U3F1ZWV6ZTIwMTU5Nzc5NjQ2Nzg5X0ZyZWUxMjcxODUzMjIzNDU3Nw==

العلاقات التونسية الفرنسية خلال فترة حكم الاسرة الحسينية (1705-1782م)

العلاقات التونسية الفرنسية خلال فترة حكم الاسرة الحسينية (1705-1782م)



العامل التجاري بين فرنسا و الإيالات المغاربية سهل كثيرا عملية ربط العلاقات السياسية و الاقتصادية ، وقد كان لهذه الشبكة من العلاقات بين الطرفين جملة من المظاهر .


1. مظاهر العلاقات السياسية :

وجدت علاقات وطيدة بين تونس و فرنسا فرضتها الضرورة الاقتصادية بالدرجة الأولى ، و المعاملات التجارية بين البلدين ، فتميزت بمجموعة من المظاهر :

 أ. الامتيازات :

تمتعت فرنسا بمكانة مميزة في ممتلكات الدولة العثمانية ، بموجب اتفاق نظام الامتيازات ، الذي عقد بين كل من الملك الفرنسي فرانسوا الأول و السلطان العثماني سليمان القانوني 942 هـ/ 1536م و بعده اتفاقية محمد الرابع 1084هـ / 1673 م، فكانت هاته الاتفاقيات بعد سياسي اقتصادي اجتماعي ديني ، و المهم فيها هو أهمية السيطرة على مياه البحر المتوسط لما لها من بعد استراتيجي لفرنسا كونها تلامس شواطئها لمسافات طويلة.

ب - الدبلوماسية :

و هي مجموع القواعد و الأسس التي يراد بها تسيير العلاقات بين الدول سواء الاقتصادية أو السياسية ، مما دفع فرنسا إلى تأسيس مجموعة من القنصليات في الإيالات المغاربية ، من بينها تونس التي حددت فيها فرنسا مهام القناصل الفرنسيين المعينين في تونس ، و دلك بالعمل على حماية المصالح الفرنسية ، و المحافظة عليها من أي تهديد داخلي أو خارجي ، فكانت سياسة القناصل منصبة على هذا الإتجاه أولا و آخرا .أثارت المكانة المميزة التي كانت تحظى بها فرنسا في تونس حفيظة بريطانيا ، و سعت هي الأخرى للحصول على مكانة مميزة من جانب السلطات التونسية ، بسبب معاهدة 1536م ، التي منحت لفرنسا حق رعاية الرعايا المسيحيين في البلاد العثمانية . عرف مقر القنصل الفرنسي في مدينة تونس باسم الفندق ، يضم القنصل و رعايا فرنسا من تجار وغيرهم في تونس ، وهو مبنى مكون من طابقين . و قد تمتع الفرنسيون عن نظرائهم الأوربيين بمكانة متميزة ، بدليل وجود فندقين لفرنسا في تونس.

2 - العلاقات الاقتصادية :

تعتبر فترة حكم البايات الحسينيين زاخرة لما فيها من نشاط تجاري ، فكانت هذه الفترة محط اهتمام وانشغال القناصل الأوربيين عموما و الفرنسيين على وجه الخصوص، ولعل التمثيل الديبلوماسي لجل دول أوروبا المتوسطية في تونس هو دليل على مكانة تونس في ميدان التجارة المتوسطية كما وجد نشاط آخر تميزت به تونس و هو القرصنة البحرية إضافة إلى التجارة

 أ. القرصنة البحرية :

تميز القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين بالجهاد البحري في سواحل طرابلس و تونس و الجزائر و المغرب ، غير أن الكتابات الأوربية و صفتها باللصوصية .لقد شاركت تونس في نشاط الجهاد البحري كغيرها من الدول المطلة على البحر المتوسط في الجهة الجنوبية ، من أجل الوقوف في وجه المسيحية ، و غنيمة بعض البضائع و الأسرى الذين يتم اقتدائهمراجع الجهاد البحري لتونس خلال عهد البايات الحسينيين نتيجة لمعاهدات السلم المبرمة خصوصا مع فرنسا ، و قد انعكس ذلك على النشاط الدبلوماسي ، عكس ما كانت الأوضاع خلال عهد البايات المراديين ، و قد انقسم نشاط القرصنة البحرية في تونس خلال العهد الحسيني إلى قسمين ، قرصنة يقوم بها الخواص ، و قرصنة تحت إشراف البايلك . كما كان مسلحي السفن من كبار شخصيات الإيالة ، كالباي ، و صاحب الطابع ، و الكاهية ، و القايد ، و هي ميزة تونسية ، على عكس الجزائر حيث نجد أن المسلح هو البايلك مما جعل دور الدولة في هذا الأمر نسبيا.كان الجهاد البحري يتم في إطار رسمي و بترخيص من الإيالة ، يدل على ذلك جوازات السفر التي كان يحملها القراصنة و الصادرة من قناصل كل من فرنسا و إنجلترا .رغم معاهدات السلم بين تونس وفرنسا خلال عهد الحسينيين ، إلا أن العلاقات بين الطرفين مرت بمراحل میزها الفتور و القطيعة في العلاقات ، وهو ما أدى إلى هجوم رياس البحر على السفن الفرنسية ، من بينها:. هجوم رياس البحر توانسة على سفن فرنسية سنة 1728 م ، مما دفع الباي حسين بن علي إلى توقيع معاهدة 1 جويلية 1728 م ، و اعتذر للملك الفرنسي عن الأضرار الناجمة عن هذا الهجوم ، و دفع تعويضا قيمته 8000 ريال ، و الإفراج عن كل الأسرى الفرنسيين و الأجانب ، و تعهد بمعاقبة المتسببين في هذا الهجوم. - بعد إلحاق جزيرة كورسيكا بالممتلكات الفرنسية، استولى قراصنة تونسيون على سفن كورسيكية ن و أسر بحارتها و مسافريها ، مما دفع فرنسا إلى توقف في السواحل التونسية ، ليتم بعد ذلك تجديد معاهدة السلم بين الطرفين و كان ذلك في أوت 1770م.

ب - التجارة :

لقد لعب عامل الخبرة التجارية دورا بارزا في احتلال فرنسا المكانة جد مهمة في الأوساط التجارية التونسية ، مما أكسبها مواقع مهمة في تونس منذ عهد الملك لويس الرابع عشر ، و المنافسين الوحيدون الذين واجهتهم فرنسا هم يهود ليفورنو ، و هذا التواجد الفرنسي في المنطقة مكنها من أن تحتل مكانة تجارية في كل الموانئ التجارية ، و كذا مناطق التبادل التجاري .شهدت التجارة الفرنسية في تونس نموا ملحوظا ، ولعل شهادة القنصل الإنجليزي الذي صرح أن فرنسا تمتلك كل التجارة بيدها ، أما بالنسبة للتونسيين فإن غياب السفن التجارية شكل عائقا في وجه نشاطها التجاري ، مما دفعهم مرارا و تكرارا إلى الاستعانة بالناقلين الأوربيين ، و خصوصا الفرنسيين في تجارتهم مع أوربا ، بل حتى في تجارتهم مع بلاد المشرق كانت تتم عن طريق الفرنسيين .ما يجدر بنا ذكره أن مظاهر العلاقات بين تونس و فرنسا قد تعددت ، من امتيازات موروثة عن فترات تاريخية سابقة ، و تمثيل دبلوماسي يرعى مصالح و احتكار الشركات الفرنسية .

3 - طبيعة المبادلات التجارية بين تونس وفرنسا :

 • الصادرات التونسية : 

يمكن حصر مواد التصدير التونسية ، التي كانت مطلوبة بكثرة في السوق الفرنسية في مواد غذائية ، و مواد أولية ، و مواد الصناعة الحرفية. أ- المواد الغذائية : 

و تتمثل في الحبوب وهو المنتوج المتميز في التجارة ما بين 1705 - 1782م ، القمح الذي عرفت تونس بقدرتها في تصدير كميات كبيرة من القمح نحو أوربا ، و كانت المادة الأكثر أهمية في الحركة التجارية بين تونس و فرنسا ، إضافة إلى الزيوت التي تكتسي أهمية بالغة كمادة غذائية و كعنصر أساسي في صناعة الصابون و کوسيلة إنارة إضافة الى استعمالاتها الصحية في التطبيب كما لا ننسى البقول التمور الصودا .....الخ

 ب - المواد المصنعة :

انتشرت العديد من الحرف و الصناعات في مدن الإيالة التونسية خصوصا تونس ، و اتخذت شكل تصنيفات حرفية التي ترتكز في أسواق خاصة بها كسوق العطارين ، و سوق الصباغين ، و في أزقة خاصة بها كزنقة الصباغين و زنقة النحاسين ... و كان إنتاجها موجها للاستهلاك المحلي ما عدا الشاشية " تمتاز بشكلها المستدير ، و بلونها الأحمر القرمزي و تعالج بمهارة صناعية رائعة " التي نجدها في قائمة الصادرات و هي من الصناعات النسيجية المهمة ، و يشتغل بها أعداد كبيرة من الحرفيين . 

• الواردات التونسية:

زودت مرسيليا السوق التونسية ، بمواد متنوعة ، كان منشأها فرنسي أو أجنبي ، و هي : 

أ- المواد الترفيهية :

و منها المنتجات النسيجية ، و الأقمشة بأنواعها ، و يرجع سبب استيرادها إلى رداءة المنتوج المحلي مقارنة بما استورد من الخارج خاصة استيراد الأقمشة الفرنسية. 

ب - المواد الأولية الموجهة للصناعة المحلية : 

تتمثل في الصوف الإسبانية الناعم الموجه لصناعة الشواشي ، إضافة إلى المواد الصبغية التي تستعمل في تلوين الشاشية ... الخج

- مواد المستعمرات :

 تستورد من فرنسا مواد معاشية و هي الغذائية و مواد نقدية كالسكر و القهوة و أصلها من المستعمرات ،، هذا الجدول يمثل قيمة المواد التي تم استيرادها من مرسيليا إلى تونس خلال الفترة الممتدة من 1783-1792 م


نوع المادة
اقمشة صوفية
اقمشة حريرية
صوف ليون
صوف اسبانيا
مواد التلوين
سكر
قهوة
قيمتها
200.000
100.000
80.000
850.000
420.000
250.000
160.000


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة