U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

الايالات المغاربية(الجزائر-تونس-طرابلس الغرب) والمغرب الاقصى وأوروبا في العصر الحديث: التجارة

الايالات المغاربية(الجزائر-تونس-طرابلس الغرب) والمغرب الاقصى وأوروبا في العصر الحديث: التجارة    


-تمهيد.

- مع الجزائر .

-مع تونس.

- مع طرابلس الغرب.

-مع المغرب الأقصى.

1-تمهيد:
   يأتي الإهتمام الأوروبي بالتجارة المغاربية خلال الفترة الحديثة في سباق التطورات الكبيرة والعميقة التي شهدتها أوروبا(1).وتُعُّد العلاقات التجارية بين الدول ضرورة حياتية عبر التاريخ، وذلك لحتمية تبادل السلع والخدمات والثقافات بين الأفراد والدول،وقد جعل الموقع الجغرافي للبحر المتوسط منطقة وسط بين أوروبا وبلاد المغارب،فكيف كانت مظاهر التجارة بين أوروبا وبلاد المغرب في الفترة الحديثة؟
2-مع الجزائر:     كانت التجارة الخارجية للجزائر تتم مع أوروبا عن طريق الموانئ بواسطة الأجانب وعدد قليل من الجزائريين،لقد إزدادت الحركة التجارية للجزائر في الفترة الحديثة،فقد كثرت في مدينة الجزائر وخاصة الميناء،الدكاكين والمخازن الموجهة للتصدير الخارجي، وارتبطت المدن الجزائرية الشمالية كذلك بعدد كبير من التجارة الداخلية، وخاصة تجارة القوافل الآتية من السودان وما توفره من سلع إفريقية كبيرة، وخاصة الملح والرقيق، وكذا الذهب والمعادن،والجلود وغيرها(2).وقد ارتبطت مدن جزائرية مثل قسنطينة وعنابة وورقلة بالتبادل التجاري، المحلي  وعن طريق القواقل، التي جعلتها محطة للتجارة مع بلاد السودان أو حع البلدان المغاربية،وكانت تحمل أطنان من السلع المختلفة الآتية من  مناطق جنوب الصحراء أو سجلماسة، أو فاس، وكذلك من تونس، ومن فزان بليبيا (3).وفي إطار التبادل التجاري الخارجي للجزائر، أصبحت مدينة الجزائر وعنابة والقالة على إتصال مباشر بالموانئ الأوروبية،كما حافظت على صلة وثيقة مع موانئ أوروبا مثل نابولي وليفورنو البندقية ومرسيلياو غيرها، وقد وصلت مثلا لميناء ليفورن 133 سفينة تجارية بين سنتي 1794-1830م،وقد إختلفت ضريبة الجمركة من دولة إلى أخرى فقد كانت تتراوح ما بين 3% و 12%، وذلك حسب الإتفاقيات المبرمة مع تلك الدول.وخاصة مع فرنسا،حيث لوحظ عدد كبير بين الدولتين في المعاهدات التجارية،وكذا إزدياد النشاط التجاري الفرنسي في الجزائر،وإلى جانب ذلك إعترفت الجزائر بالثورة الفرنسية ووقفتمعها في محنتها الاقتصادية عام 1789م،م وأمدتها بالأموال والحبوب(4) .    

-------------------------------------
(1) ينظر: عبد القادر سيد أحمد:تيارات التبادل في البحر الأبيض المتوسط،تعريب عبد الرزاق الحليوي،منشورات البحر المتوسط،تونس 1997،ص23.
(2) ينظر:عبد الله بن محمد الشويهد:قانون أسواق مدينة الجزائر 1107-1117هـ/1695-1705م،تحقيق ناصر الدين سعيدوني، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع 1974،ص 35.
(3)                                              C.Charmet :le commerce de tunisie au xviiie siécles,Alger,p 65.                        

(4) جمال قنان:معاهدات الجزائر مع فرنسا 1619-1830م، المؤسسة الوطنية للكتاب،الجزائر 1987،ص 181.

3- مع تونس:    يبين التوجه الجديد للإيالة العثمانية بتونس التي أولت اهتماما كبيرا للتجارة البحرية خاصة في فترة حكم كل من علي باي(1759- 1782م) وابنه حمودة باشا (1782- 1814م)، الذي وجه عنايته إلى الوسائل التي من شأنها أن تسهم في تطوير الموانئ وتحديثها (بنزرت – حلق الوادي – غار الملح)،حيث إحتكرت المدن الساحلية العلاقات التجارية مع الخارج،وخاصة العالم المتوسطي،بتصدير الزيوت والمحاصيل الزراعية،والمصنوعات الحرفية مثل المنسوجات بصورة عامة وكذلك الشاشية(5)،ومن الواردات من الخارج نجد اللباس والأثاث والأسلحة، وكانت هناك محطات للتصدير والتوريد مثل محطة طبرقة  للمتاجرة مع الجنويين لصيد المرجان والمتاجرة بالجبوب ومحطة راس النيقرو مع الفرنسيين لللمتاجرة بالدرجة الأولى بالحبوب(6) .

---------------------------------------------------------
(5) ينظر:عبد الرحيم بنحادة وعبد الرحمن المودن :انتقال الأفكار والتقنيات في المغارب والعالم المتوسطي،مطبعة النجاح الجديدة،الدار البيضاء، ص169.                                                 
(6) نفس المرجع، 170

4-مع المغرب الأقصى:      في الفترة الحديثة عملت بعض الموانئ المغربية على توريد بعض السلع مثل التبغ والقطن،والبارود،مع كل من فرنسا وهولندا وإنجلترا، وكانت تصدر الجلود والصوف والشمع والمعادن ونقود الذهب وريش النعام والتمور،وكان المغاربة يجدون في الولايات الإيطالية الصغيرة موقعا لبيع غنائمهم البحرية مثل ليفورن وجنوة وبيزا(7).وقد احتل المرسيليون المرتبة الأولى في التجارة مع المغرب،ومن السلع كذلك المستوردة من وروبا التبغ والتوابل والأغطية والأثواب،وأسلاك الحديد والمرايا (8).    ومن التجارة التي كانت رائجة في الفترة السعدية،تجارة السكر،حيث إحتكرت الشركة البربرية الإنكليزية هذه التجارة، وكانوا يستوردون الزرابي والحبوب والمعادن،ومن الموانئ التي كانت رائجة في التجارة الخارجية نجد الصويرة ومراكش،والرباط وسلا وأزمير وغيرها وكانت تجلب أنواع من الأسلحة والأخشاب،حرصت السلطة السياسية بالمغرب خلال القرن الثامن عشر على الانخراط في المبادلات التجارية البحرية مع أوربا، باعتبارها وسيلة لضمان سيادة الدولة، وتعزيز قدراتها المالية، وترسيخ مركزيتها وتحقيق استقلاليتها تجاه القبائل ومكونات المجتمع الأخرى(9).     وكان المولى إسماعيل مهتما بالتجارة ،ويعتبرها أحسن من القرصنة،حيث كانت التجارة تعطيه كمية كبيرة من المداخيل ، بلغت 10% من الواردات ونسبة 20إلى 25%من الصادرات،وكانت أهم الصادرات إلى فرنسا هي الشمع(10).وقدلعبت المستعمرات الإسبانية في المغرب ،في كل من سبتة ومليلية دورا هاما في تبادل السلع،بينها وبين قادش،ومنها إلى أوروبا،رغم أن السياسة الإسبانية كانت تحمل في طياتها ذلك العداء التاريخي للعالم الإسلامي ،وعمدت إلى القطيعة معه سياسيا وإقتصاديا (11).

----------------------------------
(7) ينظر:عبد الإله الفاسي:تطور علاقات العدوتين  الرباط وسلا،بالبحر من القرن 17 إلى القرن 19م، في سلسلة الندوات،البحر في تاريخ المغرب،تنسيق رقية بلمقدم ،منشورات كلية الأداب والعلوم الإنسانية، بالمحمدية، المغرب 1996،ص 234-235.                .                        
(8) نفس المرجع،ص 235.                   .                        
(9) عبد الكريم كريم: المغرب في عهد الدولة السعدية،ط3،منشورات جمعية المؤرخين المغاربة، الرباط 2006،ص 265-266.           .                        
(10) محمد علي عامر ومحمد خير فارس:تاريخ المغرب العربي الحديث"المغرب الأقص،ليبيا"منشورات جامعة دمشق،1999م ص97، 98.

(11)Nahvidad Planas:les majorquins et le monde musulman,a l'epoque moderne,bulletin hispanique,t 02,1991,pp115,128
5-مع طرابلس الغرب:  كانت إيالة طرابلس كفيرها من الإيالات العثمانية في المنطقة المغاربية،تتمتع بتجارة خارجية متينة مع الدول الأوروبية،وكانت تقوم بدور الوساطة في تمرير التجارة الإفريقية إلى أوروبا،وكانت بعض السلع مطلوبة في الأسواق الأوروبية مثل الحلفاء والجلود والعقاقير النباتية والملح والذهب(12) .كما كانت طرابلس الغرب تصدر إلى أوروبا ريش النعام وجلود النمور وعاج الفيل،وكانت موانئ طرابلس الغرب تعج بالمنتوجات الموجهة للتصدير،وكثرة السفن الأوروبية  والتي تحمل الأعلام الهولندية والفرنسية والإنكليزية،ومن النمسا وتوسكانيا(13)،كما كانت تجارة الذهب والرقيق من أهم موارد الإيالة العثمانية في طرابلس مع الدول الأوروبية(14)،ومن السلع المستوردة من أوروبا نجد البن والعطور،الصابون والورق وغيرها من السلع المصنعة والنصف مصنعة،والشاي والألبسة، وكانت النقود الذهبية والفضية والنحاسية شائعة بين التجار وفي ممارسة التبادل التجاري، بالإضافة إلى المقايضة في السلع(15).

----------------------------------

(12) ينظر:تيسير بن موسى:المجتمع العربي الليبي في العهد العثماني، -دراسة تاريخية اجتماعية-الدار العربية للكتاب،طرابلس 1988، ص 158.
(13) ينظر: أتوري روسي:ليبيا منذ الفتح العربي حتى 1911م،تعريب خليفة التليسي، دار الثقافة، بيروت 1973، ص303.
(14) تيسير بن موسى:مرجع سابق ،ص 186.
(15) نفسه: ص 203.






(1) ينظر: عبد القادر سيد أحمد:تيارات التبادل في البحر الأبيض المتوسط،تعريب عبد الرزاق الحليوي،منشورات البحر المتوسط،تونس 1997،ص23.
(2) ينظر:عبد الله بن محمد الشويهد:قانون أسواق مدينة الجزائر 1107-1117هـ/1695-1705م،تحقيق ناصر الدين سعيدوني، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع 1974،ص 35.
(3)                                              C.Charmet :le commerce de tunisie au xviiie siécles,Alger,p 65.                        
(4) جمال قنان:معاهدات الجزائر مع فرنسا 1619-1830م، المؤسسة الوطنية للكتاب،الجزائر 1987،ص 181.
(5) ينظر:عبد الرحيم بنحادة وعبد الرحمن المودن :انتقال الأفكار والتقنيات في المغارب والعالم المتوسطي،مطبعة النجاح الجديدة،الدار البيضاء، ص169.                                                 
(6) نفس المرجع، 170.                  .                        
(7) ينظر:عبد الإله الفاسي:تطور علاقات العدوتين  الرباط وسلا،بالبحر من القرن 17 إلى القرن 19م، في سلسلة الندوات،البحر في تاريخ المغرب،تنسيق رقية بلمقدم ،منشورات كلية الأداب والعلوم الإنسانية، بالمحمدية، المغرب 1996،ص 234-235.                .                        
(8) نفس المرجع،ص 235.                   .                        
(9) عبد الكريم كريم: المغرب في عهد الدولة السعدية،ط3،منشورات جمعية المؤرخين المغاربة، الرباط 2006،ص 265-266.           .                        
(10) محمد علي عامر ومحمد خير فارس:تاريخ المغرب العربي الحديث"المغرب الأقص،ليبيا"منشورات جامعة دمشق،1999م ص97، 98.
(11)Nahvidad Planas:les majorquins et le monde musulman,a l'epoque moderne,bulletin hispanique,t 02,1991,pp115,128.                                                                             
(12) ينظر:تيسير بن موسى:المجتمع العربي الليبي في العهد العثماني، -دراسة تاريخية اجتماعية-الدار العربية للكتاب،طرابلس 1988، ص 158.
(13) ينظر: أتوري روسي:ليبيا منذ الفتح العربي حتى 1911م،تعريب خليفة التليسي، دار الثقافة، بيروت 1973، ص303.
(14) تيسير بن موسى:مرجع سابق ،ص 186.
(15) نفسه: ص 203.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة