ومفهوم فكري يدل على المماثلة لإستعددات الآخر،وخاصة بعد إحتلال فرنسا للجزائر سنة 1830م،مما يؤكد إحساس منطقة المغارب،بطبيعة الغزو الإستعماري، الذي فهموه بأنه غزو حضاري، ناتج عن الحداثة والتطور في أوروبا،وهكذا بدأ التأهب للمواجهة والمراجع الذاتية الحضارية،والتجديد في مفاهيم التقنيات والآليات والمفاهيم والأفكار( السياسية والعسكرية والإقتصادية..إلخ) (1)  .
   إثر إنفجار الثورة الصناعية في بريطانيا وفرنسا،وأخذت تتسع في أوروبا وأمريكا،كما انفجرت الثورة الفكرية والسياسية في فرنسا،وهكذا بعد أن أخذت أوروبا طابعها الجديد المؤسس على النظام الليبرالي الرأسمالي الجديد،إنفجرت الحركة الإستعمارية وانطلقت الدول الأوروبية في تنافس شديد،وأصبحت منطقة المغارب وشمال إفريقيا بالكامل الهدف لهذه  الحركة الإستعمارية،بدأ من هجوم نابليون على مصر عام 1799م(2) .

----------------------------------------------------
(1) أحمد العماري:نظرية الإستعداد في المواجهة الحضارية للإستعمار،المعهد العالمي للفكر الإسلامي، سلسلة الرسائل الجامعية،1981، ص 233.

(2) أحمد العماري:نظرية الإستعداد في المواجهة الحضارية للإستعمار،المعهد العالمي للفكر الإسلامي، سلسلة الرسائل الجامعية،1981، ص 233.

3-مظاهر المواجهة الإستعمارية في بلاد المغارب:    استمرت المواجهات العسكرية الأوروبية مع بلدان المغارب في كل الفترة الحديثة،ففي  بداية القرن التاسع عشر ومع انتهاء الحروب النابوليونية واتفاق الدول الأوروبية في مؤتمرفينا سنة 1815م،على محاربة القرصنة(3)،ومباشرة بعد هذا المؤتمر جاء التهديد الإنكليزي على الإيالات المغاربية سنة 1816م(4)،ثم الحملة الأمريكية على الجزائر سنة 1815م(5)، ثم الحملة الإنجليزية على الجزائر سنة 1824م(6).
    على أن الحملة العسكرية على الجزائر سنة 1830م،شكّلت منعطفا حاسما،إذ أظهرت الدول الأوروبية بمظهرجديد، مظهر دول مصنعة اكتسبت بفضل القوة البخارية وسائل مادية جبارة لا يمكن لبلد ظل محافظ على بناه التقليدية كالمغرب وتونس أن تصمد أمامها،وخاصة بعد معركتي إيسلي وتطوان سنتي 1844م و1860م،ثم معاهد طنجة في نفس السنة،ثم الإتفاقية المغربية الإنكليزية سنة 1856م،والإتفاقية المغربية الإسبانية سنة 1861م،ثم مؤتمر مدريد سنة 1880م، الذي كرّس التبعية الإستعمارية للمغرب الأقصى(7) ، وهي مجموعة من القيود المفروضة على المغرب ،فبدأت حينئد التنافس الإسعماري على المغرب(8).
  ثم سخّرت أوروبا الغربية جهودها للتوسع التجاري والمالي والعسكري خارج القارة الأوروبية بعد مؤتمر فينا،كان أول من استهدف إلى هذا التوسع بلدان شمال إفريقيا لقربها من أوروبا ولإرتباط مصالحها معها منذ القديم،فتعرضت إلى شتىّ  المبادرات  الأوروبية، منها الإقتصادية والعسكرية لحالة الجزائر،أو الدبلوماسية والإقتصادية مثل تونس والمغرب(9).
     ومن الأمور التي اتخدتها إيالة تونس في سبيل المواجهة مع أوروبا قرارإلغاء الرق سنة 1846م،وتكوين جيش نظامي عصري،وعهد الأمان سنة 1857م، وإنشاء إصلاح دستوري في سنة 1861م(10).

-------------------------------------------
(3) انعقد في النمسا، وقد حضر  أعمال المؤتمر عدة وفود وعلى رأسهم القوى الكبرى آنذاك، انجلترا، النمسا، روسيا،بروسيا، فرنسا، وقد اعتبره المؤرخون أعظم إتفاق دبلوماسي أوروبي أمكن الوصول إليه بعد صلح وستفاليا سنة 1648م.    
(4) عبد الجليل التميمي: بحوث ووثائق في التاريخ المغربي(1816-1871م)،ط2،ديوان المطبوعات الجامعية،الجزائر،مركز الدراسات والبحوث عن الولايات العربية في العهد العثماني،1985،ص57 .
(5)  لمزيد من التفاصيل ينظر: كاتكارت: مذكرات أسير الداي كاتكارت قنصل أمريكا في المغرب، ترجمة وتعليق:اسماعيل العربي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر  1982، 153، جون(ب) وولف: الجزائر وأوربا 1500-1830م، ترجمة وتعليق: أبو القاسم سعد الله، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر ، 1986، ص 416.
(6) فاطمة بن عيسى:المسألة الجزائرية في المؤتمرات الدولية من خلال وثائق مركز المحفوظات الوطنية للدراسات التاريخية بالجزائر 1815-1818م،في المجلة المغاربية للدراسات التاريخية والاجتماعية، العدد 01، جوان 2018،ص ص 54-73.
(7) حسن صبحي: التنافس الإستعماري في المغرب 1884-1904م،دار المعارف، مصر1965،ص 23.
(8) محمد الأمين البزاز:الإصلاح والمشكل الصحي في مغرب القرن 19م، في ندوة  الإصلاح والمجتمع المغربي في القرن 19م،منشورات كلية الأداب  والعلوم الإنسانية بالرباط 1983،ص 230.
(9) محمد الهادي شريف:مشكلة الإصلاحات بتونس وارتباطها بمسألة العلاقات التونسية العثمانية، حوالي 1840م،في ندوة  الإصلاح والمجتمع المغربي في القرن 19م،منشورات كلية الأداب  والعلوم الإنسانية بالرباط ،1983،ص 135.
(10) عبد المجيد التركي:السياسة الشرعية في اتحاف اهل الزمان لإبن أبي الضياف ،في ندوة  الإصلاح والمجتمع المغربي في القرن 19م،منشورات كلية الأداب  والعلوم الإنسانية بالرباط ،1983،ص 152.


         

 





(1) أحمد العماري:نظرية الإستعداد في المواجهة الحضارية للإستعمار،المعهد العالمي للفكر الإسلامي، سلسلة الرسائل الجامعية،1981، ص 233.
(2) أحمد العماري:نظرية الإستعداد في المواجهة الحضارية للإستعمار،المعهد العالمي للفكر الإسلامي، سلسلة الرسائل الجامعية،1981، ص 233.
(3) انعقد في النمسا، وقد حضر  أعمال المؤتمر عدة وفود وعلى رأسهم القوى الكبرى آنذاك، انجلترا، النمسا، روسيا،بروسيا، فرنسا، وقد اعتبره المؤرخون أعظم إتفاق دبلوماسي أوروبي أمكن الوصول إليه بعد صلح وستفاليا سنة 1648م.    
(4) عبد الجليل التميمي: بحوث ووثائق في التاريخ المغربي(1816-1871م)،ط2،ديوان المطبوعات الجامعية،الجزائر،مركز الدراسات والبحوث عن الولايات العربية في العهد العثماني،1985،ص57 .
(5)  لمزيد من التفاصيل ينظر: كاتكارت: مذكرات أسير الداي كاتكارت قنصل أمريكا في المغرب، ترجمة وتعليق:اسماعيل العربي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر  1982، 153، جون(ب) وولف: الجزائر وأوربا 1500-1830م، ترجمة وتعليق: أبو القاسم سعد الله، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر ، 1986، ص 416.
(6) فاطمة بن عيسى:المسألة الجزائرية في المؤتمرات الدولية من خلال وثائق مركز المحفوظات الوطنية للدراسات التاريخية بالجزائر 1815-1818م،في المجلة المغاربية للدراسات التاريخية والاجتماعية، العدد 01، جوان 2018،ص ص 54-73.
(7) حسن صبحي: التنافس الإستعماري في المغرب 1884-1904م،دار المعارف، مصر1965،ص 23.
(8) محمد الأمين البزاز:الإصلاح والمشكل الصحي في مغرب القرن 19م، في ندوة  الإصلاح والمجتمع المغربي في القرن 19م،منشورات كلية الأداب  والعلوم الإنسانية بالرباط 1983،ص 230.
(9) محمد الهادي شريف:مشكلة الإصلاحات بتونس وارتباطها بمسألة العلاقات التونسية العثمانية، حوالي 1840م،في ندوة  الإصلاح والمجتمع المغربي في القرن 19م،منشورات كلية الأداب  والعلوم الإنسانية بالرباط ،1983،ص 135.
(10) عبد المجيد التركي:السياسة الشرعية في اتحاف اهل الزمان لإبن أبي الضياف ،في ندوة  الإصلاح والمجتمع المغربي في القرن 19م،منشورات كلية الأداب  والعلوم الإنسانية بالرباط ،1983،ص 152.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة