U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

علاقات تونس مع إيالة الجزائر


علاقات تونس مع إيالة الجزائر


1 العلاقات السياسية : 

تميزت العلاقات السياسية بين إيالتي الجزائر وتونس في فترة القرن الثامن عشر بعدم الاستقرار ، فتباينت بين الهدنة والحرب ، فكان العثمانيون الأتراك يعتبرون تونس إقليما تابعا لإيالة الجزائر و كانت تونس ترفض ذلك ، بينما ظل يايات تونس يطمعون في الاستيلاء على قسنطينة و فيما يلي بعض التطورات السياسية بين الإيالتين أ- تطور العلاقات بعد تأسيس البيت الحسيني في تونس :

 أولا : الخلاف بين الحسين بن علي و الداي مصطفى

صادف بداية حكم الحسين بن على خلافا مع داي الجزائر " الداي مصطفى" كان سيؤدي إلى حرب دامية ، و ذلك سنة 1705 ، و بداية من 28 أوت ، ودامت المعارك قرابة الشهر ليستقر الأمن و يفتح باب التفاوض و يدوم السلم بين الإيالتين من 1705 إلى 1728. دام السلم قرابة الثلاثين سنة تخللته بعض المناوشات مثل التحالف التونسي الجزائري في مهاجمة قبيلة الحنانشة سنة 1724

ثانيا : الحرب الأهلية في تونس 1728 و التدخل الجزائري

بعد إعلان الحسين بن على عن إلغاء ولاية العهد من ابن أخيه "على باشا " و توريث الحكم لابنه محمد تمرد على باشا على هذا القرار و أراد أن يسترجع ما فقده من حكم في تونس ،و بذلك دخلت تونس مرحلة جديدة شهدت الأسرة الحسينية صراعا حول السلطة ، و كان التدخل الجزائري بدعم علي باشا ضد الداي حسين, فاستقبلت الجزائر علي باشا بعد فراره من تونس سنة 1729 ، لتكون المساعدة الفعلية سنة 1735 لتنحية الحسين بن علي من الحكم و اسقاطه و تولي ابن أخيه زمام القيادة . 

ثالثا : تعاون الأسطولين الجزائري و التونسي:

و ذلك سنة 1741 ، أين أتحد الأسطولين الجزائري و التونسي و تم إلقاء القبض على باخرتين فرنسيتين كانت تمارسان تجارة غير مسموحة في الأقاليم البحرية " الجزائرية التونسية "، بأمر من بوحانك باي قسنطينة و علي باشا حاکم تونس وهذا مظهر من مظاهر التعاون بين الإيالتين 

رابعا : الهدنة بين الإيالتين:

تمت الهدنة بين الطرفين ما بين 1787 و 1800 فظهرت مشاكل داخلية في الجزائر شغلت صالح باي " باي قسنطينة عن تونس مثل ثورة الحنانشة سنة 1801 ، أما فيما يخص تونس فقد داوم حمودة باشا دفع الضرائب و إن لم يكن مقتنعا بها كما انشغل في إخماد الحرب مع إيطاليا إلى غاية سنة 1792.ملاحظة : وجدت علاقة صداقة بين حمودة باشا و الباي القسنطيني "مصطفى انقليز" ، و هذه النقطة تؤكد أن الحروب بين الأبالتين كانت بالدرجة الأولى الخلافات الشخصية بين الحكام 

2 - العلاقات الاقتصادية :تمثلت العلاقات الاقتصادية بين الإيالتين في المبادلات التجارية التي تعتبر أحد أوجه النشاط الذي يعتمد على التبادل سواء بين الأفراد و تسمى المقايضة ، أو بين الدول و تسمى علاقات تجارية أو مبادلات في الصدر و استيراد )تشترك الإيالتين في منتج القمح في ميدان الزراعة فكانت الوجهة المشتركة أوربا ، إضافة إلى منتجات أخرى أما فيما يخص المبادلات بين الإيالتين ، فقد وجدت بقسنطينة أسواق محلية تجتمع فيها مختلف القبائل من الأيالتين في أيام معينة من الأسبوع تعرض فيها البضائع . 

أ- أهم الأسواق الجهوية : سوق أولاد عبد النور ، سوق الحراكتة ، سوق الكنية ورقلة ، سوق تلاغمة ، سوق واد سوف ، و سوق تقرت ،و أيضا كن يقام معرض سنوي ينظمه شيخ العرب ، كانت تعقد هذه الأسواق أسبوعيا في ساحة كبيرة من بعض القرى المركزية أو خارج المدن و يأتيها المستهلكون والمنتجون من المناطق المجاورة، إضافة إلى الدور الثقافي الذي كانت تلعبه هذه الأسواق فكان يقصدها المداحون من مختلف أنحاء البلاد فيقصون على الجماهير أنواعا من الأقاصيص الدينية .

 ب . أنواع المنتج : من أهم المنتجات التونسية و الجزائرية المعروضة في الأسواق ما يلي : الأقمشة ، الشواشي ، المحازم ، العطرات ، السكر ، القهوة ، الشعبر ، الصرف ، الحرير ، التمر، النحاس ، القطن السيوف .....إلخ ..

ج - الطرق التجارية بين الجزائر و تونس :

 كان يتم التبادل عن طريق قوافل تسيرها و تحميها قوافل مختصة في الميدان أهمها قبائل التوارق و قبائل الشعابنة و قبائل الخنافسة ،و اعتمد نظام القوافل الذي ساهم في تنمية العلاقات و ازدهارها و من أهم هذه الطرق:

1-طريق تونس من مدينة قسنطينة إلى الشمال الشرقي لتونس

2- طريق قفصة و نفطة : الذي يبدأ من مدينة الوادي ثم يتوجه شمالا نحو محطة قمار خيث ينقسم إلى فرع يتجه مباشرة إلى مدينة نفطة

3-طريق نقطة و غذامس : من تقرت ثم إلى الشمال للوصول إلى محطة الفيض ثم يتغير المسار نحو الجنوب الشرقي ثم نقطة

 4- طريق غدامس : و الذي يخرج من ورقلة و يتجه مباشرة إلى الشرق إلى أن يصل إلى مدينة غدامس

3 - العلاقات الاجتماعية :

استطاع المجتمعان الجزائري و التونسي مجابهة الصعوبات من حروب وكوارث طبيعية و أمراض و ذلك عن طريق إحياء المناسبات و الإحتفالات بالأعياد خاصة منها الدينية و المحلية، أهمها الاحتفال بالمولد النبوي الشريف و عيد الفطر و عيد الأضحى أين تشابهت مظاهر الاحتفال بين الإيالتين كما اجتاحت الإبالتين عدة أمراض و أوينة و أمراض أشهرها الطاعون ، فكانت تتكرر كل عشر سنوات فكانت تبلغ درجة كبيرة من الخطورة لعل أهمها وباء خلال أعوام 1784 - 1798، عرف القرن السابع عشر انتشارا للأوينة و الأمراض و كذلك القرن الثامن عشر ، و ما يجدر بالذكر أن الحكام لم يولوا الأهمية للجانب الصحي ما جعل الأمراض تنتشر و تحصد العديد من الأرواح.



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة